مصير واحد يجمعهم في كل شئ في موالاة القاتل ، وظلم الأبرياء ، وقصف المحصنات ، والإخلال بالشرف والظمير المهني ، وخلال أول خطأ في حق النظام وإن كان غير مقصود ، يصبحون جميعًا في نفس المصير الجديد وهو "الطرد, الهروب, المقاضاة, ممنوع من الظهور"، وهي الأحكام إعلامية صدرت بحق العديد من الإعلاميين منذ الانقلاب العسكري على الشرعية في في الـ 30 من يونيه عام 2013، بعد إعتراضهم على قرار للنظام أو الوقوع في خطأ غير مقصود، ليفروا هاربين للخارق من الملاحقة الأمنية أو الجلوس في المنزل بعد قرار غقافهم عن العمل، وخلال التقرير التالي نرصد أبرز 8 شخصيات إعلامية تم طردها أو منعها من الظهور أو هربت نتيجة خطأ في نظام الانقلاب.
باسم يوسف
البداية كانت مع الاعلامي الساخر باسم يوسف صاحب برنامج "البرنامج"، والذي كان له باعً كبيرًا في خدمة النظام الانقلابي ومع أول نقد ضد السيسي، أطاح به النظام وأوقف البرمانج.
حيث أعلن "يوسف"، في يوم 2 يونيو 2014، بإقاف برنامجه "البرنامج" بسبب "ضغوط كبيرة " تعرض لها، على حد قوله وذلك بعد يوم واحد من إعلان السيسي رائسًا للبلاد بقوة الدبابة.
يسري فودة
كان الإعلامي "يسري فودة"، أول اللاحقين بباسم يوسف حيث أعلن في 22 سبتمبر 2014، توقف برنامجه "آخر كلام"، الذي كان يذاع على فضائية "أون تي في".
والجدير بالذكر أن فودة لم يوضح وقتها أسباب توقف البرنامج، لكنه أشار إلى انتهاء عقده لهذا العام، ليخرج بعدها بأيام رجل أعمال النظام العسكري "نجيب ساويرس"، مالك القناة حينها، ويعلن عن الاسب الأسباب الحقيقية لتوقف برنامج "فودة"، وقال إنه تعرض لضغوط كبيرة لإيقاف "آخر كلام" من النظام الحالي.
ومن جانبه قعب "فودة": "العام الأخير من برنامجي كان يسير على حد السكين، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكانت رغبتي الشخصية ألا نكمل، وعندها قمت بجمع فريق العمل، وأجرينا تصويتًا على استكمال البرنامج عامًا آخر أم سنتوقف ليس فقط من الناحية السياسية بل ومن الناحية الوطنية أيضًا، وهل لو استمر البرنامج سنكون جزءًا من مشهد لن نقدر نغير به، ونصبغ شرعية على مشهد لنا تحفظات عليه، وفي المقابل إذا استمررنا هل نقدر نعمل فارقًا أم لا؟".
وأخيرًا يخرج "فودة" عن صمتهويقود هجوماً حادًا ضد "السيسي" ونظامه، وقال: "تعرضت للنفي إعلاميا، هناك مصادرة مباشرة للمجال العام كله من قبل الحكومة والنظام، وعلى رأسها السيسي.. بمنتهى البساطة والمباشرة هذا نظام يعمل على خنق الحياة السياسية، ونفى تام للمجتمع المدني.. وحتى مجلس النواب كلنا عرفنا كيف تشكل ليخرج خطاب بأي نوع". وتابع: "كنت أتمنى أن يظل صوتي يصدر من مصر، ولكن الأوضاع الحالية أصبحت صعبة بسبب التضييق على الحريات، ولم يعد أحد قادرًا على قول ما لديه".
ريم ماجد
كانت الإعلامية "ريم ماجد" التي ظلت تقدم برنامجها "بلدنا بالمصري" طوال عامين ونصف العام تقريبًا بعد ثورة يناير 2011، دون توقف.
إلا أنها احتجبت بعد الثورة مباشرة، خصوصًا أنها كانت من الداعين لمظاهرات انقلاب30 يونيو 2013 والمشاركين فيها، ومن المؤيدين من اللحظة الأولى ضد الرئيس "مرسي"، واستمر غيابها لفترة طويلة حتى تحدثت لأول مرة على صفحات جريدة "الشروق"في نوفمبر 2013 لتكشف أسباب غيابها، وتؤكد أنها اتخذت قرارًا بعدم العودة للشاشة بعد أن غيرت قناة "أون تي في" توجهاتها بشكل يتعارض مع قناعاتها الشخصية.
واستمر ابتعاد "ريم" عن الشاشة وسط اتهامات تطاردها بـ"الخيانة والعمالة والطابور الخامس"، إلى أن اختارت العودة منتصف 2015 من خلال برنامج نسائي أسبوعي تحت اسم "جمع مؤنث سالم"، الذي أنتج بالاشتراك بين مؤسسة "دويتشه فيله" الألمانية، لكنها لم تقدم سوى حلقتين فقط، أعلن بعدها إيقاف البرنامج.
حيث قالت "ريم":"أبلغوني في إدارة القناة أن جهات سيادية أمرت بوقف برنامجي "جمع مؤنث سالم"، لم أصدق وضحكت، لكني اكتشفت بعدها أن الأمر حقيقي"
محمود سعد
ومع مساء 24 ديسمبر 2015، صرح كبير مفبركي الأخبار والإعلامي الأكبر في مناصرة الانقلاب "محمود سعد"، إنه سيترك فضائية "النهار" خلال أيام، وأن الخبر الذي تم تداوله بعض المواقع الإخبارية بأنه لن يكمل مشواره مع القناة صحيح.
وأضاف "سعد"، مبررًا قراره أن برنامجه "آخر النهار"، تمتع فيه بحرية كبيرة إلا أن "ضغوطًا تعرض لها وتعرض معه فيها عمرو الكحكي العضو المنتدب لشبكة القنوات النهار، بسببه".
وتابع "سعد" أن مصادر إعلامية قالت إن هذه الضغوط جاءت بعد أن شهدت الفترة الأخيرة له في القناة، هجومًا منه على النظام، واتهامات وجهها للسلطة بتعمد وضع الشباب في السجون.
وكان "سعد" ، نشر صورة لـ"السيسي" إبان توليه وزيرًا للدفاع، في فترة حكم المجلس العسكري فبراير 2011- يونيو 2012 ومعه عدد من الشباب، وعلق على الصورة قائلًا: "السيسى أصبح رئيسًا والشباب في السجون".
وبعد شهور، من توقفه عن العمل ظهر "سعد" في مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلًا إنه "غير راضٍ عن الحالة التي يعيشها الآن، ولكنه ومع كل هذا يشعر بالراحة النفسية والسعادة وأن جميع المشاهدين يعلمون تمامًا الأسباب الحقيقية وراء عدم ظهوره على شاشات الفضائيات".
ليليان داود
الإعلامية اللبنانية "ليليان داود"، صاحبه أول استضافه تلفزيونيه لحملة "تمرد" وذلك خلال برنامجها "الصورة الكاملة"، والذي كان يذاع على فضائية "أون تي في"، منتقدة "مرسي" وجماعة الإخوان المسلمين، وتعبيرها عن فرحتها بالانقلاب، ولكن تم من وقف برنامجها، وترحيلها من مصر، بعد أن عارضت فض اعتصام رابعة والنهضة، وانتقدت التعامل الأمني مع الصحفيين والنشطاء بعد الانقلاب.
جدير بالذكر أنه سبق لـ"ليليان" أن تناولت في إحدى حلقات برنامجها "كيف تبني دولة الاستبداد من خلال تغييب الحقائق وإرهاب الناس؟"، واستضافت ثلاثة أشخاص معروف عنهم معارضتهم للنظام.
كما تضامنت "ليليان" مع منظمي وقفة ضد قانون التظاهر، كما أنها هاجمت نظام السيسي الانقلابي بمقدمة وُصفت بالنارية في إحدى حلقات برنامجها، واصفة الوضع القائم بـ"الدولة الغائبة".
مجدي الجلاد
"أنا صرصار"، هكذا قام الإعلامي الموالي للإنقلاب مجدي الجلاد، وحال كل الشعب المصري خلال حكم "السيسي"، خلال مقال نشره في 2 يوليو 2015، بصحيفة "الوطن" الذي كان يترأس تحريرها، والذي كان يتضمن هجومًا شديدًا على السلطة الانقلابية في مصر.
ويعد هذا المقال سببًا رئيسيًا في اختفاء "الجلاد"، من المشهد الصحفي والإعلامي بأوامر سيادية وجهات عليا في الدولة، فبعد ذلك المقال وخاصة في 3 أغسطس 2015، أعلن "محمد الأمين" رئيس مجلس إدارة صحيفة "الوطن" الإطاحة بـ"الجلاد" من رئاسة التحرير، ليختفي "الجلاد" بالتزامن مع ذلك عن برنامجه "لازم نفهم" الذي يذاع على فضائية "سي بي سي"، قبل أن يعود مجددًا بعد أن خفت بريقه.
توفيق عكاشة
يدخل الآن في حالة نفسية سيئه، ويقيم الآن بمزرعة للخيول يمتلكها ويرفض لقاء أي أحد، رغبة منه في التخلص من الضغوط العصبية والنفسية التي لازمته خلال الفترة الأخيرة وما صاحبها من هجوم عليه من الجميع سواء وسائل الإعلام أو السياسيين أو زملائه في البرلمان الانقلابي.
هكذا ما قاله عضو مجلس نواب العسكر "إلهامي عجينة" صديق الإعلامي المثير للجدل "توفيق عكاشة"، عن حال الأخير عقب إسقاط عضويته البرلمانية بسبب لقائه سفير "إسرائيل"، واختفائه عن الأنظار، وتوقف برنامجه والقناة التي يمتلكها في مارس 2016.
وخلال الشهر نفسه، أعلنت قناة "الفراعين" التي كان يديرها "عكاشة"، ويخرج عبرها في برنامج يومي، إنها قررت التوقف عن العمل، وعرضها للبيع.
إبراهيم عيسى
أخر رجال النظام الانقلابي طردًا من الفضائيات وليس أخرهم، والمعادي للشريعة الاسلامية، حيث أعلنت فضائية "القاهرة والناس"، وقف برنامجه، مشيرة إلى أنه تقدم باعتذار إلى إدارة القناة، معربًا عن رغبته في عدم الاستمرار في تقديم برنامجه التليفزيوني على شاشتها.
وبحسب بيان القناة، فإن "عيسى قدم لإدارة القناة أسباب قراره ودوافعه ومسوغاته، وتطلعه إلى التخفف من بعض أعباء العمل، للتفرغ والتركيز على مشروعاته الكتابية والإبداعية في الفترة المقبلة".
جاء هذا بعد أن أصدر "عيسى"، بيانًا أعلن فيه وقف برنامجه، وألمح إلى تعرضه لضغوط قادت إلى قراره بالتوقف عن الظهور في البرنامج الذي كان يرفع شعار "كلام ممنوع تسمعه".