ليس غريب على نظام أعلن انقلابه على الشرعية الثورية للبلاد فى العلن، أن يقوم باستقبال أحد أكبر قادة الثورة المضادة، الذى يتحالف مع أى أحد من أجل بقائه فى منصبه، وضمان تواصله مع المال الوفير الذى يعود عليه فى ظل تواجده بتلك السلطة.
مصادر سياسية، كشفت فى وقت سابق من مساء اليوم الجمعة، أن الرئيس اليمنى المخلوع على عبدالله صالح، قد زار القاهرة سرًا، لمدة يوم كامل، مضيفة إلى أن النظام كان حريص، على التكتم بشأن تلك الزيارة، خصوصًا أنها تأتى فى وقت تتوتر فيه العلاقات بشدة مع المملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج.
وأشارت تلك المصادر التى لم يتم الإفصاح عن هويتها، أن الأزمة اليمنية الراهنة، وخلافات "صالح" فى الداخل والخارج، هى أبرز أسباب الزيارة، مشيرين إلى أن بعض المقربين من النظام، اعتبرو أن مصر تتلاعب بدول الخليج التى ستغضب بشدة من تلك الزيارة المرفوضه من قبلهم، والتى لا تهدف بالأساس إلى حل الأوضاع لصالح الشعب اليمنى، فهى تفضل طرف عن الآخر، حسب قولهم.
وأشارو أيضًا إلى أن ذلك جاء، بعد فشل مفاوضات علنية وسرية بين صالح وشركائه فى اليمن، مع دول الخليج، وفي الوقت الذي تتواصل الحرب العسكرية بين الطرفين، وفق إجماع عربي على ضرورة احترام الإجماع العربي.
ولعل ما يؤكد خيانة نظام العسكر للخليج و للسعودية خاصًة، التى بالطبع لها مكاسب خاصة مما يحدث فى اليمن، بعيدًا عن قضية تحرير الثورة، أن زيارة صالح جاءت سرًا للقاهرة، وفي وقت يفرض فيه الإقامة الجبرية على قادة الانقلاب في اليمن.. حيث تأتي زيارة صالح السرية للقاهرة، في وقت يفرض فيه مجلس الأمن الدولي عقوبات عليه منذ عام 2014، تضمنت حظرًا عالميًا على سفره وتجميد أصوله لتهديده السلام وعرقلة العملية السياسية في اليمن.
وفي سياق متصل أكدت تصريحات لقائد اللواء 62 حرس جمهوري، العميد مراد العوبلي، المقرب من صالح، والتي أكد فيها أن الرئيس المخلوع سافر خارج اليمن، وعاد خلال الفترة القليلة الماضية، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وقال العوبلي، في تدوينة مقتضبة على حسابه الرسمي على موقع "فيس بوك"، إن "علي عبدالله صالح سافر إلى خارج اليمن ورجع بحمد الله خلال الفترة القليلة الماضية"، مضيفًا "لا أريد أن يسألني أحد كيف ومتى وإلى أين؟".
وكان حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يترأسه صالح، كشف، في بيان، عن أن مجلس الأمن رفض طلبًا لصالح للسماح له بالسفر منذ نحو أسبوعين إلى كوبا، لتقديم التعزية بوفاة الزعيم الكوبي فيديل كاسترو.
وعلى الجانب الآخر، قال الإعلامى بفضائية الجزيرة، زين العابدين توفيق، أن سبب الزيارة لا يحتاج إلى أى تفسير أو تحليل سياسى، فالأمر كاشف نفسه للمتابع.
وأوضح عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل فيسبوك قائلاً: على صالح فى زيارة سرية إلى القاهرة، ما معنى هذا الحديث؟، وأضاف: انظروا إلى الخريطة الحالية، ووصلوا الخيوط بين مصر واليمن وإيران والعراق وسوريا، حينها سوف تجد أن الدول الخليجية محاصرة من الجهات الأربع، ولو وصلت روسيا ومناطق نفوذها فى المنطقة، ستجد أن تركيا هى الآخرى محاصرة.
واختتم قوله: الأمر لا يحتاج إلى تحليل سياسى!.
وفى سياق آخر يرى بعض المراقبون أن استقبال القاهرة لصالح سرًا، خطوة من شأنها زيادة الانزعاج السعودي من القيادة المصرية على خلفية قضايا عديدة، منها الموقف المصري من سوريا .
منذ 2 ساعة
