صحفية روسية: بوتين رئيس بالصدفة وروسيا في انتظار حرب أهلية بعد فشله في سوريا
منذ دقيقة
عدد القراءات: 51
تحدثت صحفية روسية عن حقيقة شخصية الرئيس فلاديمير بوتين من خلال عملها وبعد لقاء أجرته معه، وقالت إنه مجرد رئيس بالصدفة ولا يملك أي خبرة في الحكم وليس لديه أي استراتيجية أو خطة، واتهمته بصناعة الخوف لدي الروس بالحرب في أوكرانيا ثم سوريا، وحذرت من أن فشله في سوريا سوف يقوده لحرب داخلية ضد ما يسميهم الخونة الوطنيين، وقالت إن بوتين قام بتفكيك إعلام الدولة، ودمّر الديمقراطية، وأخرس خصومه السياسيين. الصحفية ماشا جيسين قابلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهاً لوجه، لم يبد لها ذكياً بشكل لافت أو سياسياً محنكاً، لكنها رأت فيه رجلاً ماهراً في إثارة الخوف، وهي تعتقد الآن أنه يستفيد من ماضي روسيا السيء السمعةً في حقبة الاتحاد السوفيتي.
إثارة الخوف الجماعي
الصحفية الروسية جيسين وفي محاضرتها ضمن فعاليات “مهرجان باركلي للأفكار غير المألوفة”، نقلتها صحيفة “ذا ديلي بيست” الأمريكية، قالت إن آليةَ خلق الأنظمة الشمولية في العالم اليوم تقوم على استخدام الأسس الإيديولوجية والخوف الجماعي، وهذا يعني أن الأمور لا تبدو بخير بالنسبة لمستقبل روسيا. جيسين، تحدثت عن الرئيس الروسي ودوره في صناعة الخوف في روسيا، وقالت “كانت الإيديولوجيا والخوف الجماعي غائبان خلال سنوات حكم بوتين الـ12 الأولى، لكنه خلق الآن إيديولوجيا قائمة على قيم تقليدية.
وأشارت جيسين إلى محاولات بوتين لإبقاء الوضاع في روسيا ملتهبة دائما، وقال: “لا يوجد إرهابٌ شامل، رغم أن البلد يتصرف وكأن هذا الإرهاب موجود، وفي السبعينيات والثمانينيات، كانت ذكريات هذا الإرهاب موجودة، فهل تقوم روسيا بما تقوم به الآن على أساس تلك الذكريات؟ أم أنه (بوتين) سيضطر في لحظة معينة لإطلاق الإرهاب داخل روسيا في سبيل الحفاظ على الأمور كما هي عليه؟”.
مجرد رئيس بالصدفة
الصحفية جيسين كانت تقوم بتغطية أخبار روسيا والرئيس بوتين لصالحِ صحفٍ عديدة بما فيها The New Yorker وThe Guardian، ولطالما قالت إنه مجرد رئيس بالصدفة ولا يملك أي خبرة في الحكم.
وسردت في كتابها “رجلٌ بلا وجه” الذي نُشر في عام 2012 تفاصيلَ صعود نجم العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي، والذي شغل منصب نائب عمدة مدينة سانت بطرسبرغ حتى اختاره بوريس يلتسين وأنصاره بحيث يُظهروا الزعيم الجديد بالصورة التي يرغبونها،حسب وطن.
وسردت في كتابها “رجلٌ بلا وجه” الذي نُشر في عام 2012 تفاصيلَ صعود نجم العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي، والذي شغل منصب نائب عمدة مدينة سانت بطرسبرغ حتى اختاره بوريس يلتسين وأنصاره بحيث يُظهروا الزعيم الجديد بالصورة التي يرغبونها،حسب وطن.
لقاء جيسين وبوتين
بعد أن قدمت جيسين تقارير لا تحصى عن الرجل، دون الحصول على إذن حضور المؤتمرات الصحفية في الكرملين، شعرت وكأن بوتين شخصيةٌ من ابتكارها هي، ثم التقت به.
وجاء طرد جيسين من قناة Vocrug Sveta لأنها رفضت أن تُرسل مراسلاً لتغطية طيران بوتين الشراعي بجانب طيور الكركي المهددة بالانقراض ليكون مفتاحاً للقاء الرئيس الروسي.
فعلى عكس التوقعات، دعاها بوتين لمقابلة شخصية، وصرّح خلالها بحبّه “للقطط والكلاب، والحيوانات الصغيرة؛ قائلًا إنه سيبدأ مشروعاً لإنقاذ طيور الكركي، وغمز لها عدة مرات خلال المقابلة، مشيراً إلى أن الصحف والمجلات يجب أن تُدار كالجيوش، وعندما اختلفت جيسين مع رأيه هذا، انتهى الحديث بينهما.
فعلى عكس التوقعات، دعاها بوتين لمقابلة شخصية، وصرّح خلالها بحبّه “للقطط والكلاب، والحيوانات الصغيرة؛ قائلًا إنه سيبدأ مشروعاً لإنقاذ طيور الكركي، وغمز لها عدة مرات خلال المقابلة، مشيراً إلى أن الصحف والمجلات يجب أن تُدار كالجيوش، وعندما اختلفت جيسين مع رأيه هذا، انتهى الحديث بينهما.
بوتين سطحي وأناني
وعلقت جيسن على ذلك الحوار بقولها: “لقد أردته أن يكون أكثر ثراءً وإثارة للاهتمام من ذلك، لكنّه كان سطحياً أنانياً، إنها ظاهرة مضحكة، فدائماً ما كان يتم توبيخي عندما أقول إنه شخص عادي، ليس حاد الذكاء، وغير متعلّم، أعتقد أن الناس يجدون صعوبة في تصديق كيف أن شخصاً عادياً مثل بوتين يمكن أن يحظى بكل هذه القوة في يده”.
مع بوتين نرجع إلى الأسوأ
طبقاً لجيسين، فإن روسيا تحت حكم بوتين ترجع إلى أسوأ تقاليد الأنظمة السابقة وقالت: “لا تفرض الحكومة آراءها عليك، لكن ما يحدث هو أنها تنزع عنك القدرة على تكوين الآراء أصلاً.”
“بوتين قام بتفكيك إعلام الدولة، دمّر الديمقراطية، وأخرس خصومه السياسيين”، كان هذا رأي جيسين في حوار مع “ذا دايلي بيست”، والذي أضافت فيه أن بوتين “حافظ على نوع من الحماسة الشمولية من خلال حشد الروسيين إلى حرب في أوكرانيا أولاً، ثم في سوريا”.
“بوتين قام بتفكيك إعلام الدولة، دمّر الديمقراطية، وأخرس خصومه السياسيين”، كان هذا رأي جيسين في حوار مع “ذا دايلي بيست”، والذي أضافت فيه أن بوتين “حافظ على نوع من الحماسة الشمولية من خلال حشد الروسيين إلى حرب في أوكرانيا أولاً، ثم في سوريا”.
قادم بوتين حرب ضد الخونة الوطنيين
وأضافت جيسين: “إننا الآن في لحظة حرجةً حقاً، لأنني لا أظن أنه نجح في سوريا، ربّما تنجح الأمور بسبب آلته الإعلامية الجبّارة، لكنّها إن لم تنجح فسيحتاج بوتين إلى شيء آخر، ومن الواضح أن الحشد القادم سيكون من أجل حرب في الداخل، حرباً ضد الخونة الوطنيين كما يسمّيهم”. لكنّها تؤمن أن بوتين لا يمتلك أي استراتيجية أو خطة، لكنه يمتلك مهمّة، وهي التأثير على الحضارة، وإعادة القيم القديمة المفقودة، وتعتقد جيسين أن أميركا لا تفهم ذلك جيداً.
بوتين يخدع أمريكا
“إن وزارة الخارجية الأمريكية تفهم الوضع بشكل خاطئ تماماً لأنهم يظنون أن بوتين يحاول إعادة خلق الاتحاد السوفييتي القديم، صحيحٌ أنه يقول إن روسيا حضارة قائمة على القيم التقليدية، لكن تميزها يأتي من كونها الدولة الوحيدة ذات الشجاعة الكافية لشنّ حرب من أجل قيمها، وأن الحرب في أوكرانيا قامت في هذا الإطار، ولذا فتفسير حرب أوكرانيا على أنها متعلّقة بالأرض هو تفسيرٌ خاطئ تماماً”.
إن المشكلة في فهم بوتين تنبع من شيء نفعله جميعًا، وهو افتراضنا أن الناس لديهم ذات الدوافع التي لدينا، وذات الطريقة في التفكير.
جيسين لا تعتبر بوتين رئيساً شرعياً، لكنّها تقول إنه لامس شيئاً في نفوس الروس، وهو النوستالجيا أو الحنين لما كانت عليه الحال في الماضي.
وتقول جيسين إن أحد أصدقائها، وهو معارضٌ سابق، وصف لها إحساس الناس بأنهم هاجروا، رغم أنهم لم يغادروا منازلهم قطّ.
إن المشكلة في فهم بوتين تنبع من شيء نفعله جميعًا، وهو افتراضنا أن الناس لديهم ذات الدوافع التي لدينا، وذات الطريقة في التفكير.
جيسين لا تعتبر بوتين رئيساً شرعياً، لكنّها تقول إنه لامس شيئاً في نفوس الروس، وهو النوستالجيا أو الحنين لما كانت عليه الحال في الماضي.
وتقول جيسين إن أحد أصدقائها، وهو معارضٌ سابق، وصف لها إحساس الناس بأنهم هاجروا، رغم أنهم لم يغادروا منازلهم قطّ.