فى ذكرى عزله| هذا ما قاله محمد نجيب عن عبدالناصر والشعب المصرى والإخوان المسلمين
شخصية عبدالناصر تتكيف مع الظروف.. والشعب قادر على رفع الحاكم لسابع سماء وينزل به.. والإخوان لم يستوعبوا الدرس
منذ 8 ساعة
عدد القراءات: 4504
كتب: ذكرى إدريس
مر أربعة وستون عاماً بالتمام والكمال على عزل "محمد نجيب"، أحد قادة الضباط الأحرار، وكان أول رئيس لجمهورية مصر العربية، بعد أن تولى زمام الحكم عقب ثورة 23 يوليو 1952.
حياة محمد نجيب
ولد محمد نجيب بالسودان بساقية أبو العلا بالخرطوم، لأب مصري وأم مصرية سودانية المنشأ اسمها "زهرة محمد عثمان"، وتلقي تعليمه بمدينة ود مدني عام 1905حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وانتقل والده إلى وادي حلفا عام 1908، فالتحق بالمدرسة الابتدائية هناك، ثم التحق بكلية الغوردون عام1913 ، ليلتحق بعدها بالكلية الحربية في مصر في مصر في إبريل1917 ، وتخرج فيها في 23 يناير 1918، ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918، وفى نفس سن والده والتحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة، وفيما يلي استعراض لأبرز مقولات الرئيس الراحل.
الإخوان لم يعرفوا الدرس ولا غيرهم استوعبه
فمن أقوال الرئيس الراحل "محمد نجيب" في كتابه "كنت رئيسا": "إن الإخوان لم يدركوا حقيقة أولية، وهي إذا ما خرج الجيش من ثكناته فإنه حتما سيطيح بكل القوى السياسية والمدنية، ليصبح هو القوة الوحيدة في البلد، وأنه لا يفرق في هذه الحالة بين وفدي وسعدي ولا بين إخواني وشيوعي، وأن كل قوة سياسية عليها أن تلعب دورها مع القيادة العسكرية ثم يقضى عليها، لكن لا الإخوان عرفوا هذا الدرس ولا غيرهم استوعبه، ودفع الجميع الثمن".
جمال ودا البلد في داهية
كما تطرق الكتاب إلى توصيف الرئيس الراحل عبد الناصر، حيث قال: "قوة عبدالناصر في شخصيته، وشخصيته من النوع الذي يتكيف ويتغير حسب الظروف، فهو مرة مع الشيوعيين، ومرة مع الإخوان، وعشرات المرات ضد الجميع ومع نفسه".
كلمة فاروق " ليس من السهل حكم مصر"
كما تضمنت موسوعة الكلمات المأثورة للرئيس الراحل مقولة ذكرها في كتابه "كنت رئيساً": "العبارة الأخيرة التي قالها الملك فاروق لى: "ليس من السهل حكم مصر"، ساعتها كنت أتصور أننا سنواجه كل ما نواجهه من صعوبات الحكم باللجوء للشعب، لكننى الآن أدرك أن فاروق كان يعنى شيئا آخر، لا أتصور أن أحداً من الذين حكموا مصر أدركوه، وهو أن الجماهير التي ترفع الحاكم إلى سابع سماء هي التي تنزل به إلى سابع أرض، لكن لا أحد يتعلم الدرس".
رفع اسمه من كافة الكتب
أما المقولة الرابعة، ذكرها أيضاً في نفس الكتاب: "عندما جئنا إلى معتقل المرج جاء إلى فاروق ليسألني باهتمام شديد: أبي، هل صحيح أنك كنت رئيسًا للجمهورية؟، وتعجبت للسؤال ولكني ابتسمت لفاروق وداعبته وقلت له: نعم يابني، ولكن ما الذي جعلك تسأل هذا السؤال.. هذا تاريخ مضى وانقضى.. ولمحت دموعًا حائرة في عيني الصبي وهو يقدم لي كتابًا في المطالعة جاءت فيه هذه العبارة: "وجمال عبد الناصر هو أول رئيس لجمهورية مصر"، رفعت المطابع اسمي من كافة الكتب، شطبوا اسمي من التاريخ.. بل وحاولوا أن يتعاملوا معي كأنني لم أوجد ولم أولد وكأنني كذبة أو خرافة أو إشاعة".
دفعت ثمن الديقراطية
وتضمن قاموس كلماته العابرة للمشاعر: "قد دفعت أنا ثمن هذه الكلمة الخالدة "الديمقراطية" ودفع الشعب ثمنها أيضا...ولكني الآن لا أستطيع أن افعل المزيد، فقد هدتني الشيخوخة واقعدتني، وحاصرتني أمراضها، واصبح على أن انتظر لقاء ربي بين لحظة وأخري، لكن الشعوب التي تعوض شيخوختها بشبابها وماضية بمستقبلها، تملك الفرصة الذهبية في تغيير واقعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي".