ما لم يخبرك به "إعلام الانقلاب" عن زيارة السيسي لأمريكا
28/09/2014 07:38 م
واجه خطاب السفاح عبد الفتاح السيسى بالامم المتحدة
انتقادات لاذعة على مستوى دول العالم واكتشف زعماء الدول جهل وتدنى ذوق
صاحب اكبر مجرزة فى تاريخ البشرية وقالوا ان قبول المنظمة الدولية لهذا
الانقلابى يمثل خطيئة غير مسبوقة لان ذلك يعنى تراجعها عن دعم الديمقراطية
والحرية مقابل دعم الانقلابات العسكرية والديكتاتورية وتحت عنوان "حضور
السيسي يهبط بالأمم المتحدة إلى مستوى جديد من التدني"، نشر موقع ميدل إيست
مونيتور مقالا لـ د. ولاء رمضان؛ أبرزت فيه بعض النقاط التي لم يتحدَّث
عنها الإعلام المصري خلال تغطيته لزيارة السيسي إلى أمريكا..
تقول د. ولاء ظهرت عقدة النقص لدى السيسي حين استهلّ
كلمته في الأمم المتحدة بمهاجمة الإخوان وانتقاد العام الذي حكم فيه مرسي،
رغم مرور أكثر من عام على انقلابه الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي المنتخب
ديمقراطيا.
انتظر قائد الانقلاب أربعة أيام في نيويورك قبل لقاء
باراك أوباما في اليوم الخامس من زيارته الأولى كرئيس مثير للجدل، كان
واضحًا خلالها أن شرعيته لا تزال محل تساؤل.
واضافت لم يكن أوباما هو الرئيس الوحيد الذي بدا
مترددًا في مقابلة السيسي. وفي الواقع لم يُظهِر اهتماما بلقائه سوى رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. ولم
يجد السيسي سلواه سوى في لقاء بعض المسئولين الأمريكيين السابقين، مثل:
هنري كيسنجر أحد أبرز مهندسي السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل،
والمعروف بدعمه للاحتلال الإسرائيلي، والتحيز ضد مصر خلال حرب أكتوبر 1973.
ومادلين أولبرايت التي أظهرت تحيزها المخزي لإسرائيل إبان الانتفاضة
الفلسطينية الثانية، وظهرت قسوتها خلال حرب الخليج حينما ردت على سؤال، عن
قتل 500 ألف طفلٍ بسبب العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة، بإجابتها
الشائنة: "أعتقد أنه خيار صعب جدًا، لكن الثمن- نعتقد أن الثمن يستحق".
واشارت د. ولاء الى انه حتى خطاب السيسى أمام الجمعية
العامة للأمم المتحدة أثار جولة جديدة من السخرية على موقعي فيس بوك
وتويتر، حيث استهزأ الرواد من أخطائه اللغوية وتكراره الكلمات والجمل. وفي
الأسبوع الذي شهد انتحار 11 مصريًا بسبب صعوبات مالية، من بينهم الخمسينيّ
الذي شنق نفسه على لوحة إعلانية، والمسن الذي أودى بنفسه أمام إحدى
الوزارات الحكومية، تحدَّث السيسي عن شرعيته وكرر زعمه بتمثيل جميع
المصريين.
واستطردت قائلة رغم أن بعض المحللين اعتبروه واحدا من
أسوأ الخطابات التي أدلي بها رئيس مصري في الجمعية العامة، صفق مرافقوه، في
تصرفٍ "غير مألوف" بروتوكوليًا بحسب أستاذة العلوم السياسية نادية مصطفى،
التي فسَّرت تكراره لجملة: "أنا أمثل كل المصريين"، باعتبارها "مؤشرًا على
إدراكه أنه لا يمثل سوى نفسه، وحاشيته المؤيدة للانقلاب".
ولفتت د. ولاء الى انه على النقيض تماما من هذه
الزيارة، كانت الوفود المشاركة في الجمعية العامة عام 2012 تنتظر بفارغ
الصبر سماع الرئيس مرسي؛ باعتباره أول رئيس منتخب في أعقاب ثورة 25 يناير.
حينها لم يكن مرسي بحاجة إلى التأكيد على أنه الرئيس المصري الذي يمثل كل
المصريين؛ لأنه كان هناك بهذه الصفة.
من جانبه انتقد الرئيس التركي المنتخب حديثا رجب طيب
أردوغان منح الشرعية للسيسي والانقلاب الدموي الذي قاده ضد الرئيس المنتخب
ديمقراطيا من خلال السماح له بالتحدث في الجمعية العامة، وقال: "علينا
احترام خيار الشعب عبر صناديق الاقتراع. أما إذا كنا نريد دعم الانقلابات؛
فلماذا توجد الأمم المتحدة أصلا؟". مشددًا على ضرورة عدم الاعتراف بشخص جاء
إلى السلطة بعد قتل الآلاف من مواطنيه الذين خرجوا إلى الشوارع للتظاهر من
أجل حقوقهم الديمقراطية. وأشار أردوغان بعلامة "رابعة"، واعتبر الصامتين
على مجزرة الأطفال والنساء الأبرياء مشاركين في المسئولية.
وفي مقابلةٍ مع صحيفة وول ستريت جورنال ومجلة تايم
تعهد السيسي مجددًا بدعم الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد "الدولة
الإسلامية"، وعندما سُئِل عما إذا كانت مصر ستسمح باستخدام مجالها الجوي،
أو تقدم دعما لوجستيا للغارات الجوية، قال: "نحن ملتزمون بتقديم الدعم.
سنفعل كل ما هو مطلوب". وقال في لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري،
ينبغي أن يوسع التحالف حملته ضد التطرف، فلا يقتصر على مقاتلي الدولة
الإسلامية في العراق وسوريا، بل يتعدى ذلك وصولا إلى محاربة جماعات مسلحة
أخرى في المنطقة، مشيرًا إلى التهديدات الإرهابية في ليبيا والسودان واليمن
وشبه جزيرة سيناء.
حتى حينما التقى السيسي بالأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون أعرب الأخير عن قلقه بشأن الحرية في مصر. يضاف إلى ذلك
الانتقادات الدولية الكثيرة التي وجهت للجنرال السابق منذ أطاح بأول رئيس
مصري منتخب بحرية، وما أعقبه من مجازر وحملات قمع همجية.
ورغم أن قادة العالم لم يسارعوا لتحيته، إلا أن مجرد
تواجده في اجتماع الجمعية العامة، بعد قتل وتعذيب آلاف المواطنين المصريين،
يهبط بالأمم المتحدة إلى مستوى جديد من التدني.