مراسل التليفزيون البريطاني: غزة مكان ولادة القديسين وساحة موت الملائكة
27/07/2014 05:26 م
الحرية والعدالة
سجل "جون سنو" مراسل القناة الرابعة
بالتليفزيون البريطاني شهادته عن الأوضاع المأساوية بقطاع غزة جراء
الاعتداءات الصهيونية الوحشية على القطاع والتي راح ضحيتها أكثر من ألف
شهيد أكثرهم من الأطفال والنساء.
يقول سنو في تقرير نشرته القناة على موقعها
الإلكتروني بتاريخ 24 يوليو: "لا أستطيع ان اقتلع صورة نعمة من ذهني، نعمة
التي لا تبلغ من العمر الا سنتين . فجمجمتها وانفها المكسوران، اورثاها
تقيحات كبيره بحجم عيني الباندا، مما اغلق عينيها الصغيرتين على نحو فعال".
فمنذ أن اصيبت خلال قصف مدفعي اسرائيلي قبل
خمسة أيام، لم تنطق بكلمة واحدة وتبدو كأنها بكماء دون أن ندري إذ كان ذلك
سيكون مؤقتا أم إلى الأبد .
أما نور الدين فقد اصيب بشظية صاروخ اطلق من
طائرة-16 f حينما كان يلعب في شارع مزدحم . ففي ذلك الانفجار جرح اكثر من
45 شخصا وقتل اثنين، معظمهم من الاطفال.
وأخيرا، وللحظة واحدة ، مها التي تهشم ظهرها
وترضرض وجهها، قد ذبلت تحت خرقة غطاء بسيط ، فأوساخ الشارع لا تزال متشبثة
بقدميها. انها في السابعة من العمر .
أنا اتحسس المكان من خلال المتاهة الكثيفة
لعنابر الأطفال في الطابقين الثاني والثالث من مستشفى الشفاء المذهل في غزة
.. فهذا هو مكان ولادة القديسين وساحة موت الملائكة.
"قديسين وملائكة"
إن القديسين هم الأطباء الذين جاؤوا من جميع
أنحاء العالم ليتعاملوا مع عواقب هذه الحرب الدامية. اما الملائكة فهم
الأطفال الأبرياء التي سحقتهم المعركة لدرجة يصعب معها البقاء .
يقول "د. مادز جيلبرت" أستاذ في طب الطوارئ
من النرويج، بأن مخزونات الأدوية الخاصة بالتخفيف من الالم قد وصلت تحت ما
يسميه بـ”الخط الاحمر”. ولكن على الرغم من التحدي البشع، يعمل هذا المستشفى
بطريقة رائعة وسط ركام الحرب الطاحنة .
ويضيف "جيلبرت": أن "166 طفلا قتلوا وأن
1310 جرحوا – لكن هذا الوضع قد يتغير في أية لحظة" ويضيف جيلبرت مشيرا إلى
أن 695 من البالغين قتلوا و 4519 جرحوا خلال هذه الحرب.
ويقول الطبيب النروجي، ان بعض الاطفال الذين يعتني بهم، تعرضوا لاصابات
جدية خطيرة ويحتاجون الى عمليات جراحية كبيرة، وبتر للاعضاء، ولجراحة في
الدماغ، ولجراحة في العامود الفقري لدرجة سيصعب على البعض منهم العودة الى
حياتهم الطبيعية من جديد .
ويواصل سنو سرد مشاهداته قائلا: "المجتمع
الغزاوي هو بناء من الأسر الكبيرة المتشابكة عبر ألاراضي. فمن الصعب وخز
رجل واحد بالدبوس ، قتله، وترك المكان .. إذ يمكنك مسح منزله، وعلى الأرجح
انه لن يكون هناك، ولكن أقاربه السبعة عشر سيكونون هناك، وفي نهاية الهجوم
سيكونوا وراء الحياة نفسها" .
وأخيرا، ـنا محاصر في مدينة غزة منذ ثلاثة
ايام. فالوضع خطير جدا ولكن تبقى ان أسوأ المذابح كانت جنوب هذا المكان،
حيث لم يتمكن اي صحفي من المغامرة فيه حتى الآن .
وأنهى سنو شهادته قائلا: "العالم يشهد ما يحدث في غزة.. لا بد أن يكون هناك حكم على ما يحصل هناك."
رابط الفيديو:
http://blogs.channel4.com/snowblog/gazas-birthplace-saints-deathyard-an