حالة من الهرج تسيطر على الوضع المآساوى الذى وصلت إليه الأوضاع بالأخص بعد أن تم القبض على الأمين العام لمجلس الدولة، المستشار وائل شلبى، داخل مقر محبسه بجهاز الرقابة الإدارية.
ولفتت المصادر إلى أنه تم اكتشاف وفاة المستشار وائل شلبي صباح اليوم أثناء تقديم وجبة الإفطار له مشيرة إلى إجراء تحقيقات مع مسئولي الأمن والرقابة في الواقعة.
يشار إلى أن شلبي اعترف أمس بتورطه في القضية المعروفة إعلاميا برشوة مجلس الدولة وقررت نيابة أمن الدولة حبسه ٤ أيام.
وحسب مصادر قريبة من التحقيقات فإن "شلبى" وجد مشنوقًا بكوفيته التى كان يرتديها، بعد أن تناول الإطار مباشرًا.
وأضافت المصادر التى رفضت ذكر إسمها، لـ"الشعب": أن يجرى الآن التحقيق مع ثلاثة من الحراسة المكلفة بمكان الاحتجاز بينما تم استبعاد اثنين من التحقيقات على الرغم من مسئوليتهم، دون ذكر أسباب، والتأكيد على الجميع بعدم التحدث.
وقالت المصادر أيضًا أن أخر شئ قاله "شلبى" فى تحقيقات الأمس عقب نكرانه اى اتهام طوال الفترة الماضية، انه سوف يعترف بكل شئ والإدلاء بتفاصيل ستغير مجرى الأمور، لكنه اشترط اعتباره شاهد ملك، مما جعل وكيل النيابة يؤجل التحقيق فى القضية إلى اليوم التالى، إلا أنهم فوجئو بإنتحاره.
واختتمت ذات المصادر، إلى أن هناك اتجاه إلى أن "شلبى" قد تورط فى رشاوى جنسية مع سيدات أعمال كبار.
وائل قنديل: عارف الرقابة الإدارية تبع ابن مين في مصر؟
ومن جانب علق الكاتب الصحافي وائل قنديل علي انتحار المستشار وائل شلبي عبر صفحته الشخصية قائلاً: "أعلن مدير إدارة"المصطفى بكري" بوزارة الداخلية انتحار أمين عام مجلس الدولة.
ثم أعلن مدير إدارة"المصطفى بكري" بالنيابة العامة حظر النشر.
وأضاف: أمين عام مجلس الدولة، القتيل، كان في حجز الرقابة الإدارية.عارف يعني إيه الرقابة الإدارية؟ .
وأختتم: عارف الرقابة الإدارية تبع ابن مين في مصر؟.
أبوخليل: انتحار المستشار وائل شلبي غير منطقي وتحيطه الشكوك
وفى سياق آخر قال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، إن موضوع انتحار المستشار وائل شلبي - أمين عام مجلس الدولة السابق - أمر غير منطقي ولا يصدق، وبه الكثير من الشكوك.
وأوضح أبوخليل: أنه لا يستطيع أن يصدق قصة انتحار شلبي؛ لأن المحبوس حتى ولو كان احتياطيًا فإنه يجرد من كل شيء فكيف انتحر؟.
وأشار أبوخليل إلى أن موضوع انتحاره عن طريق الملايات والبطاطين غير منطقي؛ لأنه يجب أن يكون بمساعدة آخريين، متابعًا: يجب انتظار البيان الرسمي؛ لأنه لو لم يكن معقولًا فهي عملية قتل خارج نطاق القانون وتصفية جديدة لرجل يحمل أسرار البلد، وربما كان هناك خوف من أن يفضح العصابة الكبيرة.
احمد رامي : تجربتي في الحبس الاحتياطي تؤكد صعوبة الانتحار
وفى سياق متصل مع "أبو خليل، وصف الدكتور أحمد رامي، -القيادي بحزب الحرية والعدالة-، انتحار المستشار وائل شلبي امين عام مجلس الدولة السابق بالملف الخطير الذي يثير الشكوك.
وشكك رامي أن يكون المستشار وائل شلبي قد انتحر، مشيرا إلي أن تجربته الشخصية مع الحبس الاحتياطي تؤكد صعوبة الانتحار داخل السجن، حيث يتم تجريد المتهم من أي وسيلة تساعد على الانتحار.
واضاف :"بكده يبقى مش هنعرف المبالغ اللى اتمسكت مع الموظف اللى اتمسك تخصه هو ولا مين معه؟ !، ربنا يرحمه هو و عبد الحكيم عامر".
مؤامرة فى القضية
ومن جانبه قال الدكتور حازم حسنى -أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة- تعليقًا على القضية: لا يمكن إلا لعقل سادر فى غيبوبة إدراكية أن يتجاهل ارتباط قضية الرشوة، المتهم بها قاض بمجلس الدولة مع آخرين، بأحداث مترابطة تهندسها منذ شهور سلطة فقدت عقلها وضميرها، واستمرأت تخريب وإسقاط كل مؤسسات الدولة التى تدعى هذه السلطة الحاكمة أنها تسعى لحمايتها من التخريب ومن السقوط !.
وأضاف "حسنى": لست أدافع هنا عن فساد، فكل الفساد مدان أياً كانت الجهة التى يتنفس فيها الفاسدون، لكننى أدين بكل تأكيد انتقاء القضايا التى تخدم أهداف النظام دون غيرها من قضايا الفساد، كما أدين التوقيت المريب الذى تم فيه الإعلان عن هذه القضية، فضلاً عن هذه الرعونة الفضائحية التى تعاملت بها أجهزة السلطة مع قضية بكل هذه الحساسية !.
وعن حديث المؤامرة أشار حسنى: هذه الرعونة التى تكاثرت مظاهرها خلال الأسابيع الماضية لن يكون من شأنها استعادة هيبة الدولة، ولا هى ستشفع لنظام فاقد للقدرة على التمييز بين ما يفيد الدولة وبين ما يضرها بحجة أنه يواجه الفساد، فمنظومة الفساد فى مصر صارت أعمق بكثير من هذا الهرج الإعلامى الذى يفقد مؤسسات الدولة اعتبارها، تتساوى فى هذه الكارثة المؤسسات التى تدين وتلك التى تدان !.
واختتم "حسنى" قوله: هذه الرعونة الفضائحية، وهذا الفساد السياسى والأخلاقى الذى يشوب اختيار التوقيت واختيار طريقة التناول، سينتهى بنا إلى دولة هشة ومأزومة تفتك بها الأمراض ... دولة مصابة بفيروس الإيدز السياسى بما يجعلها عرضة للإجهاز عليها من أى عارض تافه يمر بها ولا يجد أمامه أى مؤسسة فى جسد الدولة لديها المناعة التى تمكنها من ردعه ومن مواجهته ! ... الأحداث المترابطة التى تشهدها مصر الآن على يد هذه السلطة الرعناء صارت كالصور الذى يؤذن بالنهاية التى لا يراها من أعمته السلطة، ليقوم بعدها الميزان ويبدأ الحساب !.