قال المهندس وائل قدور، نائب رئيس هيئة قناة السويس السابق في حديث لـ RT، إن ترويج الخارجية الإسرائيلية لمشروع خط سكك حديد يربطها بدول الخليج "دعائي" بقصد التطبيع مع تلك الدول.
ونشرت الخارجية الإسرائيلية مقطع فيديو يكشف تفاصيل بناء خط جديد لسكك الحديد سيربط بين الدولة العبرية ودول الخليج.
وأشار الفيديو المنشور على حساب الوزارة في "فيسبوك" إلى أن المشروع "الطموح" والذي أشار معدوه إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس طرحه أثناء زيارته إلى الإمارات مؤخرا، يهدف إلى ربط البحر الأبيض المتوسط بالخليج العربي، باستخدام إسرائيل كجسر بري والأردن كمركز مواصلات إقليمي.
ويقول قدور لـ RT، إن "قيام وزارة الخارجية الإسرائيلية بالترويج لخط سكك حديد يربط بينها وبين دول الخليج الهدف منه في المقام الأول دعائي بقصد التطبيع مع تلك الدول بإغرائهم بالنمو الاقتصادي".
واستغرب "من هرولة بعض دول الخليج للتطبيع والعلاقات الاقتصادية مع إسرائيل دون سبب يذكر، اللهم تنفيذ الرغبات الأمريكية".
وقال إن "الحديث عن نمو اقتصادي وتبادل تجاري وحركة نقل البضائع بين الدول العربية وإسرائيل قديم، وتزامن مع توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، دون أن يتحقق الكثير من ذلك".
وأشار نائب رئيس هيئة قناة السويس السابق إلى أن "إسرائيل، وعلى أرض الواقع، تقوم بإنشاء خط سكة حديد بين إيلات وأشدود وهي ممولة من الصين".
وعن تأثير إنشاء تلك السكك الحديد على قناة السويس، قال إن "التأثير سيكون محدودا للغاية"، منوها إلى أن إنشاء سكك حديد بين دول الخليج وإسرائيل "يتطلب وجود علاقات تجارية، ومن ثم فالهدف هو الترويج للتطبيع في المقام الأول".
وذكر المهندس قدور أن "الأوضاع المتوترة فى الخليج وخشية الولايات المتحدة وإسرائيل من منع مصر للسفن الحربية من العبور بقناة السويس، يجعل إسرائيل تفكر جديا في إنشاء سكك حديد بينها وبين دول الخليج، تسهل نقل المعدات الحربية".
وأكد قدور أن تطوير اللوجستيات وعمليات نقل البضائع في قناة السويس بات ضرورة ملحة لمواجهة تلك التحديات مشيرا إلى أن هناك خطوات فعلية في هذا المجال.
وتقول إسرائيل إنها ستنتهي من المشروع في إطار "جدول زمني قصير نسبيا"، موضحة أن خط "قطار المرج" الذي يربط بين بلدتي حيفا وبيت شان داخل إسرائيل، سيتم تمديده حتى الحدود الأردنية إلى معبر نهر الأردن "الشيخ حسين"، وأيضا باتجاه معبر الجلمة ومنطقة جنين في الضفة الغربية.
ويتضمن المشروع إقامة "ميناء شحنات بري كبير ومعاصر" في الأردن، سيعمل على نقل الشحنات إلى جميع دول المنطقة، فيما تشمل شبكة سكك الحديد السعودية خطا يمتد من الشمال إلى الجنوب ويربط الحدود الأردنية بالخليج العربي.
وفي الإطار ذاته، يقول اللواء تامر الشهاوي الخبير العسكري والأمني والضابط بالمخابرات العسكرية في حديث خاص لـ RT، إن "مشروع سكك الحديد الإسرائيلية سياسي في المقام الأول، ويأتي ضمن المشروع الأمريكي الإسرائيلي للسلام في المنطقه، ولا يمثل أي تهديد لقناة السويس، وسبق لإسرائيل طرح عدة مشروعات لوجيستية على مدار السنوات الماضية، ولم يكتب لها النجاح المنشود، وما أعلن عنه الآن هو مشروع تم اعتماده عام 2005، بالاتفاق مع الحكومة الأردنية، رغم الرفض الشعبي الأردني له، حيث يصل مدينة حيفا بمدينة إربد شمال الأردن على عده مراحل، كما ربط إسرائيل بالسعودية عبر هذا المشروع لينتهي الخط بمدينة الدمام الواقعة على الخليج كمرحله نهائية".
ويشرح اللواء الشهاوي قائلا إن "المشروع يقوم على جزء من سكة الحديد الفلسطينية المرتبطة بسكة الحديد الحجازية (تحديدا خط مرج بن عامر) التي أوصلت المسافرين من حيفا إلى دمشق عن طريق بيسان ودرعا، والتي تم شقها في عهد الدولة العثمانية ودخلت الخدمة الفعلية عام 1906، وتوقفت كليا عام 1948، عندما فجرت المنظمات الصهيونية السكة لمنع تقدم الجيوش العربية قبل وأثناء حرب 1948، كما حدث في عملية ليل الجسور".
ويتابع الشهاوي قائلا: "كما أن المشروع يسير بموازاة جزء من خط أنابيب كركوك - حيفا الممتد سابقا بين حيفا والحدود الأردنية مع فلسطين التاريخية، وصولا إلى شمال العراق".
ويؤكد أن "الحكومة الإسرائيلية بدأت بإحياء هذا الخط الآن بغرض سياسي وتطبيعي في المقام الأول، ولن يحقق جدواه الاقتصادية ولن يكون أبدا منافسا لمجرى قناة السويس، فأي قطار مهما ينقل من حاويات لن يمثل شيئا لحمولة السفينة التي تصل إلى 23 ألف طن".
وتقول إسرائيل أن نقل السلع برا عبر سكك الحديد الجديدة المزعومة "سيلتف على المخاطر الأمنية التي تشكلها إيران في مضيقي هرمز وباب المندب"، ما يعني عدم مرورها من قناة السويس المصرية.
من جانبه، يقول الصحفي المتخصص بالأمن القومى المصري، أحمد رفعت، إن "محاولة إيجاد بديل لقناة السويس أمر قديم، حيث حاولوا استبدالها بخط الملاحة برأس الرجاء الصالح، لكن لم تعبر منه إلا عشرات السفن بسبب انخفاض أسعار البترول وقتها، وبالتالي انخفاض التكلفة، ومع ذلك لم يشكل ذلك أي خطر أو منافسة، وانتهى الأمر بعودة أسعار البترول إلى وضعها".
ويؤكد رفعت أن "الحال هو نفسه بالنسبه لقناة أشيع أن إسرائيل ستحفرها، حيث تحولت الفكرة إلى فكرة خط القطار المشار إليه، وكانت إشاعة كوميدية لأنها تتطلب تفريغ شحنات السفن في إيلات ثم تحميلها عن طريق سكك حديد أو شاحنات، ثم نقلها إلى ساحل المتوسط لتحميلها على متن السفن مرة أخرى ومنها إلى أوروبا.. في هذا الوقت تكون السفن العابرة من القناة قد وصلت لأوروبا قبل السفن المارة من الطريق المزمع إنشاؤه في إسرائيل بأيام"، وأشار إلى أنه "لا بديل لقناة السويس في التجارة العالمية... القناة للتجارة في الأصل وليست لنقل الأفراد وهي الأرخص والأسرع والأكثر عملية ولا تتأثر بالأزمات السياسية، فضلا عن ارتباطها باتفاقية دولية تحكم عملها"، بحسب الصحفي المتخصص رفعت.
وتبذل إسرائيل في السنوات الأخيرة جهودا ملحوظة من أجل تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية، بالدرجة الأولى الخليجية، في وجه الخصم المشترك إيران.
ناصر حاتم
المصدر: RT