الأسباب الحقيقية لزيارة “السيسي” المفاجئة لمقر “الداخلية”
في خطوة مفاجِئة، قام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بزيارة مقر وزارة الداخلية بالقاهرة، بمشاركة وزير دفاعه صدقي صبحي، ووزير داخليته مجدي عبد الغفار، ورئيس أركان مليشياته محمد فريد، بالإضافة إلى مدير مكتبه ورئيس مخابراته عباس كامل؛ وذلك قبل أيام من انطلاق مسرحية “انتخابات الانقلاب”، بمشاركة الكومبارس موسى مصطفى.
وقال بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الانقلاب، إن “السيسي عقد اجتماعًا مع كل من رئيس الوزراء، ووزيري الدفاع والداخلية، والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة؛ لبحث مستجدات الحالة الأمنية في البلاد”.
وأضاف راضي أن “السيسي أعرب في ختام الاجتماع عن تطلعه لقيام المواطنين المصريين بالمشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة، والمساهمة في بناء الوطن وتعزيز استقراره وحريته”.
وتأتي تلك الزيارة قبيل أيام من انطلاق “مسرحية انتخابات الانقلاب”، وتعويل السيسي كثيرًا على أفراد داخلية الانقلاب في تمرير هذه المسرحية، من خلال إشاعة الخوف بين المواطنين خلال الفترة الحالية، وتهديد مشايخ القرى وكبار العائلات من مغبة وجود مقاطعة واسعة في مناطقهم لتلك المسرحية.
كما يطلب السيسي من الداخلية القيام بدورها المعتاد في المساهمة في تزوير نسب المشاركة في تلك المسرحية، خاصة وأن استمرار استيلاء السيسي على الحكم أصبح أمرًا مسلمًا به، إلا أن الهدف بات تزوير نسب المشاركة لتكون بنسب كبيرة، وهذا دور يسهُل على الداخلية المساهمة به بحكم خبرتها في ذلك.
كما تأتي الزيارة أيضًا في وقت تشهد فيه قطاعات الداخلية حالة من الاستياء؛ جراء عشوائية العمليات في سيناء وسقوط العديد من أفرادها بين مصاب وقتيل، فضلا عن الزج بهم بالتزامن مع عمليات سيناء في شوارع المدن والمحافظات أغلب الوقت؛ الأمر الذي شكَّل عبئًا عليهم.
وتأتي الزيارة أيضا بعد أيام من حالة الغضب التي سادت أوساط أفراد داخلية الانقلاب، بعد حلقة خيري رمضان، والتي كشف فيها عن تردي الأوضاع الأمنية لأفراد الشرطة رغم ما يقومون به من أجل النظام.