استكمل اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، جولاته الميدانية التى بدأها منذ توليه المسئولية بكافة محافظات الجمهورية، والتى تؤكد حرصه على متابعة الحالة الأمنية ميدانيا، والوقوف على مدى تفعيل سياسات الوزارة والتفاعل مع مجريات الأحداث الأخيرة والتى تستهدف أمن واستقرار البلاد، وبدأ الوزير جولته اليوم الاثنين، والتى توقفت حوالى شهر ونصف، التى كان لها صدى كبير فى الشارع المصرى بزيارة محافظة أسيوط.
وخلال جولته بأسيوط بدأ بزيارة كمين شرطة "منقباد"، وتفقد الحالة الأمنية بالكمين واستمع لضباط الكمين حول كيفية اشتباههم فى الأشخاص، وأكدوا له أنهم يعملون على إيقاف السيارة المشتبه فيها وإدخالها الحارة الجانبية للكمين حتى لا يتم تعطيل الحركة المرورية، ومن ثم يبدء فى فحص تراخيصه والتأكد من سلامتها.
كما التقى وزير الداخلية برجال شرطة الكمين والأفراد المعينين خدمة على الكمين والمتواجدين فى الأبراج العليا بالكمين، وطالبهم بفك السلاح أمامه للتأكد من حيازتهم الذخيرة بالأسلحة، وشاهد كيفية فكهم للأسلحة حتى يتأكد من جاهزيتهم لمواجهة أى خارج عن القانون يحاول التعدى على الكمين.
وعقب ذلك تفقد اللواء محمد إبراهيم الحالة الأمنية بميدان الحرب والسلام بأسيوط "أم البطل"، وفور وصوله الميدان تجمع حوله عدد كبير من أهالى أسيوط، وأبدوا لهم شكرهم وسعادتهم بتواجده فى أسيوط وأجمع عدد كبير منهم على رغبتهم فى تراخيص السلاح، وأكد لهم بأنه سيتم فحص حالاتهم والسماح لمن يستحق فيهم بإستخراج تراخيص السلاح، وطالبهم بضرورة مساندة رجال الشرطة فى الفترة الحالية، وأنه لن يتحثث الأمن إلا بالمساندة الشعبية لرجال الشرطة، مؤكدا أنه شدد مرارا على ضرورة معاملة المواطنين معاملة جيدة.
ومن جانبه التقى وزير الداخلية بالإعلاميين والصحفيين، وحول ما أثير فى الفترة الأخيرة عن رغبة مجموعة من الضباط إطلاق اللحى، أكد الوزير أنه تلقى العديد من الفتاوى من رجال دين، تؤكد أن اللحية عادة وليست سنة، مؤكدا أن هناك عددا من الضباط امتثلوا لتلك الفتاوى وتراجعوا عن موقفهم تجاه إطلاق اللحية، إلا أن هناك قلة يصرون على ذلك، مؤكدا أنه سوف يتم إيقافهم عن العمل وإحالته للتحقيق بلجنة التفتيش، وأضاف أن قانون الشرطة ينص على ضرورة ظهور ضابط الشرطة بمظهر جيد وضرورة حلاقة الذقن والشعر وارتداء الزى على الوجه اللائق، مؤكدا أن ضابط الشرطة يعرف تلك التعلميات من خلال كتب يتم توزيعها عليهم فور دخولهم كلية الشرطة.
وعن هيكلة وزارة الداخلية التى تم تشكيل لجنة لإعادة هيكلتها، أكد الوزير أنه شكل لجنة يترأسها اللواء ماهر حافظ مساعد أول الوزير رئيس مجلس الأعلى للشرطة، وسيتم العمل على إعادة هيكلة الوزارة بما يتلاءم مع طبيعة جهاز الشرطة، وأكد الوزير أنه يرفض تمام كلمة "تطهير الداخلية" التى يتم ترددها فى وسائل الإعلام، وذلك لأن الداخلية جهاز وطنى وله نجاحات متعددة، مؤكدا أن الداخلية هى الوزارة الأولى التى تحاسب ضباطها أولا بأولا، وأن قياداتها لا تتهاون مع أى ضابط مقصر وتحاسبه حسابا عسيرا، وأوضح الوزير أن ما يتردد مؤخرا حول إعادة الهيكلة واستبعاد ضباط بعينهم من الداخلية ما هو إلا كلام يتم تداوله بوسائل الإعلام و"أقراءه مثلكم فى الجرايد"، مشيرا أنه لم يتلقَ أى طلبات من أى جهة فيما يخص هيكلة الوزارة.
وعن أحداث بورسعيد رفض وزير الداخلية الرد على سؤال محرر "اليوم السابع"، حول إذا كان هناك تقصير أمنى من قبل رجال الشرطة خلال تلك المذبحة التى شهدها إستاد بورسعيد، مؤكدا أن تلك الأحداث محل تحقيق وسوف تثبت التحقيقات ما إذا كان هناك تقصير أمنى من عدمه.
وفيما يختص بمباريات كرة القدم أكد أنه تلقى طلب بتأمين 3 مباريات ودية للمنتخب القومى سوف يتم إجراءها فى الفترة المقبلة، إلا أن الوزارة رفضت تأمينهم لأن الحالة الأمنية حاليا لا تسمح بذلك بعد أحداث بورسعيد، خاصة أن هناك ألتراس الأندية يتظاهرون ويتجمهرون مطالبين بالقصاص للضحايا، كما أن هناك عددا كبيرا من لاعبى كرة القدم يرفضون التدريب نتيجة حالتهم السيئة التى يمرون بها، مؤكد أن تلك مباريات ودية وليس لها مردود سياحى من وراءها، كما أنها غير ملزمة ولا توجد ارتباطات دولية لإقامتها ولذلك أرسلت مذكرة بالرد لاتحاد الكرة شرحت بها ما يمنع تأمين تلك المباريات.
كما التقى وزير الداخلية بمحافظ أسيوط بمقر المحافظة وعقد معه اجتماعاً مناقشة الأوضاع الأمنية بالمحافظة، وضرورة التنسيق بين أجهزة المحافظة والأجهزة الأمنية حتى يتم تفعيل الانتشار الأمنى بالمحافظة.
وما أن تم الانتهاء من اللقاء، عقد الوزير اجتماعا موسعا مع قيادات وضباط مديريات أمن أسيوط، وسوهاج، والوادى الجديد، وذلك بمقر مديرية أمن أسيوط وبحضور مديرى أمن المديريات الثلاث، وطالب اللواء محمد ابراهيم فى بداية اللقاء كافة الحضور بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، والذى كان آخرهم رقيب الشرطة منصور سالم محمد من قوة مركز شرطة ديروط بمديرية أمن أسيوط، والذى استشهد أمس الأول حال تصديه ضمن قوة أمنية لبعض الخارجين عن القانون.
واستعرض وزير الداخلية الأبعاد المختلفة التى تموج بها الساحة حاليا وعلى كافة الأصعدة، والتى كان لها بالغ الأثر على الوضع الأمنى الراهن، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود فى تلك المرحلة للحفاظ على ما حققته الأجهزة الأمنية من نجاحات فى شتى المجالات والمواقع خلال الفترة الأخيرة، والتى كان لها بالغ الأثر على واقع الشارع المصرى، وانعكست إيجابيا فى صور تلاحم أطياف الشعب مع رجال الشرطة فى ضبط الخارجين عن القانون لتحقيق رسالة الأمن.
وشدد الوزير على ضرورة تفعيل وتكثيف دور نقاط التفتيش الحدودية والأكمنة والتمركزات الثابتة والمتحركة على كافة المحاور والطرق الزراعية والصحراوية فى نطاق المحافظات الثلاث، ومواصلة استهداف عصابات وعناصر تهريب الأسلحة والمخدرات ووأد نشاطها، والأخذ بزمام المبادرة فى التعامل بحزم مع تلك العناصر التى يتسم سلوكها بالعنف والخطورة.
كما نقل اللواء محمد إبراهيم خلال اللقاء ثقة الشعب المصرى فى رجال الشرطة بشتى المواقع، مشددا على ضرورة العمل على استكمال دعم وتطوير منظومة الأمن الجنائى والاحتفاظ بمعدلات متزايدة فى مجال ضبط الجريمة، وعلى أهمية تحقيق التواجد الأمنى الفعال والتصدى بحزم لمواجهة العناصر الإجرامية شديدة الخطورة وحالات البلطجة، كما طالب بضرورة تفعيل الآداء فى مجال تنفيذ الأحكام القضائية وضبط المحكوم عليهم الهاربين، تحقيقا للعدالة وسيادة القانون وبما يتوافق مع احترام حقوق الإنسان.
وأكد اللواء إبراهيم ضرورة مراعاة ومتابعة القيادات المختلفة لمرؤسيهم وتوجيههم للإرتقاء بمستوى آدائهم ولضمان استمرار كفاءتهم، مشيرا إلى أن الثورة عبرت بمصر إلى عهد المصارحة والمكاشفة وذهبت بعهد طمس الحقائق والتغاضى عن الخطأ والإهمال.
وأكد الوزير على دور القيادات المختلفة فى تنمية مهارات المرؤسين وخلق الكوادر من القيادات الوسطى فى كافة المواقع وعلى مختلف المستويات تكون قادرة على تحمل مسئوليات رسالة الأمن فى المستقبل القريب.
وشدد وزير الداخلية على أهمية حسن معاملة المواطنين ودعم وتوثيق العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن، وضرورة إتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها التسهيل والتيسير على المواطنين راغبى الحصول على الخدمات الشرطية المختلفة بشكل متحضر، ومراجعة كافة القرارات المنظمة لتلك الخدمات بما يضمن حصول المواطن عليها فى سهولة ويسر، فضلا عن حسن استقبال المواطنين والإهتمام بتحقيق شكواهم حال ترددهم على مختلف القطاعات الأمنية خاصةً أقسام ومراكز الشرطة.
ومن جانبهم، أكد الضباط على أنهم مؤمنون بقدسية رسالتهم فى الدفاع عن حق كل فرد للعيش فى وطن آمن يحفظ حاضره ويصون مستقبله، وأنهم عازمون على المضى فى تحقيق أهدافهم والحفاظ على مقدرات الوطن وما حققته ثورة يناير من مكتسبات حضارية.
وعقب الاجتماع، انتقل وزير الداخلية إلى محافظة سوهاج، حيث وصل إلى مدخل المحافظة الجديد حيث توقف فى كمين الكوامل المتواجد فى مدخل سوهاج الجديد وتفقد الحالة الأمنية بالكمين واستمع إلى ضباط الكمين، وطالبهم بشرح وتوضيح معايير اشتباههم فى الأفراد المشتبه فيهم وكيفية التعامل معهم، وأثناء تواجد الوزير فى الكمين تجمع عدد من أهالى سوهاج وعرضوا عليه مشاكلهم من مضايقات ضباط المرور لهم، فوعدهم بالانتهاء من مثل تلك المضايقات.
طالبهم الوزير بضرورة مساندة الشرطة حتى يعود الأمن لشوارع البلاد كما طالب عدد كبير منهم بضرورة السماح لهم باستخراج تراخيص حمل السلاح فوعدهم بأنه سيتم فحص حالات المتقدمين، وإعطاء التراخيص لمن يستحق وهو ما دفعهم للهتاف "الشعب والشرطة إيد واحدة"، ويقولون له "أنت أحسن وزير داخلية جيه البلد"، وبعد ذلك حرص وزير الداخلية على الانتقال إلى ميدان الصينية لتفقد ومتابعة الحالة الأمنية.
كما التقى وزير الداخلية بمحافظ سوهاج بمقر المحافظة وعقد معه اجتماعاً موسعاً لمناقشة الأوضاع الأمنية بالمحافظة، وضرورة التنسيق بين أجهزة المحافظة والأجهزة الأمنية حتى يتم تفعيل الانتشار الأمنى بالمحافظة، وقبل دخول الوزير مقر المحافظة التقى بعدد من المواطنين الذين انتقدوا له الأشخاص الذى يهاجمون وزارة الداخلية، وطالبوه بضرورة التصدى لهم، معتبرينهم أنهم ليسوا متظاهرين، كما انتقدوا أداء عدد من أعضاء مجلس الشعب تجاه وزارة الداخلية وعلى رأسهم النائب محمد أبو حامد، حيث أكدوا أنه أمسك بطلقتين سليمتان ولم يتم إطلاقهم فى إشارة منه أنهم طلقتان فوارغ، وطالبوا وزير الداخلية بأن يجلب لهم هؤلاء الأشخاص الذين يهاجمون الوزارة ويتعدون عليها قائلين له: "هاتهم هنا واحنا نزرعهم فى الأرض زرع".
وتفقد العديد من النقاط الأمنية والتمركزات والأكمنة والمحاور الرئيسية بنطاق محافظة أسيوط، وسوهاج للوقوف على الحالة الأمنية والانضباطية بها وعلى الطرق الزراعية والصحراوية الرئيسية والفرعية الواقعة فى نطاق المحافظة، حيث تابع الآداء الأمنى للقوات وقدرات وإمكانيات نقاط التفتيش والتمركزات الأمنية وأساليب تحقيق الإشتباه، واستمع اللواء ابراهيم الى آراء ومقترحات المواطنين حول الأداء الأمنى فى المحافظة، ووعدهم بسرعة عودة الأمن فى الشارع المصرى بنسبة 100 % قريبا، كما طالبهم بمساندة رجال الشرطة فى جهودهم من أجل القضاء على البلطجة والجريمة، مؤكدا أن الأمن لن يعود إلى الشارع المصرى إلا من خلال المساندة الشعبية والإعلامية لرجال الشرطة، وهو ما لاقى استحسانا كبيرا من قبل جموع المواطنين، الذين هتفوا له "الشرطة والشعب.. إيد واحدة".
كما تفقد كمين (الكوامل) بدائرة مركز المنشأة بالطريق الصحراوى الغربى بمحافظة سوهاج، وحث ضباط وأفراد الكمين على اليقظة الدائمة والتعامل الحاسم مع الخارجين عن القانون وعناصر البلطجة الذين يستهدفون أمن المواطن، واطلع أيضا على دفتر أحوال الكمين، واستمع اللواء إبراهيم إلى المشكلات التى تقف أمام أفراد وضباط الكمين، حيث طالبوه بضرورة توفير سيارات إضافية حديثة لجهاز الشرطة، خاصة فى الأكمنة مثل كمين الكوامل الذى يقع على الطريق الصحراوى الغربى ويمثل نقطة تلقى بين ثلاث محافظات، لضمان المواجهة الحاسمة مع التشكلات العصابية المختلفة.
وفى نهاية زيارته توجه إلى ميدان الصينية بمفارق أخميم مرورا بالطريق الصحراوى الغربى وقريتى الكوامل والروافع والطريق الزراعى، وتفقد الحملة الانضباطية بالميدان، والاستماع إلى شكاوى المواطنين وآرائهم فى الآداء الأمنى خلال الفترة الماضية، مؤكدا لهم سرعة عودة الأمن إلى شتى ربوع الوطن خلال الفترة القليلة المقبلة.
الله معاكى يا مصر