بعد معاناة شديدة، تأكدت أنباء نصر الثوار فى سوريا وتم فك الحصار عن حلب، بأحيائها الشرقية، وذلك بعد السيطرة على منطقة استراتيجية على المحور الجنوبي.
وقالت تشكيلات جيش الفتح والجبهة الإسلامية وأحرار الشام وفصائل أخرى على تويتر، إنها فكت "الحصار عن مدينة حلب بعد السيطرة على كراجات الراموسة وحي الراموسة بشكل كامل".
وتمكن المعارضون من تحيق هذا الانجاز بعد سلسلة من الانتصارات على القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها في ريف حلب والمحاور الجنوبية والجنوب غربية من المدينة.
وأعلنت "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا) إن مقاتليها من خارج حلب وداخلها التقوا بعد شن هجمات كل من مواقعهم، بما يعني فعليا فك الحصار الذي كان مفروضا على الاحياء الشرقية لحلب.
وترفض حسابات موالية للنظام السورى أنباء فك الحصار عن حلب، وقالت إن "المعركة مستمرة" وأن تراجع الجيش النظامى فى بعض المواقع "تكتيكي لا غير".
وقالت حسابات يديرها نشطاء من حلب إن تظاهرات خرجت فى احياء حلب الشرقية ابتهاجا بفك الحصار، في حين سمعت التكبيرات من المساجد وأطلق مسلحون معارضون النار فى الهواء لحظة الاعلان عن كسر الحصار عن الالاف من المدنيين المحاصرين منذ أن قطعت قوات النظام السوري طريق الكاستيلو الذي ظل لوقت قريب شريان الحياة الوحيد بالنسبة للأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب.
وفي وقت سابق، أكدت المعارضة السورية المسلحة أنها باتت على وشك فك الحصار عن الأحياء الشرقية في مدينة حلب، وذلك بعد تحقيق تقدم وصف بـ"الأهم" على المحور الجنوبي إثر معارك أسفرت عن مقتل 150 من القوات الحكومية والميليشيات الموالية لإيران، السبت.
وتمكن "جيش الفتح" التابع للمعارضة المسلحة من إحراز تقدم كبير خلال المعارك التي تدور جنوبي حلب، وأعلن سيطرته على كليتي المدفعية والتسليح وكتيبة التعيينات عقب معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
وبثت مواقع مساندة للمعارضة، عشرات الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر سيطرة المسلحين على ثكنات الجيش، واغتنام دبابات ومدافع وذخيرة، فيما شوهدت جثث جنود النظام وهي ملقاة في كل مكان.
وحسب قناة الجزيرة القطرية، فبهذا التقدم لجيش الفتح "لم يبق سوى المعهد الفني الجوي تحت سيطرة النظام السوري في أكبر قاعدة عسكرية له في جنوب حلب".
وقال جيش الفتح إن مقاتليه "قتلوا عدداً كبيرا من عناصر "حزب الله" اللبناني وجيش النظام".
وكانت المعارك في محيط كليتي التسليح والمدفعية تجددت بعد ساعات من اقتحام جيش الفتح المكان الذي يتكون من ثلاثة مواقع عسكرية، وهي كليتا المدفعية والتسليح والمدرسة الفنية الجوية.
وسبق ذلك إعلان لجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) -المنضوية تحت جيش الفتح- بأنها مهدت لعملية اقتحام كلية المدفعية بتفجير سيارة مفخخة قادها مقاتل من الجبهة إلى بوابة الكلية.
ونشرت الجبهة شريطا مصورا لعملية التفجير يُظهر لقطات لمنفذ العملية التفجيرية أعقبتها لقطات أخرى تظهر ضخامة الانفجار.
وشنّ الطيران الحربي السوري والروسي مئات الغارات ضد الصفوف الخلفية لقوات المعارضة وعلى أحياء حلب.
ويندرج هجوم المعارضة على مجمع كلية المدفعية ضمن المرحلة الثالثة من معركة فك الحصار عن حلب.
في المقابل، قال جيش النظام -في بيان- إنه أحبط الهجوم على كلية المدفعية وثكنتين كبيرتين، وإن مئات من مسلحي المعارضة قتلوا ودمر أغلب عتادهم ودباباتهم، وأكد أنه نجح في احتواء الهجوم بمساعدة قوات متحالفة معه، ودمر ثلاث "مركبات انتحارية" كانت محملة بمتفجرات.
في ذات السياق، قتل اكثر من 700 مقاتل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة و"الجهادية" على حد سواء في المعارك الدائرة في جنوب حلب منذ الاحد الماضي، بينهم 200 ليوم السبت وحده، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "قتل اكثر من 700 مقاتل من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الجهادية والمقاتلة من جهة ثانية منذ يوم الاحد الماضي".
واشار عبد الرحمن الى ان "غالبية القتلى من الفصائل نتيجة التفوق الجوي لقوات النظام وكثافة الغارات الجوية الروسية".
واوضح ان المعارك الضارية التي جرت السبت ادت الى مقتل نحو 200 مقاتل.
وتدور منذ الاحد معارك عنيفة جنوب غرب حلب، اذ كانت الفصائل اطلقت هجمات عدة ضد قوات النظام اولها يوم الاحد الماضي، الا ان الهجومين الاعنف شهدتهما منطقة الكليات العسكرية الجمعة والسبت.
وتشهد مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا وعاصمتها الاقتصادية سابقا منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية. وباتت الاحياء الشرقية محاصرة بالكامل منذ 17 يوليو.
***