أعاد نظام العسكر بقيادة "السيسى" والجنرالات، مراحل التأديب لمؤيديهم الذين كان لهم دور كبير فى الانقلاب على الشرعية فى البلاد وبعده أيضًا، لكن مع اشتداد الوضع لم يجد بعض الإعلاميين وأصحاب الفضائيات مفر من الانتقاد علنيًا لأن الأمر بالفعل أصبح لا يطاق، حريصين فى الوقت ذاته على المحافظة على ما اكتسبوه من دعمهم للنظام.
فقد كشف طارق نور، صاحب فضائيات القاهرة والناس، والذى لعب دورًا كبيرًا فى الانقلاب وهزلية انتخابات الرئاسة مع "السيسى"، أن الأمن الوطنى قام بهدم معرض "لومارشيه" السنوى للأثاث الذي يضم 250 شركة محلية وعالمية، تم إلغاؤه بشكل نهائي أمس الثلاثاء.
ونقل موقع "أصوات مصرية" عن "نور"، نبأ الإلغاء ورفضه والخوض في تفاصيل وأسباب إلغاء المعرض، التي تردد أنها أمنية، وقيل إنها سياسية تتعلق بدور قناته "القاهرة والناس" في الهجوم على برلمان السيسي، واتهامه باستغلال تفجير الكنيسة لمد فترة رئاسة السيسي.
ووجهت صفحة المعرض على موقع فيس بوك، رسالة إلى "السادة زوار المعرض تقول: "نأسف لإبلاغكم أنه قد تم تأجيل المعرض لأسباب خارجة عن إرادتنا، وسوف نوافيكم بالموعد الجديد للمعرض في أقرب وقت".
وكان من المقرر إقامة المعرض السنوي المتخصص في صناعة الأثاث في الفترة من 22 إلى 25 ديسمبر بأرض المعارض، لكن المنظمين قالوا من خلال إعلان نشر في إحدى الصحف إن قرارا صدر بإلغائه، وأشارت تقارير صحفية إلى وجود أسباب أمنية، فيما قال نشطاء إن السبب "سياسي".
إلا أن إلغاء المعرض في نهاية المطاف كشف الفشل الأمني الناتج عن العجز عن منع تفجيرات انتحارية، والتضحية بمعرض صناعي يجلب صفقات تصديرية لشركات الأثاث بدعاوى الأمن، كما يكشف في الوقت نفسه ضيق الانقلاب حتى من أذرعه الإعلامية لو غردت خارج السرب في صورة قناة القاهرة والناس، وما قاله إبراهيم عيسي، ومن ثم شد أذن طارق نور.. ولو علي حساب الاقتصاد.
وكانت مصادر بوكالة طارق نور للإعلان المنظمة لمعرض "لومارشيه" للأثاث، قالت إن الإدارة العامة للحماية المدنية التابعة لوزارة الداخلية، معترضة على إقامة المعرض "لأسباب أمنية"، تتعلق بمخاوف خاصة بعد حادث تفجير الكاتدرائية البطرسية بالعباسية قبل أيام، وأنهم يتفاوضون مع الشرطة لمنع إلغاء المعرض.
وناشدت شركات الأثاث عبدالفتاح السيسي ومجدي عبدالغفار عدم إلغاء معرض لومارشيه، خاصة أنه يعد المعرض الأهم لتسويق منتجات القطاع الخاص.
وحذر صناع الأثاث في بيان لهم نشرته الصحف من الآثار السلبية لإلغاء المعرض، مؤكدين "إن ذلك القرار يصدر صورة غير صحيحة مفادها أن مصر أصبحت دولة غير آمنة"، كما أن "إقامته في موعده يساهم في إنقاذ صناعة الأثاث التي تعاني حالياً".
وعقب اجتماع بين الشركة ووزارة الداخلية، قال "مصطفى إسماعيل" المستشار الفني لشركة "إيبك"، المنظمة للمعرض والتابعة لوكالة طارق نور، في مداخلة هاتفية مساء أول أمس الاثنين مع برنامج "هنا العاصمة" على قناة سي بي سي، إن الاجتماع انتهى إلى اتفاق على إقامة المعرض في موعده دون تأجيل بعد تدخل من السيسي".
وقال "إسماعيل" إن السيسى ووزير التجارة والصناعة ووزير الداخلية تدخلوا لكي يتم افتتاح المعرض في موعده، وذكر أنه كان "هناك بعض النقاط التنظيمية ونحن تفهمناها، وتم التعامل معها".
إلا أن "أحمد حلمي"، رئيس غرفة صناعة الأثاث، يقول: "فوجئنا اليوم بإلغاء القرار رغم حصولنا على كل الموافقات بالأمس لانعقاد المعرض في موعده".
وأضاف، في تصريح صحفي، أن "قوات الأمن تمنع حاليا دخول العارضين وتخلي المكان المخصص للمعرض من الشركات التي كانت تجهز لعرض منتجاتها".
ويبدو أن هناك أسباب أخرى سياسية وراء إلغاء المعرض، بسبب هجوم قناة وكالة طارق نور الإعلانية (القاهرة والناس) على مجلس نواب العسكر عبر برنامج الإعلامي إبراهيم عيسى، الذي وصفهم بأنهم "أفاقين ونصابين" خارجا عن دوره المرسوم في النقد الشكلي.
وخصص المجلس جزءا من جلسته العامة الاثنين للهجوم على إبراهيم عيسى، داعيا الهيئة العامة للاستثمار لاتخاذ إجراءات ضد ما وصفوه بالتجاوزات ضد رئيس مجلس النواب والبرلمان.
وقال "علي عبدالعال" رئيس المجلس إن ما يردده عيسى في برنامجه على قناة "القاهرة " يعد "جريمة تحريض على العنف"، وأن "ما يقوله ليس جنحة ولكنه جناية، ولن تمر هذه التفاهات مرور الكرام"، وفق ما نشرته جريدة الشروق.
وطلب من وزير الشئون القانونية ومجلس النواب مجدي العجاتي مراجعة الحلقة الخاصة بقانون بناء الكنائس التي قدمها عيسى أيضا، واصفا إياها بأنها "فتنة".
وكان إبراهيم عيسى قال -في حلقة سابقة من برنامجه الذي تبثه قناة القاهرة والناس- إن "نواب البرلمان اتخذوا من واقعة تفجير الكنيسة البطرسية ذريعة لتعديل الدستور من أجل إطالة مدة حكم رئيس الجمهورية"، وقال مصطفى بكري إن عيسي "قال عنا بالحرف إننا (نصابين وأفاقين)، وإن عبد العال يفتقد للسياسة".
ورغم الحملة ضد المعرض، ظلت حملة "لو مارشيه" الدعائية عبر قناة القاهرة والناس المملوكة لها وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه لوحظ أن صفحة المعرض على فيس بوك لم تنشر أي إعلانات ترويجية جديدة منذ يوم الأحد 11 ديسمبر، وأعادت نشر الإعلان نفسه يوم الخميس 15 ديسمبر، بعد سحب معلنين الإعلانات لتيقنهم من عدم عقد المعرض.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية، حازم حسنى، أنه تزامن أزمة "لو مارشيه" طارق نور مع الداخلية، مع أزمة البرلمان مع فضائية "القاهرة والناس" وإبراهيم عيسى الذى احتجب الليلة ليعاد بث لقاء قديم له مع الدكتور زياد بهاء الدين، لا يمكن أن يكون مصادفة إلا فى أذهان بعض المعتوهين الذين مازالوا يرون الملك يرفل فى أبهى لباسه رغم أن أطفال القرية كلهم يصرخون بكل براءة الملائكة بأنهم يرون الملك عارياً !.
وأضاف: هذه الأساليب الفجة التى يمارسها النظام مع خصومه، ومع من لا يسير مع القطيع، إنما تفضح ميوله الديكتاتورية التى ظل يحاول جاهداً إخفاءها وراء أحاديث "نور العيون" ومظاهر الأدب والتقوى المفتعلة التى لا يخلو منها حديث من أحاديث السيسى ! متابعًا: لم يكن الأمر مفاجئاً، فمنذ ما قبل جلوسه فى قصر الرئاسة والرجل يسعى بدأب نحو إسكات أى صوت يغرد بما لا يحقق له طموحه للساعة الأوميجا (...) !.
كن أول من يعلق