المسيحيون يبيعون دماء ضحاياهم في ماسبيرو إرضاء للسيسي
10/10/2014 01:09 م
تمر الذكرى السنوية الثالثة لمذبحة
ماسبيرو أكبر مذبحة لأقباط مصر في العصر الحديث إبان فترة حكم المجلس
العسكري، تأتي الذكرى هذا العام في ظل تناسي متعمد من الأقباط الذين لم
يتوقفوا خلال السنوات الماضية عن المطالبة بحقوق ضحايا "ماسبيرو"، الذين
قتلوا على أيدي قوات العسكر، كما تجاهلت الكنيسة الأرثوذكسية هى الأخرى
إحياء ذكراهم بالشكل اللائق.
ولم يختلف الأمر بالنسبة للكاتدرائية
المرقسية في العباسية، التي كانت من قبل تهتز بالهتاف ضد المجلس العسكري
السابق وقادته في أثناء تشييع جثامين ضحايا ماسبيرو، وعندما حضرت قيادات
المجلس العسكري السابق قداس عيد الميلاد في الكاتدرائية المرقسية يناير
2012 ارتجت القاعة بهتاف "يسقط يسقط حكم العسكر"، لكن الحال تحول وأصبح
الهتاف للعسكر وللسيسي داخل الكنائس أعلى من أي صوت يطالب بالقصاص من
قاتليهم.
وقفات هزلية
من أبرز شواهد بيع المسحيين لدماء ضحاياهم
في ما سبيرو هي الوقفات الهزلية التي نظمها عدد من الحركات والأحزاب لإحياء
ذكرى أحداث ماسبيرو العام الماضي، في ظل الانقلاب العسكري أمام نقابة
الصحفيين وفي منطقة شبرا، حيث كانت هزيلة وشارك فيها عدد قليل من الأشخاص،
وانتهت بخلافات بين المشاركين.
وأعلن عدد من القوى الثورية على رأسها جبهة
"طريق الثورة-ثوار" -التي تضم "6 إبريل" وشباب مصر القوية- عدم مشاركتها في
الوقفة أمام نقابة الصحفيين بسبب اتهامات وجهها لهم "اتحاد شباب ماسبيرو"
بالانتماء لجماعة الإخوان، وأنهم يريدون استغلال المناسبة للتحريض ضد
العسكر.
وفي منطقة شبرا نظم العشرات وقفة بالشموع
طالبوا فيها بالتحقيق في الأحداث ومحاسبة المسئولين، قبل أن تنشب مشادات
كلامية بين أعضاء "اتحاد شباب ماسبيرو" من جانب وأعضاء ائتلاف "الأقباط
الأحرار" وحركة "مينا دانيال"، بعد أن رددوا هتافات ضد قيادات المجلس
العسكري السابق، خاصة المشير حسين طنطاوي واللواء حمدى بدين قائد الشرطة
العسكرية في أثناء الأحداث وطالبوا بمحاكمتهما.
وأعلن "اتحاد شباب ماسبيرو" تبرؤه من تلك
المظاهرة، مؤكدا أن وقفته كانت سلمية لإحياء ذكرى الضحايا وليست ضد العسكر،
كما أعلن أنه أنهى الوقفة بعد ترديد حركة "الأقباط الأحرار" شعارات معادية
للجيش استجابة لمطالب قوات الأمن التي هددت بفضها بالقوة.
وأكد الاتحاد أن دعم المسحيين للسيسي هو ما
منعهم من تنظيم فعاليات احتجاجية لتفويت الفرصة على من يريدون استغلال
المناسبة للوقيعة بين المسحيين والنظام الانقلابي الحاكم، مطالبا قائد
الانقلاب العسكري عبد الفتا ح السيسي بإعادة فتح ملف القضية مرة أخرى،
ومحاكمة المسئولين عن الأحداث وإطلاق أسماء شهداء ماسبيرو على الشوارع
والميادين أسوة بشهداء الثورة.
وفي السياق نفسه تجاهل الأنبا تواضروس
الثاني بابا الأقباط المطالبة بالتحقيق أو محاكمة المتورطين في المذبحة،
مكتفيا بالقول "إننا نذكرهم بالخير ونعزي أهالي الشهداء".
ونوه الأنبا -خلال عظته الأسبوعية مساء أول
أمس الأربعاء بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية- أن الكنيسة ستقيم قداس
الذكرى الثالثة لشهداء ماسبيرو، يوم الجمعة المقبل، بكنيسة فرعية بالجيزة
تحت رعاية مندوب عنه، رافضا -دون إبداء أسباب- إقامة القداس أو حفل التأبين
داخل الكاتدرائية أو ترأسه بنفسه.
وأكدت أسر ضحايا ماسبيرو، أنهم لا علاقة لهم
بأي وقفات احتجاجية بتلك المناسبة، منوهين بأن بعض الحركات القبطية تنوى
حضور حفل التأبين الذي تقيمه الكنيسة، وأنهم لا يملكون منع أحد من دخول
الكنيسة.
وشنت أسر ماسبيرو -فى بيان لهم أمس الخميس-
هجوما على اتحاد شباب ماسبيرو، واصفين إياه بأنهم "تجار دم وغير مرغوب فى
حضورهم حفل التأبين"، وأنهم على الرغم من رفضهم لهم إلا أنهم يدعون لهذا
اليوم وكأنهم من نظموا لهذه الاحتفالية، محذرين من تحويله إلى وسيلة
للمزايدات أو الدعاية للانتخابات البرلمانية.
من جانبه، علق المستشار وليد شرابي -المتحدث
باسم حركة "قضاة من أجل مصر"، على إحياء ذكرى أحداث ماسبيرو- بالقول: إن
الكنسية هي من أضاعت حقهم.
وكتب "شرابي" -على صفحته على "فيس بوك"-:
"تمر اليوم ذكرى وفاة مينا دانيال ورفاقه في أحداث ماسبيرو، ولكن للأسف
عندما خرج هو ورفاقه في ذلك اليوم لم يكونوا يعلمون أن الكنيسة تذوب عشقًا
في العسكر".
يشار إلى أن مذبحة ماسبيرو وقعت في أكتوبر
2011، عندما تظاهر آلاف المسحيين أمام مبنى التلفزيون الحكومي المعروف باسم
ماسبيرو، احتجاجا على هدم كنيسة بمحافظة أسوان، قبل أن تندلع مواجهات
عنيفة بين المتظاهرين وقوات العسكر أدت إلى مقتل وإصابة المئات أغلبهم من
الأقباط.
ورغم مقتل 28 مسيحيا وإصابة المئات برصاص
جنود العسكر ودهسا بالمدرعات إلا أن نشطاء أقباط زملاء لهم اتهموا أنهم
ينتمون لجماعة الإخوان بعد أن هتفوا ضد العسكر.