سر غياب سامى عنان عن حفل القوات المسلحة بانتصارات أكتوبر
يشاهد الموضوع الآن : 2774 Tue, 08 Oct 2013 08:58:30قالت مصادر إن سر اختفاء الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق عن حفل الجيش بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر، يرجع إلى عدم توجيه الدعوة له من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة، أو من خلال إدارة الشئون المعنوية ومكتب المتحدث العسكرى، مؤكدا أن الفريق عنان كان موقعه الطبيعى فى تلك الحفلة فى الصفوف الأولى إلى جوار المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق، إلا أن المؤسسة العسكرية، قصدت عدم توجيه الدعوة كى توضح للرأى العام أن الفريق عنان شخص غير مرغوب فيه.
وأوضحت المصادر أن عدم دعوة الفريق سامى عنان للحفل تأكيد من القوات المسلحة على عدم موافقتها على سامى عنان كمرشح للرئاسة خلال الفترة المقبلة، إلى جانب رفضها، ما قام به الفريق خلال الفترة الماضية، من نشر مذكراته فى وسائل الإعلام والصحف المختلفة، دون موافقة المخابرات الحربية، أو العودة للقيادة العامة للقوات المسلحة، التى عبرت عن استيائها من نشر مذكرات عنان، من خلال بيان رسمى للمتحدث العسكرى العقيد أحمد على أكد خلاله أن من ينشر أخبارا تتعلق بمذكرات للعسكريين دون الحصول على موافقة القوات المسلحة يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
وأكدت المصادر أن المؤسسة العسكرية وجهت الدعوة للمشير طنطاوى كنوع من رد الجميل لدوره خلال المرحلة الانتقالية، التى تحمل خلالها مشكلات لا حصر لها، إلى جانب مشاركته فى كافة الحروب التى خاضتها مصر خلال الفترة الماضية، منذ عام 1956، وحتى انتصارات أكتوبر 1973، حيث كان مقاتلا ميدانيا، عبر مع قواته قناة السويس، فى أروع ملحمة تاريخية عرفها الشعب المصرى.
وكشفت المصادر أن القوات المسلحة قصدت عدم دعوة الفريق عنان لتؤكد للشعب المصرى أنها لن تدفع بأى من رجالها سواء السابقين أو الحاليين إلى الترشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة، حتى لا يستغل البعض اسم القوات المسلحة، ويزج بها داخل صراعات سياسية أو حزبية ضيقة تتعارض مع الدور الأساسى للقوات المسلحة، وهو أنها ملك لجميع أبناء الشعب المصرى دون تمييز، أو تحيز.
وبينّت المصادر أن محاولات الفريق سامى عنان خلال الفترة الماضية، السعى إلى السلطة، قللت من قدره لدى المؤسسة العسكرية، مؤكدا أن الفريق غادر البلاد إلى فرنسا قبل 30 يونيو بنحو أسبوعين، للهروب من الصراعات المحتملة بين القوات المسلحة والرئاسة، وعندما تيقن من نجاح الثورة، عاد من باريس ليعلن أنه استقال من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية، وظهر بشكل مفاجئ على كافة القنوات الفضائية والصحف، ليثمن موقف الجيش وانحيازه إلى الشعب، فى محاولة لاستغلال إنجازات المؤسسة العسكرية، لمعركته الانتخابية التى كان يعد لها منذ فترة.
وأكدت المصادر أن الفريق عنان تلقى خلال الفترة الماضية تحذيرات شديدة اللهجة من القوات المسلحة من أجل عدم نشر أى معلومات أو مذكرات تخص الفترة الانتقالية، التى تولت فيها المؤسسة العسكرية أمر البلاد، قبل عرضها على إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع لتنقيحها، وحذف أى معلومات أو بيانات تتعارض مع منظومة الأمن القومى المصرى، حيث إن الفريق عنان كان يتولى مسئولية رئاسة أركان حرب الجيش المصرى، ويعرف كل كبيرة وصغيرة داخل القوات المسلحة، من حيث الإمكانيات والتسليح والكفاءة الفنية والقتالية، والاستعداد والجاهزية على مستوى التشكيلات التعبوية البرية والأفرع الرئيسية.
كان العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى قد أكد أن نشر مذكرات شخصية لبعض المسئولين العسكريين السابقين، يؤدى إلى حالة من البلبلة والإثارة بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة، ويؤثر على الأمن القومى للبلاد فى ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية، مطالبا بضرورة توخى الحذر والحرص من تناول هذه المعلومات دون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بالقوات المسلحة، ارتباطاً بالمخاطر التى يمكن أن تتسبب عنها، خاصة أن جميع الدول تحرص على حظر النشر للموضوعات التى قد تمس أمنها القومى، وتحدد فترات زمنية مناسبة وقوانين منظمة لذلك تُعرض مخالفيها للمسائلة القانونية