كتب: نصر العشماوي
اللعب على وتر النسيان، وظهور عشرات الأحداث الجاذبة لانتباه القارئ مثل : سقوط العناتيل، جعلت اليوم السابع صاحبة أكبر إمكانات لصحيفة أو موقع في مصر؛ تقدم فضيحة مهنية عن نفسها بنفسها!!
فقد سبق أن قدمت الجريدة والموقع ما أسمته انفرادا صحفيا بالكشف عن المخطط التركي لتدبير وتنفيذ حادث تفجير العريش (القواديس)، الذي راح ضحيته 31 قتيلا, وقدم الانفراد دندراوي الهواري، رئيس التحرير التنفيذي, ويتردد بين صحفيِّ اليوم السابع، أن دندراوي يتلقى معلومات انفراداته من خالد صلاح رئيس التحرير, ووثيق الصلة بأجهزة سيادية، مثل رفيقه جلاد الوطن, وهما يتسابقان في نشر تلك الانفرادات، وإعطائها لمن يريدون تلميعه في الجريدتين التابعتين للانقلاب.
وقد جاء انفراد اليوم السابع السابق في أول الشهر الحالي؛ حينما زفت اليوم السابع موقعا وجريدة ورقية البشري في انفرادها بالكشف عن مرتكبي الحادث الإرهابي, ودار الدندراوي بانفراده في القنوات الفضائية؛ ليذيع المعلومات المخابراتية، من أن الجريمة الإرهابية من تخطيط تركيا, وأن المخابرات التركية قد أرسلت طبيبا تونسيا متنكرا, واستطاعت الحصول على معلومات دقيقة؛ للتمهيد لعملية التفجير, وأنها اتصلت بعناصر من التكفيريين من أعضاء جماعة أنصار بيت المقدس, وقاموا بتنفيذ العملية الإرهابية (لاحظ الدقة في الشرح والتفصيل؛ قال إيه طبيب تونسي متنكر وبتاع.. وطبيب ليه، رايح يكشف على أهالي سيناء مثلا؟! طب يا سيدي متشكرين لمعلوماتكم الانفرادية، والتي لم يصدقها أحد بالطبع؛ لأن السلطة الانقلابية في هذه الحالة كانت لابد أن تقطع علاقتها رسميا بتركيا؛ بلد ترسل لك مخابراتها لقتل جنودك تسيبها كده؟! وطبعا لم ينس صاحبنا بالأصح لم ينس من أعطاه المعلومات عن العداء بين مصر وقطر, فقال الهواري من ضمن انفراده: إن قطر مولت العملية بخمسة ملايين دولار.. يا سلام تقولش عدوا المبلغ؟!
اليوم السابع تكذّب اليوم السابع:
فقد قامت اليوم السابع بتكذيب انفرادها السابق بانفراد جديد.. طبعا ما هو لا يفل الانفراد إلا انفراد آخر, والمضحك أنه لنفس الشخص، دندراوي الهواري؛ الله برضوا ؟!!
طب مش كان خالد صلاح أعطى هذا الانفراد لصحفي آخر؛ على الأقل تصبح الانفرادات وجهات نظر وندرسها في المستقبل، واحد يقول انفراد تركيا فجرت العريش.. وآخر يقول انفراد.. حماس هي اللي فجرت العريش.. وهكذا يعني.. إلا أن اليوم السابع أبت إلا أن تكون الفضيحة بجلاجل, وانفردت بنفس الشخص الذي سبق أن ساق كل الأدلة نحو ارتكاب تركيا للعمل الإرهابي, جاء اليوم ليقول لنا في انفراد جديد انسوا يا جماعة اللي فات, فمن خطط ودبر لحادث التفجير، هو خالد مشعل نفسه, وعلى نفس الخط السخيف، قام بحكي تفاصيل ألف ليلة وليلة عن اجتماعات لخالد مشعل مع قيادات حماس؛ للتخطيط وتنفيذ التفجير الإرهابي!!
إحنا دلوقتي مش عارفين.. على رأى الممثلة فى مسرحية "ريا وسكينة" (مين اللي بج بطننا دلوقتي.. هاني ولا وائل؟!).
لماذا تصمت السلطة الانقلابية ؟!
السؤال الذي لا إجابة له بالطبع، هو لماذا تصمت السلطة الانقلابية؟ ولماذا لا يوجد بيان رسمي تفصيلي بتحديد مرتكبي الحادث الإرهابي على وجه الدقة؟ أم أن ما ينشر في ليبيا عن قتل هؤلاء هناك قد ألقي بظلاله نحو الصمت؛ أو إلصاق التهمة على استحياء ودونما أي تفاصيل بالكيان الهلامي المسمى بأنصار بيت المقدس؟!
أغلب الظن أنهم يمدون صحيفتهم بتلك المعلومات والحبكات الرديئة دون أن يؤكد الرسميون هذه المعلومات أوحتى يكذبوها؛ فكلما أرادوا صنع حالة من العداء تجاه أحد؛ نشروا لديهم ما يريدون, وحينما تظهر الأدلة التي تكذبهم، فإنهم حينها يقولون: ده كلام جرايد!!
في النهاية: أتحدى أن تعلن أي جهة رسمية تصديق اليوم السابع في انفرادها المزعوم عن تخطيط خالد مشعل للحادث الإرهابي, فهذا البطل العربي المسلم، زعيم أشرف حركة مقاومة على سطح الكرة الأرضية، لا يمكنه أن يعادي شعب مصر, أو يتورط في قتل جنودها, مهما كان خلافه مع سلطة الانقلاب, فهم قوم يؤمنون بأن كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه.. وهذا ما لا يعيه أذناب السلطة الانقلابية, ويتصورون أن هؤلاء كأمثال الطغاة, يفعلون أي شيء، ولو كان الطريق به يمهد لجهنم!!