شقيقة "النجار" تروي لـ"الحرية والعدالة" عن العقاب التجريدي بـ"طره"
20/06/2016 04:59 م
- قوات الأمن انتشلت أخي من امام مطار القاهرة الدولي بدعوي " حيازة أفكار "
- سنة ونصف من تجديدات وحبس غير قانوني بسجون العسكر
- القاضي لا يسمع لمرافعة المحامين ويقاطع عملهم قائلاً : كفاية عليكم كده
- رجال التجريدة بطره لــ"عبد الله": احنا هنعرفك ازاي تركع لرئيس المصلحة
حوار - سماح إبراهيم:
22215 رقم قضية تحمل اسمًا منفردًا لطالب واحد, لم يتجاوز العشرين من عمره، ألقت قوات الانقلاب القبض عليه من داخل مطار القاهرة الدولي، صباح يوم الخامس والعشرين من مايو 2015 م، حيث كان متوجهًا إلى " ماليزيا "، ولكن بعد لحظات من تواجده أمام متن الطائرة فؤجئ، بمحاصرة رجال الشرطة له داخل المطار، واقتياده لقسم شرطة مدينة نصر.
انتقل المشهد بعبد الله حسنين السيد النجار، الطالب بالفرقة الثانية كلية الشريعة بالأزهر، من فوق طائرة يطرح بأحلامه أرضًا بتقييد جسد وتعليق روح بكابوس مزعج يسمى سجن استقبال طره.
من داخل زنزانة مظلمة من سجون الظالمين، أوصى شقيقته بنشر رسالة له قال فيها: هنا نتجرع الظلم كما يتجرع أحدكم الماء، لكل من هؤلاء المعتقلين قصة يرفض فيها الخنوع لمتكبر في الأرض، واثقون من أننا يومًا ما سنخرج، ولكن!! ماذا عنك!! ماذا قدمت!، كم جزءًا من القرآن حفظت، كم كتابًا شرعيًّا تعلمت كم ساعة قضيتها علي مواقع الفيس بوك لاعبًا!، ماذا أعددت ليوم آت لا محالة.
ويضيف: لم يكن السجن ولن يكن سببًا في تنازل سلم منا عن إيمانه بالله وعقيدته الصادقة بنصر الله وتمكينه، إن استطاعوا حبس اجسادنا، فوالله الذي لا إله غيره، لن يستطيعوا حبس قلوب مؤمنة بالله تعالى، سيروا على درب النبي وأصحابه، ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون.
"مودة النجار" تكشف لـ"الحرية والعدالة" تفصيلاً عن فصل من فصول التعذيب من صعق وتجريد ملابس بساحات السجون، وانتهاكات التكدير الأمني التي لاقاها شقيقها بدءًا من احتجازه بقسم شرطة مدينة نصر، مرورًا بسجن أبو زعيل، وأخيرًا باستقبال طره، فإلى التفاصيل:
تبدأ "النجار" حديثها بمحاولات إقناع اخيها بالسفر، فتقول: قررنا الإستجابة والموافقه على سفر عبد الله إلى ماليزيا قبل الدخول بدوامة امتحانات التيرم، خاصة أن حالته النفسية كانت تزداد سوءًا، الساعة الثانية والنصف صباحًا تركناه مبتهجًا أمام ساحة المطار لإتمام إجراءات ما قبل إقلاع الطائرة وإذا بقوات الأمن تنتشله من الداخل، بدعوى "إتمام إجراءات أمنية"، ظل مختفيًا لا نعرف عنه شئيًا فترة، عدة ايام، حتى علمنا أنه محتجز "تحفظيًا" بقسم أول مدينة نصر.
تضيف: 15 يومًا بقسم مدينة نصر ممنوع عنه الزيارة أو الأكل أو حتى تقديم أي متعلقات شخصية، تعرض فيها للتعذيب، صعق بالكهرياء، وضرب، الإصابات منها والحروق بجسده مازال اثارها موجود إلي الآن، بعد انتهاء مدة التعذيب تم ترحيله لسجن ابو زعبل، وخلال تلك الفترة، عرض علي النيابة ثلاث مرات بدون وجود محامي وتم التجديد له 15 يومًا مرتين على التوالي، وبعد فترة قضاها بسجن أبو زعبل، تم ترحيله لسجن استقبال طره، وهو مازال به حتى الآن.
وقبل أن تسرد شقيقة طالب الشريعة التهم الموجهه إليه، قالت : التهم لن تخرج عن كونها جرائم فكرية، لا تهمة لأخي سوي انه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين فضلاً انه خطيب بالمكأفاة بوازة الاوقاف، بإدارة شرق مدينة نصر،بشهادة تحيز تحفيظه للقرآن، اما عن التهم حسب ما جاء بمحضر التحقيق فهي : الإنضمام لجماعة محظورة اسست علي خلاف الدستور والقانون، انتهاج افكار تطرفية، محاولة تكدير السلم العام.
القضاء وباقات "45"
شهران ونصف، منهم 11 يوم قضاها بسجن استقبال طره لم نراه فيها، غير مسموح لنا بزيارات، المخالفات القانونية كانت بالجملة ومنها : تفيير مدة التجديد من 15 يوم إلي 45، علماً بان المفترض قانونياً ان يتجدد له 150 يوم بتواتر " 15 : 15 : 15 "، علي مدار شهر ونصف، ولكنا فؤجئنا بتغير المدة من 15 إلي 45 يوم.
وتوضح: بعد مرور 6 شهور من التجديدات قانونياً, اما ان يصدر قرار بإخلاء سبيل اخي، أو يحال للتقاضي " فك احراز، سماع لشهود، وما إلي ذلك "، وهذا لم يحدث مع اخي، سنة ونصف من التجديدات والحبس الغير القانوني.
وعن التضييقات القضائية تتحدث : القاضي الذي يباشر قضية اخي دائماً يمنع المحامين من عملهم، فيتعمد مقاطعة مرافعتهم قائلاً : كفاية عليك كده !فضلاً ان جلسات العرض تعقد بمعهد امناء الشرطة بطره، المعروف بتضيقاته، فغير مسموح للمحامين ان يتحدثوا إلي المعتقلين، أو السماح لنا بالدخول للقاعة لرؤيته.
تجريد وركوعه لقيادات
علي فترات متقاربة يقود رجال الادارة الأمنية حملات إضطهاد وتكدير لعدداً من المعتقلين بعينهم، وغرف يتم تحديدهاً قبل ان يقرروا لهم الدخول في العقاب التجردي، تبدء التجريدة بالدخول علي المعتقلين في هيئة مفزعة، مستعرضين لقوتهم البدنية والقتالية، فيقوموا بتفتيش الغرف، والإستيلاء علي جميع المتعلقات الخاصة بهم من الاطباق والطعام والملابس،لا يترك لهم سوي اللبس الميري،، لا يتركوا لهم بالزانزنه سوي ما يستر جسدهم.
تعطي الأدارة بقيادة وإشراف رئيس مصلحة السجون أوامرها بإحضار المعتقلين من غرفغهم، وتجميعهم في ساحة السجن، وينزعوا عنهم ملابسهم سوي من ملابس داخلية،ويأتي دور القوة الضاربة بضربهم بالعصيان علي مناطق متفرقة بأجسادهم، حتي البكاء أو ظهور كدمات أو إشباع رغبتهم في إذلالهم.
وتضيف: حدث مشادة كلامية خلال عملية التكدير، اسفرت عن ترحيل عدد من المعتقلين للعقرب، لمجرد ان رئيس مصلحة السجون قال لهم احنا عندنا الكل بيركع لرئيس المصلحة، فرد عليه احدهم : احنا مبنركعشس إلا لله، فباغته الرد رجل الامن قائلاً : احنا هنعرفك ازاي تركع له، وتبطل تركع لربنا, ثم تكالبوا عليهم ضرباً.
وعن صعوبات الزيارة تقول : طوابير وإنتظار ووقوف طول اليوم، ونعود بما آتينا به، بعد إستخراج إثبات قيد من الكلية لدخول عدد من الكتب إلي المعتقل تم رفض دخولها، الملابس، العديد من الأشياء عنه يتم منعها يتعاملون وكانها ممنوعات تخل بالأمن العام بالسجن.
واختتمت : نحاول الثبات، خاصة والدي ووالدتي كانوا مدمرين نفسياً بالأيام الاولي من اعتقال عبد الله، ظهر إفتقادهم في الإمتناع عن الطعام شهرين, لكن الحمد لله مع مرور الأيام،نتأقلم مع الظروف التي وضعنا الله فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق