قال موقع (فرانس 24)، فى نسخته الإنجليزية، أن سلطات الأمن العسكرى؛ تواصل قمعها للمصريين؛ وذلك نتيجة المخاوف التى قد تنتج عن خروج ثورة جديدة، ضد "السيسى"، من الممكن أن تطيح به وبكل نظامه.
وذكر الموقع في تقرير له، اليوم الثلاثاء، أنه منذ حوالي ست أعوام، أضرم بائع متجول محبط ومعدم، تونسي يدعى البوعزيزي، النيران بجسده، تبع ذلك سلسة من الثورات الشعبية في المنطقة تعرف الآن بالربيع العربي، وأتى المصريون في أعقاب التونسيين، ونجحوا في الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، الديكتاتور العسكري القمعي، والذي حكم البلاد لأكثر من 30 عاما، في حين تمكن التونسيين من بناء ديمقراطية في أعقاب الثورة، وإن كانت معيبة، بينما يجد المصريون أنفسهم اليوم في ظل نظام عسكري قمعي فضلا عن نقص في إمدادات الغذاء وارتفاع الأسعار، فقد ارتفع سعر الأرز بنسبة تصل لـ48 بالمائة خلال العام الماضي، وتكلفة زيت الطهي، الذي أصبح من الصعب أن تجده، ارتفع بنحو 32 بالمائة.
وتابع تقرير "فرانس 24": أنه بالرغم من الحملة الشرسة التي تقودها الدولة ضد المعارضة، إلا أن المصريين بدأوا يعبرون عن غضبهم على نحو متزايد. ويوم السبت، أشعل شاب ثلاثيني، يُدعى أشرف محمد شاهين، أشعل النيران بجسده أمام مركز عسكري في الإسكندرية، ووفقا لما قاله شهود عيان في التقارير الصحفية، كان الشاب ينتقد الحكومة والغلاء، قبل أن يُشعل النيران بنفسه، وانتشرت أخبار الواقعة بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودشن المستخدمين هاشتاج يحمل اسم #بوعزيزي_مصر، في إشارة إلى البائع التونسي .
وقال كبير الزملاء في المجلس الأطلنطي ومعهد الأبحاث الملكي في لندن، ها هيلار، إن "الحالة الاقتصادية في مصر تتجه نحو مزيدا من الحدة والسوء، في بلد يعيش أغلبيته حول خط الفقر، وهذا يعني أن التأثير يقع على الفئة الأكثر ضعفاً".
كما جاء لقاء سائق التوتوك الذي انتشر كما النار في الهشيم، بعدما تحدث عن الغضبة التي تتصاعد في البلد إزاء الوضع الاقتصادي المتردي، وانتقد سائق التوتوك المجهول الحكومة على إنفاقها الملايين الدولارات على الاحتفالات الباذخة، والمشروعات الضخمة بينما المواطنين العاديين يعانون.
وسجل فيديو سائق التوتوك على مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من 6 مليون مشاهدة في أقل من يوم، بينما اسرعت قناة الحياة في حذف الفيديو، وذكرت الأسوشيتيد برس أن الفيديو رفع على الإنترنت من قبل صفحات على الفيس بوك ليسجل 2.2 مليون مشاهدة أخرى مع حلول مساء الخميس، وارتفع الرقم في يوم الأحد ليسجل 4.4 مليون مشاهدة.
وقالت رئيسة تحرير "Business Today" راشيل سكير، والمقيمة في القاهرة، في تصريحات لـ"فرانس24" إن "ما قاله سواق التوتوك ببساطة يعكس ما تسمعه في الشوارع" وتابعت "أن المواطنين في مصر أصبحوا فقراء على نحو مطرد منذ الثورة، وفي غضون ذلك ترتفع الأسعار بشكل جنوني".
خلال عطلة نهاية الأسبوع، انتشر فيديو أخر على مواقع التواصل الاجتماعي، لامرأة تلقي باللوم على الجيش على خلفية إشتعال أسعار الطعام، فيما يعد مشهد شجاع في بلد قد تتسبب فيه أقل تلميحه لإنتقاد النظام الحاكم، لإن تُلقي بك في غياهب السجن.
وقالت السيدة في الفيديو "ماذا يعني أن الجيش يقول أنه سيقدم اللحوم الحمراء مدعمة؟ لماذا يتحكم الجيش بالكهرباء والغاز والصرف الصحي؟!".
ودعت صفحة على موقع الفيس بوك تُسمى "ثورة الغلابة" إلى تظاهرات غاضبة في الحادي عشر من نوفمبر، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت مثل هذه الاحتجاجات يمكن أن تنجح في ظل هذا المناخ القمعي الحالي.
وقالت "سكير"، إنه "من جهة، فإن المواطنين غاضبين، وهناك استياء واضح، ومن جهة أخرى فلا أحد يعتقد أن الحكومة العسكرية ستسمح لتلك التظاهرات أن تذهب لأي مكان".
وربما العامة من البسطاء ليسوا لديهم قدرة لتحمل انتفاضه شعبية أخرى، حسب قولها.