فيديو.. احتفالات بطعم الدم.. الذكرى الثانية لـ"مذبحة 6 أكتوبر"
06/10/2015 03:49 م
كتب - هيثم العابد
كانت الاحتفالات صاخبة فى ميدان التحرير حيث احتلت الغواني والرقاصات المنصات واحتشدت مئات العناصر من الأمن المركزي والمجندين ساحات الميدان ليلتحموا بعدد مماثل من المتحرشين، فى مشهد تناقلته الأذرع الإعلامية بسخاء من أجل الترويج لقائد الانقلاب، وفى المشهد المقابل كانت المظاهرات تجتاح ربوع الوطن ضد الحكم العسكري وآلة القتل تدور بأقصي طاقاتها.
6 أكتوبر 2013، واحدة من المجازر التى أرتكبتها قوات الانقلاب بحق المتظاهرين من أبناء الشعب المصري، على خلفية واحدة من أضخم المظاهرات المناهضة للسيسي منذ مجزرة رابعة العدوية، حيث احتشد عشرات الآلاف من المصريين فى مسيرة سلمية صوب ميدان التحرير للتعبير للمطالبة برحيل العسكر والعودة إلى حدود 30 يونيو.
ولم تكد تمر 52 يوما فقط على مذبحتي رابعة العدوية والنهضة والتى خلفت 4 آلاف شهيدا وآلاف المصابين والمعتقلين، حتى جدد الانقلاب عهد الدم وأكد أن طريقه إلى الحفاظ على السلطة لن يمر إلا عبر جثث المصريين، لتنطلق الآلة العسكرية مدعومة بجحافل البلطجية والمسجلين فى شوارع رمسيس والمهندسين والدقي وفيصل والهرم لتلاحق المتظاهرين وتحصد الأرواح.
وفى الوقت الذى كانت الجواري فيه ترقص فى ميدان التحرير على وقع "تسلم الأيادي"، كانت حرب شوارع تستعر على بعد أمتار قليلة من ساحة الثورة، ما أسفر عن استشهاد 53 من أحرار الوطن –وفقا للبيانات الرسمية-، وإصابة 100، واعتقال قرابة 1200 من الثوار.
الكاتب الصحفي محمد جمال، رصد جريمة العسكر بحق المتظاهرين فى 6 أكتوبر 2013، موضحا أنه كان مكلفا بتغطية مسيرات الإخوان وأنصار الرئيس محمد مرسي فى مدينة الدقي، وكانت المظاهرات سلمية لا تتخطي حاجز الهتافات المناهضة للانقلاب العسكري.
وتابع: "مع اقتراب المتظاهرين من كوبري الجلاء على مشارف ميدان التحرير، حتى انطلقت مدرعات الشرطة والمئات من عناصر الأمن المركزي فى إطلاق عشوائي للرصاص والقنابل المسيلة للدموع، وملاحقة الثوار فى شارع التحرير.
وأضاف جمال: "تراجع المتظاهرون إلى ميدان الدقي، إلا أن الداخلية واصلت الهجوم المكثف وإطلاق الرصاص الحي والخرطوش عشوائيا، حتى أجبروا الثوار على التراجع إلى مدخل شارع محي الدين أبو العز، وهناك تفاقمت المجزرة، حيث خرج عشرات البلطجية من منطقة بين السريات، مدعومين بالأسلحة وقنابل المولوتوف ليحاصروا الثوار، فى مذبحة أسفرت عن سقوط قرابة 28 متظاهرا فى أقل من 10 دقائق".
شهادة جمال لم تختلف كثيرا عن شهادات الثوار ومقاطع الفيديو التى انهمرت على مواقع التواصل الاجتماعي لتفضح ممارسات العسكر وجرائم داخلية الانقلاب، فى رمسيس والهرم والمهندسين، للتجاوز المحصلة الختامية ليوم الذكري الـ 40 لاحتفالات أكتوبر –وفقا للشهادة الثوار قرابة 90 شهيدا- وأكثر من 150 مصابا.
مذبحة ذكري 6 أكتوبر كان واحدة من المحطات الدموية الكثيرة لقطار الانقلاب، منذ انطلق من محمد محمود، مرورا بمجلس الوزراء وماسبيرو وستاد بورسعيد والحرس الجمهوري والمنصة ورابعة والنهضة وسيارة الترحيلات وانتهاءً بالدفاع الجوي، إلا أنه لم يتمكن من إخماد الحراك الثوري أو النيل من عزيمة الأحرار، لتبقي الثورة شوكة فى حلق السيسي وزبانيته حتى تنتصر إرادة المصريين.