راتب المشير السيسي تامر أبو عرب1 -
يطالب المشير عبدالفتاح السيسي المصريين بالتقشف وترشيد الإنفاق الشخصي، وهي فرصة مناسبة لنسأله عن راتبه الشهري وإنفاقه الشهري.
يفرض دراويش المشير هالة من القدسية عليه لا تلزم إلا من فرضها، ولا تمنعنا من سؤاله عن راتبه وثروته وإنفاقه وكل ما يتعلق بذمته المالية باعتباره يشغل منصبا رفيعا ويتطلع لشغل منصب أرفع.
السيسي موظف عام وكذلك كل أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، صحيح أن ميزانية الجيش من الأمور السرية التي يكفل الدستور مناقشتها في نطاق ضيق، لكن إعلان رواتب قياداته العليا أمر لا يهدد الأمن القومي في شيء، بل يبقى أمرا واجبا إذا تعلق الأمر بدعوة صريحة إلى التقشف.
لا نملك أي أرقام مؤكدة حول راتب وزير الدفاع وقيادات القوات المسلحة، فعندما نشرت إحدى الصحف موضوعا عن ذمة السيسي المالية ووصولها إلى 30 مليون جنيه لم ينزل العدد إلى الأسواق، وبينما يعرف العالم كله أن راتب وزير الدفاع الأمريكي 16.600 دولار شهريا، يصبح مجرد طرح سؤال عن راتب وزير الدفاع المصري دليل جسارة و«استبياع»!
ورغم عدم امتلاكنا أرقاما حول رواتب كبار قيادات المؤسسة العسكرية وعلى رأسهم المشير السيسي، فإن ما قاله نقيب الشرطة شريف ياسين في تصريحات إذاعية، حول تجاوز راتب مديري الأمن حاجز الـ900 ألف جنيه شهريًا- يجعلنا نتخيل الرقم الذي قد يحصل عليه القيادات العليا في المؤسسة العسكرية، الأكثر استقلالية في ميزانيتها.
«ياسين» أدلى بهذه التصريحات بعد تظاهره مع العشرات من زملائه أمام قسم الدقي لتحقيق بعض المطالب منها زيادة دخل الضباط الشهري وتحقيق العدالة في توزيع الرواتب داخل هيئة الشرطة، ونحن نذّكر بها الجميع من منطلق أن المساواة في التقشف عدل.
2-
رئيسة جمهورية ملاوي هي جويس باندا، قصتها درس لكل مسؤول ينادي شعبه بالتقشف أن ابدأ بنفسك ثم طالب غيرك.
تمر الدولة الأفريقية بأزمة اقتصادية كبيرة، وقبل أن تطالب «باندا» المواطنين بخفض إنفاقهم قررت بيع الطائرة الرئاسية الفخمة التي اشتراها سلفها بينغو وا موثاريكا مقابل 15 مليون دولار والقيام بجولاتها الخارجية على خطوط الطيران العادية.
لم يكن قرار بيع الطائرة قرارا إعلاميا أو ترويجيا للرئيسة التي فازت بالمنصب في إبريل 2012، بل جاء القرار ضمن خطة لإصلاح الاقتصاد تضمنت خفض راتبها الشخصي 30%، وبيع 60 سيارة مرسيدس يستخدمها أفراد حكومتها، وتجريد الوزراء والمسؤولين الكبار من أي مظاهر للرفاهية، وبعد كل هذه الإجراءات توجهت إلى شعبها فدعته إلى التوحد والصبر على البلاء.
وخلال عام واحد تحسن الوضع المالي لـ«ملاوي» كثيرا، وبدأت السيدة تكتسب شعبية كبيرة في بلادها وذاعت شهرتها على المستوى الدولي أيضًا لتأتي ضمن الشخصيات الـ100 الأكثر تأثيرا في العالم.
كان يمكن لرئيسة ملاوي أن تقول لشعبها إنه نور عينيها، لكنها اختارت أن تفعل ما يؤكد ذلك.
3-
طالب المشير السيسي المصريين بالتقشف وتخفيض الإنفاق وطالب الشباب بالذهاب إلى جامعاتهم سيرا على الأقدام خلال كلمته في مؤتمر شباب الأطباء، ثم تحرك إلى زهراء مدينة نصر لافتتاح نادي وفندق القوات المسلحة الذي أقامته إدارة الأشغال العسكرية ويضم مجمعًا متكاملًا للملاعب الرياضية يشتمل على ملعب لكرة القدم وتراك على مساحة 15 ألف متر مربع، وملعبين للكرة الخماسية على مساحة 2750 مترًا مربعًا، وملعبين للتنس بمساحة 1400 متر مربع تم تجهيزها وفقًا لأرقى المواصفات القياسية.
وبالتوازي انتشرت صورة للمشير يجلس إلى جانب وزير الداخلية وكبار المسؤولين على مائدة عليها من الطعام ما يكفي ثمنه لذهاب 10 طلاب إلى جامعاتهم بوسيلة مواصلات محترمة لعام كامل دون حاجة للسير على الأقدام.
قبلها كان الرئيس المؤقت عدلي منصور أصدر قرارًا يحمل رقم «535 مكرر لسنة 2013»، بزيادة رواتب جنود وضباط القوات المسلحة، وهي الزيادة الثالثة في رواتبهم منذ ثورة 25 يناير، فضلا عن الزيادات المتتابعة في رواتب ضباط وأفراد الشرطة التي كان آخرها قبل أيام.
يجب أن يتقشف الفقراء ليحيا من أفقروهم.
4-
تولى أحمد السيد النجار رئاسة مجلس إدارة مؤسسة الأهرام مطلع العام الجاري.
لم يكن هناك بد من تخفيض مصروفات المؤسسة المثقلة بالديون والخسائر بعدما أنفقت عليها الأنظمة المتتابعة المليارات في مقابل أن تبقى ناطقة بلسانها ومروجة لسياساتها.
بعد أيام من صدور قرار تعيينه علّق «النجار» قرارا على لوحة الإعلانات بتخفيض راتبه بنسبة 40%، وتقليل حوافزه بنسبة 30%، لذلك لم يغضب العاملون عندما وجدوا إلى جانب هذا القرار قرارا آخر بتخفيض مكافآتهم بنسبة 10%.
من ير التقشف حلا فليبدأ بنفسه أو ليصمت.
5-
يطالبون الشعب بالتقشف؛ لأنهم لا يريدون فرض الضريبة التصاعدية على رجال أعمالهم، يماطلون في تطبيق الحد الأدنى للأجور لأنهم لا يجرأون على تطبيق الحد الأقصى على أصدقائهم، يطلبون ضريبة الفشل ممن عانوا منه لا ممن تسببوا فيه، ولا يبحثون عن الأسباب الحقيقية للأزمة لأن تعليقها في رقبة الفقراء أسهل.
يطالب المشير عبدالفتاح السيسي المصريين بالتقشف وترشيد الإنفاق الشخصي، وهي فرصة مناسبة لنسأله عن راتبه الشهري وإنفاقه الشهري.
يفرض دراويش المشير هالة من القدسية عليه لا تلزم إلا من فرضها، ولا تمنعنا من سؤاله عن راتبه وثروته وإنفاقه وكل ما يتعلق بذمته المالية باعتباره يشغل منصبا رفيعا ويتطلع لشغل منصب أرفع.
السيسي موظف عام وكذلك كل أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، صحيح أن ميزانية الجيش من الأمور السرية التي يكفل الدستور مناقشتها في نطاق ضيق، لكن إعلان رواتب قياداته العليا أمر لا يهدد الأمن القومي في شيء، بل يبقى أمرا واجبا إذا تعلق الأمر بدعوة صريحة إلى التقشف.
لا نملك أي أرقام مؤكدة حول راتب وزير الدفاع وقيادات القوات المسلحة، فعندما نشرت إحدى الصحف موضوعا عن ذمة السيسي المالية ووصولها إلى 30 مليون جنيه لم ينزل العدد إلى الأسواق، وبينما يعرف العالم كله أن راتب وزير الدفاع الأمريكي 16.600 دولار شهريا، يصبح مجرد طرح سؤال عن راتب وزير الدفاع المصري دليل جسارة و«استبياع»!
ورغم عدم امتلاكنا أرقاما حول رواتب كبار قيادات المؤسسة العسكرية وعلى رأسهم المشير السيسي، فإن ما قاله نقيب الشرطة شريف ياسين في تصريحات إذاعية، حول تجاوز راتب مديري الأمن حاجز الـ900 ألف جنيه شهريًا- يجعلنا نتخيل الرقم الذي قد يحصل عليه القيادات العليا في المؤسسة العسكرية، الأكثر استقلالية في ميزانيتها.
«ياسين» أدلى بهذه التصريحات بعد تظاهره مع العشرات من زملائه أمام قسم الدقي لتحقيق بعض المطالب منها زيادة دخل الضباط الشهري وتحقيق العدالة في توزيع الرواتب داخل هيئة الشرطة، ونحن نذّكر بها الجميع من منطلق أن المساواة في التقشف عدل.
2-
رئيسة جمهورية ملاوي هي جويس باندا، قصتها درس لكل مسؤول ينادي شعبه بالتقشف أن ابدأ بنفسك ثم طالب غيرك.
تمر الدولة الأفريقية بأزمة اقتصادية كبيرة، وقبل أن تطالب «باندا» المواطنين بخفض إنفاقهم قررت بيع الطائرة الرئاسية الفخمة التي اشتراها سلفها بينغو وا موثاريكا مقابل 15 مليون دولار والقيام بجولاتها الخارجية على خطوط الطيران العادية.
لم يكن قرار بيع الطائرة قرارا إعلاميا أو ترويجيا للرئيسة التي فازت بالمنصب في إبريل 2012، بل جاء القرار ضمن خطة لإصلاح الاقتصاد تضمنت خفض راتبها الشخصي 30%، وبيع 60 سيارة مرسيدس يستخدمها أفراد حكومتها، وتجريد الوزراء والمسؤولين الكبار من أي مظاهر للرفاهية، وبعد كل هذه الإجراءات توجهت إلى شعبها فدعته إلى التوحد والصبر على البلاء.
وخلال عام واحد تحسن الوضع المالي لـ«ملاوي» كثيرا، وبدأت السيدة تكتسب شعبية كبيرة في بلادها وذاعت شهرتها على المستوى الدولي أيضًا لتأتي ضمن الشخصيات الـ100 الأكثر تأثيرا في العالم.
كان يمكن لرئيسة ملاوي أن تقول لشعبها إنه نور عينيها، لكنها اختارت أن تفعل ما يؤكد ذلك.
3-
طالب المشير السيسي المصريين بالتقشف وتخفيض الإنفاق وطالب الشباب بالذهاب إلى جامعاتهم سيرا على الأقدام خلال كلمته في مؤتمر شباب الأطباء، ثم تحرك إلى زهراء مدينة نصر لافتتاح نادي وفندق القوات المسلحة الذي أقامته إدارة الأشغال العسكرية ويضم مجمعًا متكاملًا للملاعب الرياضية يشتمل على ملعب لكرة القدم وتراك على مساحة 15 ألف متر مربع، وملعبين للكرة الخماسية على مساحة 2750 مترًا مربعًا، وملعبين للتنس بمساحة 1400 متر مربع تم تجهيزها وفقًا لأرقى المواصفات القياسية.
وبالتوازي انتشرت صورة للمشير يجلس إلى جانب وزير الداخلية وكبار المسؤولين على مائدة عليها من الطعام ما يكفي ثمنه لذهاب 10 طلاب إلى جامعاتهم بوسيلة مواصلات محترمة لعام كامل دون حاجة للسير على الأقدام.
قبلها كان الرئيس المؤقت عدلي منصور أصدر قرارًا يحمل رقم «535 مكرر لسنة 2013»، بزيادة رواتب جنود وضباط القوات المسلحة، وهي الزيادة الثالثة في رواتبهم منذ ثورة 25 يناير، فضلا عن الزيادات المتتابعة في رواتب ضباط وأفراد الشرطة التي كان آخرها قبل أيام.
يجب أن يتقشف الفقراء ليحيا من أفقروهم.
4-
تولى أحمد السيد النجار رئاسة مجلس إدارة مؤسسة الأهرام مطلع العام الجاري.
لم يكن هناك بد من تخفيض مصروفات المؤسسة المثقلة بالديون والخسائر بعدما أنفقت عليها الأنظمة المتتابعة المليارات في مقابل أن تبقى ناطقة بلسانها ومروجة لسياساتها.
بعد أيام من صدور قرار تعيينه علّق «النجار» قرارا على لوحة الإعلانات بتخفيض راتبه بنسبة 40%، وتقليل حوافزه بنسبة 30%، لذلك لم يغضب العاملون عندما وجدوا إلى جانب هذا القرار قرارا آخر بتخفيض مكافآتهم بنسبة 10%.
من ير التقشف حلا فليبدأ بنفسه أو ليصمت.
5-
يطالبون الشعب بالتقشف؛ لأنهم لا يريدون فرض الضريبة التصاعدية على رجال أعمالهم، يماطلون في تطبيق الحد الأدنى للأجور لأنهم لا يجرأون على تطبيق الحد الأقصى على أصدقائهم، يطلبون ضريبة الفشل ممن عانوا منه لا ممن تسببوا فيه، ولا يبحثون عن الأسباب الحقيقية للأزمة لأن تعليقها في رقبة الفقراء أسهل.