للمرة الأولى في إسرائيل: رجل حامل
يوفال توفر- إيرز هو الرجل الأول الذي وَلَد طفلا في إسرائيل؛ قرر بعد أن مر بعملية تغيير للجنس ويعيش مع شريك أن يلد طفلهما المشترك؛ لقد وُثق الحمل الثاني في برنامج تلفزيوني مؤثر، حتى لحظة الولادة وما بعدها.
ماذا كنتم ستظنون إن مضيتم في
طريقكم، وظهر أمامكم فجأة رجل ذو ذقن وشعر، مع بطن حامل لا يمكن الشكّ
فيها؟ في تل أبيب ليس الأمر خياليا، بل واقعيٌ.
ولد
يوفال توفر-إيرز كأنثى لعائلة متدينة في القدس، لكن في طفولته أحس أنه غير
تابع لجسده. في عمر 16 خرج عن سرّه وعاش كسحاقية، وبعد سنين أجرى عملية
لتغيير الجنس وقرر أن يعيش حياته كرجل. مع ذلك، وعلى النقيض من متحوّلي
الجنس الآخرين، لم يحس أنه بحاجة للتخلي عن أعضائه التكاثرية، مما مكّنه،
بعد ذلك بسنوات، أن يكون الرجل الإسرائيلي الأول الحامل.
لقد عاش حياة زوجية مع رجل آخر، تزوجه
قبل عدة سنوات، ويربون معًا ابنهما البكر، ليري. “فهمنا أن هذه هي الطريقة
الأسهل للحصول على طفل"، يقول يوفال. على النقيض من أزواج مثليّين آخرين،
يضطرون لخوض صراع ودفع آلاف الشواقل لأمهات مستضيفة في الخارج، كانت عند
يوفال إمكانية الاختيار، وقد قرر، مع أنه رجل، أن يمر بأكثر تجربة أنثوية،
وأن يكون حاملا.
اليوم قد أصبح ابنهما بعمر سنة
ونصف، وقد دخل يوفال في حمله الثاني، وهذه المرة، حمل بطفلة. “لقد وُلدت
كأنثى، وأعيش اليوم كرجل، هذا هو جنسي، ولذلك لا يوجد تعارض بين كوني رجلا
وبين كوني حاملا"، يقول يوفال في مقابلة للبرنامج التلفزيوني "المصدر" في
القناة العاشرة، التي واكبت حمله الثاني حتى الولادة. “مررت بعمليات لتغيير
الجنس، وفي حالتي شملت هورمونات وعملية في الجزء الأعلى لإزالة الصدر".
اختار يوفال أن يبقي الأعضاء الجنسية والتناسلية، وهكذا حفظ لنفسه الخيار
أنْ يكون حاملا.
هو
يعرّف نفسه "كرجل متحوّل-نوعيًّا"، ويصر على الجزأين في الهوية اللذين
يعرّفانه. يتحدث يوفال في المقابلات التي أجراها مع التلفزيون الإسرائيلي
يوفال عن الصعوبات التي واجهها كرجل حامل، الردود من كل صوب، الحسنة
والسيئة، وكذلك، في دولة كإسرائيل يحس كل شخص فيها بسهولة التدخل في حياة
الآخرين، هنالك ردود كثيرة. لم يعد يتأثر اليوم من الناس الذين يدّعون
"أنتِ كنتَ حاملا فأنتَ لست رجلا". هذا واقع، يجيب هو.
“أحيانًا لا أرغب في أن ينظروا
إليّ، وأرغب أن أكون مجهولا"، يذكر. “أنتظر أن ينتهي هذا الحمل"، يقول
للطبيبة التي ترافق حمله. “لا أحب أن أكون في حمل بشكل خاص". لأن حالة
الحمل ليس فقط صعبة وإنما خطرة أيضًا، مِن جانب مَن ليسوا مستعدين لقبول
الآخر، يحدقون بأبصارهم، وأحيانًا ينتهي الأمر بالعنف.
مع ذلك، بالمقابل فإنه يحس بأن
هنالك رسالة ما ترافق ما يجري، كأنه يغيّر شيئًا ويمهّد الطريق لمَن يأتي
بعده. يتمنى أن الصعوبات التي واجهته، مثل تعيينه لدور استطلاع الأعضاء
الجنينة (أغلقوا الخط عدة مرات لأنه رجل)، الحصول على اعتراف من الدولة أنه
رجل وأب، أن تكون أقلّ صعوبة لمن يأتي بعده وأكثر قبولا وتقبلا في
المجتمع. لذا فهو يكثر من المقابلات ومشاركة قصته مع الناس جميعًا.
يقوم الآن بتربية ابنه، الذي كبر مع
أبوين، في تربية بيتيه ويحاول أن يمنحه حرية اختيار من سيكون، وأن يتّبِع
هويته. خلال الحمل، عندما اكتشف أنه حامل لطفلة، لم يعرف كيف يتقبل الأمر.
“كان صعبًا تقبل أنّ لي بنتًا. إذ كيف يمكنني أن أنقل لها أن الإحساس بأن
تكون امرأة يمكن أن يكون رائعًا، بينما لم أحسّ أنا كذلك". قال يوفال.
“يبدو أنه في يوم من الأيام سنجري محادثة ينبغي أن أشرح بها اختياراتي".
اختار يوفال أن يمر بحالة الولادة، مع
زوجه، في البيت لا في المستشفى، كي يتجنب الأسئلة الزائدة. بعد أن وُلدت
طفلة صغيرة وطيبة، التي سميت آريا، توجه أبواها لتسجيلها في وزارة الداخلية
كمواطنة إسرائيلية. هنا بدأت المشاكل. عندما دخل يوفال إلى المكاتب مع
الطفلة، وأعلن أنه الأب، وأن زوجه أيضًا الأب، ولا أمّ، لم توافق الداخلية
على قبول هويته الذكَرية، ولم توافق على إصدار رقم هوية للطفلة كمواطنة
إسرائيلية، بدعوى "الحفاظ على النظام المعمول به".
لكن مثلما نجحا في معركة لسنة ونصف،
لأخذ جنسية لابنهما، سيستمران في خوض المعركة، ويبدو أن ابنتهما ستنجح في
النهاية في الحصول على جنسية إسرائيلية واعتراف من الدولة، التي يصعب عليها
تقبل الآخر. سيستمران في أن يعيشا حياتهما بهدوء وسكون، سيستمر الابن
والابنة في مناداة كليهما "أبي"، وسيثبتا للكل أن الحب ينتصر، وما من سبب
في الحقيقة لمحاربة اختيار أي شخص. عيشوا، وتعايَشوا.
توجه موقع المصدر ليوفال توفر أيرز في طلب لتلقي رده لكنه لم يحصل على رد.