"وليد فارس".. السفاح اللبناني والعميل الصهيوني الذي أصبح مستشارًا لـ"ترامب" (الجزء الأول) تحقيق جمعة الشوال
"فارس" هو أبرز مقاتلى "ميلشا الكتائب" التى نفذت العديد من المجازر بحق العزل فى لبنان
تقرير: نضال سليم
منذ 4 ساعة
عدد القراءات: 977
- ماهو دور "فارس" فى صبرا وشاتيلا وحرب لبنان الأهلية ؟
- كيف وصل "فارس" إلى البيت الأبيض ؟!
- هل تعتبر معتقدات "فارس" عادية ؟!
أكدت سياسة الرئيس المنتخب الجديد للولايات المتحدة الأمريكية ، الجمهوري "دونالد ترامب" ، دورًا بارزًا في الإدارة الأمريكية الجديدة، للبناني المسيحي "وليد فارس" الذي يعد واحدًا من أكبر مستشاري "ترامب" في السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب والشؤون العربية بالتحديد.
"فارس" الذي تدور حولة الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام ، التحق بـ"ترامب" مارس الماضي ، وقبلها طُلب منه أن يقدم استشاراته حول السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لخمسة مرشحين جمهوريين للدخول في السباق الرئاسي.
وبعد التحاقه بحملة ترامب تناقلت وسائل إعلام أمريكية أن وليد فارس مسلم، قبل أن يتبين أنه في الحقيقة أبعد ما يكون عن ذلك.
ويمتلك "وليد فارس" ، سيرة ذاتية طويلة ، مليئة بالصفحات السوداء ، إن لم تكن كلها ، ما بين أستاذ جامعي، ومؤلف، وناقد سياسي، وخبير في مكافحة الإرهاب، ولكن هناك فصلًا واحدًا في حياته، لن تجده في سيرته الذاتية، وهو أنه كان مسؤولًا سياسيًا رفيع المستوى، في ميليشيات دينية طائفية، كانت مسؤولة عن المجازر الوحشية خلال حرب لبنان الأهلية قبل 15 عامًا.
ومنذ عام 1980، قام "فارس" بتدريب المسلحين اللبنانيين على معتقدات إيديولوجية لتبرير الحرب ضد فصائل المسلمين والدروز في لبنان، وفقًا لما قاله زملاؤه السابقون، حيث أكدوا أن "فارس" دعا إلى وجهة نظر متشددة، وذلك في مؤتمر صحفي في عام 1986 للقوات اللبنانية، وهي مجموعة تضم الميليشيات المسيحية التي اتهمت بارتكاب الفظائع، كما كان مستشارًا مقربًا لـ"سمير جعجع" ، أحد أمراء الحرب اللبنانيين آنذاك ، والذي كان مرشحًا وبقوة لرئاسة لبنان قبل ان ينتزعها زميل الاضطهاد "ميشال عون".
وفي عام 1978، ظهرت القوات اللبنانية كمجموعة مظلة للميليشيات المسيحية المتنوعة، ووفقًا لزملائه السابقين، أصبح "فارس" أحد أهم منظري الجماعة، وعمل بشكل وثيق مع المكتب الخامس للقوات اللبنانية، وهي وحدة متخصصة في الحرب النفسية.
ونرصد لكم ، ومن خلال هذا التقرير ، التاريخ الأسود للمسيحي الماروني المتطرف "وليد فارس" ، والذي شارك وبقوة فى المجازر اللبنانيه بحق المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين على حدٍ سواء ، وحتى وصوله إلى البيت الأبيض وتصريحاته الأخيرة عن "هدم الإسلام".
"وليد فارس".. من يكون ؟
ولد في بيروت عام 1957، هو أستاذ جامعي لبناني أمريكي في جامعة الدفاع الوطنية وكبير الباحثين في "هيئة الدفاع عن الديمقراطيات" في الولايات المتحدة الأمريكية ومستشار للكونجرس في الإرهاب ، نشأ وتعلم في مدرسة "يسوعية" ، وتخرج في جامعات بيروت في تخصص القانون والعلوم السياسية وعلم الاجتماع، وحصل على شهادة في القانون الدولي من فرنسا، وشهادة في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية من جامعة ميامي، عمل لفترة كمحامي في بيروت، كما عمل في المجال الإعلامي، وقد ترك لبنان إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990 ولم يزرها منذ ذلك الحين.
يتقن "فارس" العربية والإنجليزية والفرنسية ، عمل بين 2003 - 2006 كخبير في ما يسمى بالإرهاب، بـ"إن بي سي" ، ومنذ سنة 2007 كمحلل في شبكة فوكس نيوز.
وهو مسيحي ماروني ، وأحد جزاري صبرا وشاتيلا ، وكان مستشارا لـ"سمير جعجع" وقت المجزرة ، والمتحدث بإسم الكتائب ، وهنأه رئيس هيئة الاركان العامة للجيش الصهيوني "رفائيل إيتان" شخصيًا على ما قامت به الكتائب في صبرا وشاتيلا.
هاجر إلى الولايات المتحدة، وعمل بمنصب أستاذ دراسات الشرق الأوسط والسياسة المقارنة في جامعات فلوريدا وميامي وأتلانتيك، وعقب هجمات 11 سبتمبر، ظهر فارس كمحلل للشرق الأوسط والجماعات الإرهابية،
التاريخ الأسود لـ"مستشار ترامب"
في عام 1980، كان وليد فارس يقوم بتدريب الميليشيات اللبنانية على المعتقدات التي تبرر الحرب على طائفتي المسلمين والدروز بلبنان ، وكان يؤيد الفكرة المتشددة لانفصال المسيحيين بلبنان في دولةٍ مستقلةٍ بهم.
ويظهر فارس في إحدى الصور ، وهو يقيم مؤتمراً صحفيًا عام 1986 لحزب القوات اللبنانية، الذي كان الحركة الأم للميليشيات المسيحية المتهمة بارتكاب الكثير من الأعمال الوحشية وقتها.
وكان فارس أيضاً مستشارًا مقربًا لـ"سمير جعجع" ، أحد الشخصيات الرئيسية بالحرب الأهلية اللبنانية، والذي انتقل من قيادة فرق الاغتيالات إلى قيادة مقاتلي حزب القوات اللبنانية.
ظهر حزب القوات اللبنانية في العام 1978 كمنظمةٍ رئيسية تتجمع تحتها مختلف الميليشيات المسيحية. وطبقاً لزملائه وقتها، أصبح فارس أحد أكبر منظري المجموعة، وكان يعمل بشكلٍ وثيق مع القسم الخامس للقوات اللبنانية، وهي الوحدة المسؤولة عن الحرب النفسية.
وأشارت تقارير صحفية أن دور "وليد فارس" ، كان التثقيف الأيدلوجي لمقاتلي حزب القوات اللبنانية، تحت قيادة سمير جعجع، وهؤلاء هم مَن اتهموا بارتكاب العديد من المذابح ومنها مجزرة صبرا وشاتيلا.
وتقول واشنطن بوست، إن "فارس" نجح نجاحًا باهرًا في هذه المهمة، وكان يريد تحويل حزب القوات اللبنانية، من مليشيا مقاتلة إلى جيش مسيحي مقاتل، وأضافت أن "فارس" المقرب من سمير جعجع انتقل من قيادة فرق الاغتيالات إلى قيادة مقاتلي حزب القوات اللبنانية.
بينما الكاتب الفرنسي "ريجينا سنيفير" ، يبعد عنه هذه التهمه في كتابه الذي ألفه عن الحرب الأهلية في لبنان، قائلًا: "يمكنني أن أؤكد أن فارس لم يشارك أبدًا في القتل برصاصة واحدة خلال حياته"، وأضاف: "كان رجلًا أيديولوجيًا ومفكرًا ، يضع الخطط ، ويملأ عقول المقاتلين بأهمية ما يقومون به".
هو دائمًا ما ينفي عن نفسه تلك التهمة، ويقول إنه كان سياسيًا يعمل في مركز "السياسة اللبنانية المسيحية" ، وأنه لم يكن يومًا مسؤولاً عسكريًا، كما يرى أن المسيحيين هم ضحايا الاضطهاد الإسلامي، وكان الحل الوحيد بالنسبة له إنشاء وطن قومي للمسيحيين في لبنان على غرار الكيان الصهيوني ، وكان يعتقد أن المسيحيين اللبنانيين متفوقون عرقيًا على العرب، وبهذه الأسباب كان يبرر قتال المسلمين.
انفصل عن سمير جعجع بعد قرار الأخير بقبول الاتفاق السوري لوقف الحرب، ودخول القوات السورية للبنان، كما قيل إنه انضم إلى داني شمعون وجبران تويني في الخروج عن طاعة جعجع، مؤيدًا العماد ميشال عون، حتى أكتوبر 1990.
"وليد".. فارس المسحيين فى "صبرا وشاتيلا"
في السنوات التالية، استمر "فارس" في القيام بدور رئيسي في التدريب النفسي الذي يحظى به مقاتلو القوات اللبنانية ، فرغبة جعجع في تطوير الميليشيات التي يقودها جعلته يؤسس مدرسة خاصة لتدريب الضباط على الأيديولوجية بجانب التدريبات العسكرية ، ومع أن هذه الفصائل اللبنانية طائفية بطبيعتها، إلا أن جعجع أراد أن يجعل الدين هو السمة المميزة للقوات اللبنانية. وهو ما جعله يلجأ لوليد فارس.
وطبقاً لـ"نيسي" أحد زملاء فارس السابقين ، فإن جعجع أراد تحويل هذه القوات من مجرد ميليشيا إلى جيشٍ مسيحي ، وكان وليد فارس مسؤولاً عن تدريب الضباط الكبار على فكر وعقيدة قواته.
وبينما لم يلعب "فارس" دوراً مباشراً في الجرائم والمجازر التي ارتكبتها القوات اللبنانية، إلا أنه كان أحد المنظرين الذين ساهموا في خلق هذه البيئة المليئة بالفظائع الوحشية.
وكان من أبشع الجرائم في هذا الوقت مجزرة مخيمات صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين ببيروت، والتي ارتكبتها ميليشيات حزب الكتائب اليمينية المسيحية وقامت بقتل مئات الفلسطينيين والشيعة اللبنانيين، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
وتبدو أفكار "وليد فارس" وأيديولوجيته سطحيةً في بعض الأحيان، كما ظهر في حديثه في شهر نوفمبر 2015 على شبكة فوكس نيوز، حين اتهم "أوباما" بالتوسل للمحور "الإيراني - السوري" ، الذي كان "فارس" يعارضه بشدة خلال الحرب الأهلية بلبنان.
وطبقاً لتعليق "محمد بزي" الصحفي الأميركي اللبناني الأستاذ المشارك بجامعة نيويورك ، لم تكن أي من هذه الطوائف المتصارعة بلبنان بريئة، بغض النظر عن عقائدها ، ولكن طبقاً لقوله فإن "فارس كان جزءاً من عالم القوات اللبنانية وقوات حزب الكتائب، عندما كانت ميليشيات عنيفة تقتل اللبنانيين الآخرين والفلسطينيين".
ويضيف بزي، "المهم ألا نسمح لشخصٍ مثله بالانفصال عن تاريخه ، الناس يتغيرون بالفعل ويتغير تفكيرهم ، ولكن وليد فارس لم يضطر حتى الآن للاعتراف بماضيه وتبريره".
"فارس" عميل بدرجة استاذ جامعي
من المؤكد إن سفره للولايات المتحده تم عبر حكومة الاحتلال الصهيوني ، حيث يعتبر واحدًا من أبرز مؤيديها.
ففي أمريكا، كان رئيسًا لـ"WLO"، وهو واحد من المشاريع التي كانت تحاول إقناع الكيان الصهيوني بالاستمرار في دعم جيش لبنان الجنوبي، لقتال حزب الله.
وقال في إحدى تقاريره، بعنوان "سياسة إسرائيل البديلة في لبنان" ، وهو التقرير الذي نُشر في إحدى مراكز البحث الصهيونية ، إن المسيحيين اللبنانيين هم الحليف الموثوق الوحيد أمام الخطر الذي تمثله جماعة إسلامية في جنوب لبنان ضد إسرائيل.
يُعرف دوره البارز مع "كلاريون فاند" ، وهي شركة إنتاج تعرف بأنها "الحركة اليهودية الأكثر تطرفًا اليوم" ، وقد ظهر فارس في فيلمين مع الشركة ، "الجهاد الثالث" و"إيرانيوم".