فيما اعتبره مراقبون إجراء دعائيا بحثا عن شعبية ولو مؤقتة قبل حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، استقبل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، المصريين العائدين من ليبيا، وعددهم قرابة 20، داخل مطار القاهرة الدولي، بعد إطلاق سراحهم من طرف الجماعة المسلحة التي كانت تختطفهم، لتتم إعادتهم إلى البلاد.
ووصلت طائرة مصرية خاصة تحمل هؤلاء المصريين العائدين إلى مطار القاهرة، بعد تحريرهم من أيدي تلك الجماعة المسلحة، التي احتجزتهم أكثر من عشرة أيام، ثم أطلقت سراحهم، دون أن يعرف أحد هويتها، وذلك قبل أن ينسب السيسي الفضل في تحريرهم إلى جهود "المخابرات المصرية"، ويشكرها على ذلك، في كلمته التي ألقاها لدى استقبالهم بالمطار رغم ان الحقيقة تُثبت عكس ذلك.
وشهد محيط الصالة "الرئاسية" بمطار القاهرة تشديدات أمنية مكثفة، تزامنا مع وصول السيسي، الذي حرص على استقبال العائدين، وأغلبهم من بسطاء محافظة المنيا بصعيد مصر، قائلا فى اصطناعه المعتاد إن مصر بذلت جهودا مضنية لاستعادة شبابها بعد اختطافهم على يد الجماعات المسلحة المنتشرة في الأراضي الليبية، دون أن يمس أحدهم مكروها أو "خدشا"، بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا.
وتوجه السيسي بالحديث إليهم قائلا: "فيه شغل كتير في مصر، هنا أحسن من ليبيا".
ثم سألهم: "معاكم فلوس؟".
ويذكر أن الأنباء تضاربت حول الجهة الخاطفة للمصريين العائدين ما بين تنظيم الدولة وحرس المنشآت النفطية وميليشا مسلحة، إلى أن قام كل من محمد وسلمان سالم سليمان، بالاتصال بوالدتهما منذ يومين، وأبلغاها بإخلاء سبيلهما، والمجموعة كاملة، وإنهم جميعهم في طريقهم إلى مصر.
وهنا تدخلت المخابرات العامة، وتولت الاتصال بهم، ثم وضعتهم في طائرة خاصة للقاء السيسي بمطار القاهرة الدولي، لتتعالى أصوات بعضهم بشكل مفتعل، خلال اللقاء: "إحنا فخورين بيك".
وإبان ذلك، تزاحم الصحفيون والإعلاميون على السيسي، في أثناء استقباله لهم بالمطار، فيما أبدى السيسي استياءه منهم، وخاطبهم بالقول: "بالراحة.. بالراحة.. لو سمحتم عشانكم أنتم"، مؤكدا أن الإفراج عن المصريين جاء بعد جهود طويلة بالتعاون مع السلطات الليبية.
ويذكر أن أعداد المصريين العائدين من الأراضي الليبية تزايد بشكل غير مسبوق منذ الانقلاب، وبلغ تعدادهم عشرات الآلاف.