مفاجأة.. سعودية سلمان ضد الانقلاب.. تغلق الباب في وجه السيسي وترحب بأردوغان
منذ 43 دقيقة
عدد القراءات: 1647
كتب: نصر العشماوي
لا نبالغ إذا قلنا أن انقلاب السيسي قد تلقي صفعة مباغتة لم تخطر له علي بال في اللحظات الأولي في حكم الملك الجديد؛ وقبل حتي أن يتلقي البيعة ويجلس علي العرش، وهذه الصفعة لم تكن وليدة الصدفة؛ ولا هي موقف خاص ومسبق من سالمان ضد السيسي، ولكننا نستطيع أن نقول بعد أن أكدت الأحداث صحة توجهاتنا وتحليلاتنا السابقة عن الترتيب الأمريكي لعرش السعودية؛ وأن سلمان سيجلس علي العرش في ساعة تمهد لها وترتبها الإدارة الأمريكية.
والقرارات الأولية للملك هي دليل دامغ علي وضع الإدارة الأمريكية يدها تماما علي عروش الحكام العرب وأولهم بلاد النفط الأولي السعودية، وبشيء من التفصيل نذكر أدلة تحليلنا.
سعودية سالمان تغلق الباب في وجه السيسى:
من ينظر إلي عدم تمكن السيسي من حضور جنازة الملك الراحل علي أنه شيء هين أو بسيط، فهو غير دقيق في قوله؛ أما من يصدق أن السيسي لم يذهب إلي السعودية لدواعي جوية فهو ساذج، ودليلي علي ذلك أن قبيلة الإعلاميين المرافقة لقائد الانقلاب في أي مكان يتجه إليه علي سطح الكرة الأرضية قد أعلنت بناء علي تعليمات السيسي لهم أنه سيتوجه فورا إلي السعودية لحضور مراسم عزاء الملك وتهنئة الملك الجديد.. أي أن القرار والتوجه الرسمي المعلن هو أن يذهب السيسي من قمة دافوس إلي السعودية مباشرة، إلا أن بعد سويعات قليلة خسئت الفئة الإعلامية الضالة وأعلنت القبيلة أن الأحوال الجوية (العذر الدائم لديهم) منعت السيسي من الذهاب، رغم أن أردوغان زعيم تركيا وغيره قد غادروا للذهاب إلي السعودية من نفس ذات المكان، ولم يقل أحد بأن الجو سيئ إلا القبيلة الكاذبة، ومن هذا يتضح أن السيسي وقبيلته فوجئوا بالموقف السعودي بعدم الترحيب به علي الأقل في الوقت الحالي، من الممكن أن يفسر البعض ذلك بأن السعودية مثلا تتحاشي أن يتقابل أردوغان مع السيسي علي أرضها وداخل قصر واحد فتحدث مشكلة ما، فاختارت أن تضحي بالسيسي وتفتح ذراعيها لأردوغان.
ومن الممكن أيضا أن تفسره علي اعتبار وجود الخلفية الدجلية لدي آل الحكم العربي، فاسشئم الرجل من رؤية صاحبنا بعد أن سلم أخاه الأكبر لعزرائيل قبل آخر طلة له علي سلطوي قاهرة المعز..
لكن في اعتقادي أن كل هذه التفسيرات التي قد ترد علي أذهان البعض غير صحيحة؛ أو ليست هي السبب الأكبر والحقيقي الذي هو في رأيي.. قرار أمريكي مائة في المائة لقنته للملك الجديد لكي تلاعب السيسي من علي بعد، ومن المؤكد أن ذلك الإملاء الأمريكي قد راق للملك الجديد، فعلي الأقل يرتاح مؤقتا من نزيف المليارات التي ضختها السعودية للانقلاب في مصر ونقم الشعب بسببها علي الملك الراحل، فأمريكا تضع استراتيجية جديدة للسعودية علي خلفية المظاهرات الجارية في الشارع المصري واحتمالية انطلاقة ثورية كبري الأحد القادم بغير توقف؛ ولا يعلم أحد إلي أين سيصل مداها؛ وبهذا القرار أو الصفعة السعودية الأمريكية الصنع والمقصودة تماما ستبني عليها السعودية الكثير من المواقف القادمة والمتلاحقة كرد فعل لما سيحدث في مصر، فلو أن الشعب المصري استطاع بثورته أن يهزم الانقلاب ستؤكد السعودية حينها أن الملك الجديد قد اتخذ قرارا تاريخيا برفض استقبال قائد الانقلاب المصري.. سيقال ذلك تقربا للشعب المصري والسعودي معا، وأن الشعب السعودي وملكه الجديد في صف واحد مع الشعب المصري، فيطفيء بذلك جذوة غضب قد تشتعل في السعودية لو أنها كانت بنفس ملكها السابق، ومن الممكن أن يعلن أيضا سالمان أنه كان ضد قرارات كثيرة كان يتخذها عبد الله الملك الراحل!
مفاجأة تنصيب محمد بن نايف وليا لولي العهد:
أما القرار الثاني الذي يؤكد ترتيبات البيت الأبيض للبيت السعودي فهو تنصيب محمد بن نايف وليا لولي العهد الأمير مقرن، وهو الوحيد الذي يعتبر في مرحلة الشباب إذا نظرنا إلي كهولة كل الأمراء الذين تولوا عرش المملكة، فمقرن وسلمان إذا وضعنا شرطا للسن في الحكم فهما لا يصلحان معا، وصدق من قال أنه لا يدري إن كانت هذه قصور يسكنها حكاما أم دورا للمسنين!!
ومحمد بن نايف هو من الجيل الثاني الذي سافر إلي الخارج كثيرا؛ وتلقي بعض الدراسات في أمريكا ذات نفسها، وما أدراك بمن يذهب للدراسة من الأسرة الحاكمة في أمريكا!!
وقد أخبرت تقارير عديدة عن صراعات أسرية علي العرش، وكتبنا في "الشعب" أن أمريكا ستتدخل لترتيب الأوضاع تحت قيادتها، وهذا ما تم بالفعل الآن، فأصبح لديها ملكان في انتظار الحكم أفضلهما بالنسبة لها ولي الولي، وإن كان الكل في فلكها يدور.