فى صفعة جديدة لقائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، قال مصدر حكومي موريتاني رفيع ، إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز، قرر بشكل رسمي تأجيل زيارة له إلى القاهرة، كانت مقررة اليوم الأحد، وإن وزير الخارجية أبلغ السفير المصري في نواكشوط رسميا بقرار التأجيل، فيما تحدثت مصادر أخرى من خارج الحكومة عن أن الزيارة ألغيت بشكل كامل.
ووصل عبد العزيز صباح الأحد إلى نواكشوط، قادما من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي كان يفترض أن يتوجه منها إلى القاهرة.
ورفض المصدر الحكومي ؛ الكشف عن دوافع تأجيل أو إلغاء الزيارة، غير أن محللين سياسيين تحدثوا عن جملة من العوائق أجبرت الرئيس الموريتاني على تأجيل زيارته لمصر.
هواجس ولاية رئاسية ثالثة
ويقول المحلل السياسي وخبير الشأن الأفريقي، سيدي ولد عبد المالك، إن الرئيس الموريتاني تلقى خلال الفترة الأخيرة العديد من الدعوات من عبد الفتاح السيسي لزيارة مصر، وذلك بعد الأدوار التي يقال إن ولد عبد العزيز لعبها أثناء رئاسته للاتحاد الأفريقي، لرفع حصار الأفارقة عن نظام الانقلاب المصري.
وأضاف ولد عبد المالك ، أنه "رغم الأدوار التي يلعبها النظام الموريتاني خارج موريتانيا للتماهي مع الموقف السعودي والمصري والإماراتي، فإن ولد عبد العزيز ظل مترددا في اتخاذ مواقف معلنة صريحة في دعم نظام السيسي، وذلك خوفا من ردة الفعل الشعبية وغضب القوى السياسة المعارضة التي ترى في السيسي انقلابيا دمويا"، بحسب تعبيره.
وعبر ولد عبد المالك عن اعتقاده بأن "الزيارة لو حصلت فستكون مكلفة للرئيس ولد عبد العزيز الحالم بمأمورية (ولاية رئاسية) ثالثة، كما هو حال الزعماء الأفارقة، وأي تقارب مع قائد انقلاب ينظر إليه الموريتانيون على أنه دكتاتور العصر، سيكون ضربة له ولشعبيته على الصعيد المحلي، وبالتالي فإنه استوعب الرسالة على ما يبدو"، على حد قول عبد المالك.
عقدة العلاقة مع الأنظمة البالية
أما المحلل السياسي، سيد أحمد ولد محمد باب، فقد اعتبر أن الزيارة التي كانت مقررة لولد عبد العزيز إلى القاهرة، غير "مغرية ومكلفة من الناحية الأخلاقية، في ظل وضع تتجه فيه البلاد للحوار، ويعمل الرئيس ولد عبد العزيز من أجل إنقاذ صورته التي تضررت كثيرا بفعل انهيار الأمن بالمدن الموريتانية وطغيان ملف المخدرات في الفترة الأخيرة"، وفق قوله.
وقال ولد باب ، إن "اتهام الرئيس الموريتاني بالعلاقة مع أنظمة توصف بأنها أنظمة بالية؛ ظلت عقدة تلاحقه طيلة السنوات الماضية، وبالتالي فهو يحاول التخلص من إحراج الزيارة في الوقت الحالي".
ولم يستبعد ولد باب أن يتم الترتيب للزيارة في وقت لاحق، بحكم ضغط حلفاء السيسي على النظام الموريتاني، لكنه أضاف: "في العموم، ستكون أي زيارة من هذا النوع مكلفة ومحرجة"، وفق تقديره.
ويرى متابعون أيضا أن ولد عبد العزيز يخشى أن تستغل المعارضة الزيارة لتشويه سمعته محليا، خصوصا أن الزيارة تزامنت مع بدء سلسة من المهرجانات والمظاهرات تنظمها أحزاب منتدى المعارضة.
حراك على شبكات التواصل الاجتماعي
ومنذ أعلنت الرئاسة الموريتانية عن عزم ولد عبد العزيز، على القيام بزيارة رسمية لمصر بدعوة من السيسي، فقد اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من التدوينات المناهضة للزيارة، فيما بادر عدد من النشطاء صباح الأحد إلى التعبير عن تقديرهم لقرار إلغاء الزيارة.
وكتب المدون محمد الراجل، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "زيارة ولد عبد العزيز للسيسي لو حصلت فستكون عبثا بمشاعر الموريتانيين". وأضاف: "لا أريد لرئيس بلدي أن يصافح ذلك السفاح. إلغاء هذه الزيارة كان موفقا، فقد تجاوب الرئيس مع الحراك الشعبي الموريتاني الرافض للانقلابيين بأرض الكنانة"، بحسب تعبيره.