3 صور من تركيا تُرعب "السيسى"| وخبراء لمراقبى الإنترنت: امنعوها عن مصر
منذ حوالى ساعة
عدد القراءات: 1568
بسبب شاب أحرق نفسه، وظهرت صورة على كل الفضائيات والصحف، راجعت بلدان الربيع العربى نفسها سريعًا وخرجت فى تظاهرات حاشدة فى الميادين مطالبة باسقاط حكامها، ولا يخفى على أحد هتافات الثوار فى ثورة الخامس والعشرين من يناير، للمطالبة بإسقاط المخلوع مبارك، والتى مازالت موجودة رغم قلتها للمطالبة بإسقاط حكم العسكر، فصورة "البوعزيزى" من تونس كان لها مفعول قوى فى تحريك مشاعر آل الربيع العربى وعلى رأسها مصر.
نفس الموقف يعيد نفسه من انقلاب تركيا الفاشل، والتى تحمل العديد من المعانى التى يراها العسكر ورجالهم أنها خطر كبير عليه، وتتسبب له فى قلق ورعب شديدين، خاصًة من منقلب وقاتل لشعبة مثل عبدالفتاح السيسى.
الصور المتداولة خلال الأيام الماضية، تحمل تحديًا كبيرًا للآلة العسكرية حينما تتجاوز دورها، وتحاول القفز على السلطة بطريق غير ديمقراطى، ورسائل ذات مغزى، ومضامين بأن الصورة أخطر من الدبابة، وقد يتعاظم تأثيرها بشكل يتجاوز أعتى المعدات العسكرية، خاصة إذا حاولت شعوب أخرى استنساخ التجربة.
الصورة الأولى التى أشعلت حماسة المتظاهرين الأتراك دعمًا لشرعية الرئيس "أردوغان"، هى تداول مشاهد لبعضهم يقتحم المركبات العسكرية ويقدم العون لرجال الشرطة في إلقاء القبض على عسكر الانقلاب.
الصورة الثانية، ظهور عشرات الصور لانقلابيين يسلمون أنفسهم لمؤيدي الحكومة، كان أمرًا ذات دلالة بفشل الانقلاب، واقتراب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من حسم المعركة لصالحه.
الصورة الثالثة والأكثر إهانة للعسكر في تركيا، ظهور بعضهم لا يرتدي سوى الملابس الداخلية، وانبطاح آخرين على الأرض، في استسلام على جسر البسفور أمام قوات الشرطة المدعومة شعبيًا، والتي تولت السيطرة على دباباتهم، ومركباتهم العسكرية.
الصور التركية كثيرة، وتحمل دلالات مختلفة، ربما يراها البعض إهانة للمؤسسة العسكرية التركية، لكنها تحمل تحذيرًا ضمنيًا من سوء الخاتمة الذي ينتظر رجل الدبابة حينما يفكر فى إلغاء الديمقراطية والاستيلاء على الحكم وقصف المؤسسات المنتخبة.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور أحمد دراج، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الذكي، مشيرًا إلى أن أردوغان أدرك جيدًا أهمية التكنولوجيا في العصر الحالي واستطاع أن يستغلها لصفه، مما ساهم بنسبة كبيرة في فشل الانقلاب العسكري في تركيا.
وأشار دراج، إلى أن الصور التي اعتمد عليها أردوغان في معركته تختلف رسالتها باختلاف الموقف من النظام، مشيرًا إلى أن الصورة بعثت رسالة لمؤيدي أردوغان بالأمان والاستقرار والقدرة على احتواء الموقف في حين بعثت برسالة تهديد ووعيد لمعارضيه.
وفى نفس السياق وصف الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، الصورة بأنها الجندى المجهول في تحريك الأحداث فى تركيا منذ بدء الإعلان عن الانقلاب العسكرى، مشيرًا إلى أن صورة الجنديين التركيين على جسر البسفور أعطت انطباعًا لدى العالم أجمع بأن الجيش استطاع السيطرة على البلاد.
وأضاف عبد العزيز، أن أردوغان نجح فى اللعب بالصورة لقلب الدفة فى صفه، مشيرًا إلى أن صورة أردوغان أثناء إلقاء خطابه للشعب كان لها مفعول السحر فى فشل الانقلاب، كما أنها أعطت انطباعًا للعالم بأكمله عن قوة أردوغان وسيطرته على الأحداث وشعبيته الواسعة فى الشارع التركى.
وشدد عبد العزيز، على أهمية الصورة بشكل عام، مؤكدًا أن الانطباعات التي تتولد عن الصور أكبر بكثير عن تلك التي تتولد من الخطابات الرسمية، ناصحًا المؤسسات الرسمية "أجهزة المراقبة"، بالتركيز على الصورة أكثر.
***
***