الاثنين، 16 مارس 2020

#دراكولا .

مصطفى محمود
رحمه الله
لا أحد منا يجهل #دراكولا .. ذلك الرجل الشيطان الذى ينام ميتا فى تابوته طوال النهار حتى إذا جن الليل هام على وجهه باحثا عن ضحية آدمية يمتص دمها .. و ما يكاد يلمس بأنيابه عنق امرأة حتى تذوب بين ذراعيه لذة و عشقا و تسلم له نفسها يمتص دماءها حتى آخر قطرة .. و من ضحية إلى أخرى يظل يتنقل مرة على هيئة رجل و مرة على شكل خفاش أسود رهيب .. الليل حديقته و ملعبه ، و النهار عدوه ، و الشمس عفريته الذى لا يقوى على مواجهته ، ما كاد يطلع أول شعاع من أشعة الفجر حتى يعود مهرولا فى فزع إلى تابوته ليرقد فى موات و سكون طول النهار باردا برود الجثة لا ينبض فيه عرق .. لا تعود إليه حياة إلا مع أول خيط من خيوط الظلام و مع أول جرعة جديدة من دماء حية دافئة يمتصها .
هذه الشخصية الأسطورية البشعة التى طالما جلسنا نرتجف و نحن نتابع تحركاتها على شاشة السينما .. و الدماء تتثلج فى عروقنا و نحن نراه يثب فى خفة على ضحاياه و نعود فنلتقط أنفسنا و نحن قد ارتمى جثة باردة فى تابوته و كـأنه قد تحول إلى قطعة من رخام التابوت .
و نحن نطرق الشارع المبتل بخطواتنا المرتاعة و نتلفت عائدين من السينما إلى بيوتنا .. و عقولنا تتساءل : هل هذا الشبح البعيد الواقف تحت المصباح هو دراكولا .. هل سيثب على أعناقنا ليمتص دماءنا و نهرول فى طريقنا مذعورين .. و ما نكاد نلمح خفقات جناحى خفاش هائم فى الظلام حتى نقفز من الرعب .. إنه دراكولا .
هل يمكن أن يكون ذلك الخفاش دراكولا ؟!
هل دراكولا شخصية لها وجود .. أم أنها أسطورة ؟!
ذلك الميت الحى الذى يعيش آلاف السنين و يتجدد شبابه كل يوم بالدم الذى يمتصه فلا يشيخ و لا يفنى .. و يتكاثر بقدر عدد ضحاياه .. كل ضحية يمتص دمها تتحول بعد موتها هى الأخرى إلى دراكولا .
هذا الشعب الملعون من أبالسة الظلام الذى يدب بين القبور و ينشر الخراب حيثما حل .. هل يمكن أن يكون له وجود ..؟!
إنهم يقولون إن دراكولا أسطورة ..
و لكنى أقول إن دراكولا موجود .. و اسمه الفيروس ..
و ربما لم يخطر على بال مؤلف الأسطورة أن البطل الذى أبدعه من محض الخيال هو أكبر حقيقة تسكن هذه الأرض .. فلم يكن الفيروس معروفا حينما ظهرت هذه الأسطورة الشعبية القديمة ..
و لكن الفنان فى نظرى له وسائله الخفيه فى الإدراك ، فهو لا يكتشف الأشياء بالمجهر و التلسكوب و لا بالعقل و لا بالحساب و لا بالمنطق و إنما هو يرى الأشياء بعين داخلية .. بحاسة سادسة غير البصر .. هى البصيرة ..
و مؤلف دراكولا لم يكن يهذى .. و لم يكن ما تخيله محض هذيان ، فالعالم الحديث أثبت وجود دراكولا ..
ذلك الميت الحى .. الكائن اللغز الذى اسمه " #الفيروس " .
كل الفارق بين الأسطورة و الحقيقة أن دراكولا الفيروس كائن صغير الحجم جدا .. أدق من جميع الميكروبات المعروفة .. و لا يمكن رؤيته بالعين المجردة .. و لا بالميكروسكوب .. و لا يمكن فصله من السوائل التى تحتوى عليه بالترشيح ، فهو ينفذ من أدق المرشحات إنه كالريح كالخلاء .
و لكنه يقتل و يصرع الألوف كل يوم ..
و الإحصاءات الأخيرة تقول لنا إن 60 % من الأمراض التى تصيبنا سببها فيروس ، و هو يصيب النبات كما يصيب الحيوان و الإنسان كما يتطفل أحيانا على الميكروب الصغير و يقتله ..
الزكام ، الأنفلونزا .. الجدرى ، الحصبة ، الكلب .. شلل الأطفال .. الصفراء .. الغدة النكفية .. التهاب المخ .. الالتهاب السحائى .. السرطان .. التراكوما .. كلها أمراض فيروسية و مثلها و أكثر منها فى الحيوان و النبات .
إنه وحش طليق .. أعداده بالملايين ، و هو يلهث خلف الحياة حيثما كانت ، و قد ظل مجهول الصورة و الشكل حتى اخترع المجهر الالكترونى منذ سنوات .
و باختراع هذا المهجر الذى تزيد قدرة تكبيره على مائتى ألف مرة أمكن رؤية هذا الوحش لأول مرة ..
و كانت نتيجة الرؤية مذهلة .
إن ما ظهر تحت المهجر لم يكن ميكروبا يتحرك كميكروب الدسنتاريا أو الكوليرا أو الملاريا و لم يكن حتى خلية لها صفات الخلايا الحية المعروفة .. و إنما كان عدة بلورات مثل بلورات ملح الطعام .. أو السكر البودرة .. مجرد مادة بروتينية ميتة .. وبتحليلها اتضح أنها البروتين النووى المعروف بالأحرف DNA حامض الديزوكسى ريبو نيو كليك .. و هى المادة الموجودة بنواة الخلية الحية و المختصة بنسخ النماذج و
الصفات الوراثية فى الخلية .. أنها أشبه بفورمة المطبعة التى يطبع منها العامل ملايين النسخ بالرونيوم أو الروتوجرافور حسب الماكينة التى تحت يده أو قالب الجبس الذى يصب فيه النحات ما يشاء من النسخ التى يريدها .. أو باترون الترزى الذى يفصل عليه آلاف الفساتين ..
و معروف الآن فى علم الوراثة أن كل خلية حية فى داخلها باترون خاص بها عليه الخلايا الجديدة التى تنقسم إليها ، و بهذا تحتفظ بطباعها و يحتفظ الكائن الحى بطابعه و شخصيته فى أثناء نموه و يورثه لآبنائه بعد موته .
هذا الباترون مصنوع من هذه المادة السحرية .
و هذه المادة بدورها مادة شديدة التعقيد مصنوعة من أكثر من عشرين حامض أمينيا متصلة ببعضها اتصال الحروف الأبجدية لتؤلف شفرة خاصة فى كل كائن حى ..
هذه الشفرة الكيميائية هى كرنيه تحقيق الشخصية الخاص بكل كائن .. إنها الباترون الذى يتميز به الكائن كما يتميز الإنسان ببصمة إصبعه .. و هى مادة لها صفة الأمر على المواد الأخرى ، فيمكنها أن تصبح ما تشاء من النسخ على هيئتها ..
و يشرح لنا علماء الوراثة الأمر أكثر فيقولون إن كل خلية تحتوى على أصل و صورة من هذا الباترون أصل من الداخل النواة مصنوع من ال DNA و صورة خارج النواة فى السائل الخلوى مصنوعة من مادة شبيهة هى RNA ( حامض ريبونيوكليك ) .
و تطبع النسخ الجديدة فى الخلية على الصورة على حين يحتفظ بالأصل داخل النواة فى أرشيف ..
و المذهل فى أمر الفيروس .. أنه يتكون دائما من هاتين المادتين ، أحيانا من الواحدة دون الآخرى .. و أحيانا منهما معا .
أحيانا فى صورة بلورات نقية .. و أحيانا فى تكوين هندسى بلورى له زوائد مثل إيريال التلفزيون .. و أحيانا تكون البلورات محاطة بكيس فى كل الحالات مجرد مادة كيميائية ميتة ليس لها جسم خلوى و لا تكوين حى .. إنها دراكولا الميت فى تابوته .
و لكن ما يكاد هذا الدراكولا الميت يلمس بزوائده و أنيابه خلية حية حتى يتحول إلى شيطان رهيب .
و أول ما يفعله دراكولا الرهيب فى لحظة ملامسته للخلية لأن يحقن مادة DNA و هى مادة جسمه فى داخل الخلية الحية ، و بهذا يدخل فى قلب الخلية تاركا زوائده و غلافه فى الخارج .
و ما يكاد يدخل الخلية حتى يلتبس الأمر عليها ..
إنها تواجه لأول مرة شفرة كيميائية جديدة ، شفرة آمرة .. معها تعليمات كيميائية مختلفة عن تعليمات كل يوم ..
و لمدى دقائق قليلة يخيل للخلية أن هذه الأوامر الكيميائية صادرة من نواتها .. فتبدأ فى تنفيذ هذه الأوامر الجديدة و تبدأ فى نسخ آلاف النسخ من الوافد الجديد و فى لحظات يتحول دراكولا إلى ألأف دراكولا .
لقد استعار جسم الخلية الحى و بدأ يسخره لخطته الجهنمية .
فعلى الخلية الآن أن تتكاثر و تتكاثر بسرعة لا وفقا لمخططها الخاص و شفرتها الطبيعية و لكن وفقا لمخططه هو و شفرته هو .. عليها أن تصنع منه مليون نسخة دراكولا .
لقد ذاق دراكولا طعم الدم .
و تحول الميت إلى حى ..
و الخلية المريضة التى تتكاثر بهذه الطريقة ما تلبث أن تنفجر و يخرج منها ألوف من وحدات الفيروس لتصاب بعدها خلية أخرى و أخرى .. و يبدأ الجسم يذوب و يهلك بينما يتحول الفيروس الغازى إلى جيش يطعن فى الظلام .
و أحيان يتسبب الاختلاف الطفيف فى الشفرة الكيميائية إلى نمو سرطانى .
فإذا تنبه الجسم فى الوقت المناسب إلى الخدعة ، فإنه يبدأ فى إفراز مواد مضادة .. و يبدأ فى إرسال تعليمات كيميائية جديدة يعيد بها التكاثر إلى خطته الطبيعية .
و أمام هذه اليقظة الفجائية لا يجد دراكولا مفرا من الهرب و العودة إلى تابوبته .. حيث يرى تحت المجهر الأكترونى فى الرشوحات و الأتربة .. مجرد بلورات كملح الطعام لا حياة فيها و لا حركة و لا تنفس و لا تكاثر و لا إحساس .
ما هو سر ذلك الميت الحى .. ؟!
و كيف تنبض الحياة فى مادة بلا حياة ..؟!
إن الأمور بدأت تختلط و لم يعد هناك ذلك الحاجز الصارم بين الحياة و اللا حياة .. و بدأنا نكتشف الحياة فى المادة الموات .. و الموت فى الحياة ..
لغز من أكبر الألغاز التى تواجه علماء البيولوجيا الآن .
لغز اسمه الفيروس ..
و أسميه أنا دراكولا .
د. مصطفى محمود ..
من كتاب / لغز الحياة

تكلفة اقامة المريض المصاب بفيروس كورونا في اليوم الواحد في احد فنادق الحجر الصحي تقريبا 500 جنيه

تكلفة اقامة المريض المصاب بفيروس كورونا في اليوم الواحد في احد فنادق الحجر الصحي تقريبا 500 جنيه
مصري
ولو لمدة أربعة عشر يوما يعني الفرد الواحد بيتكلف ٧٠٠٠ جنيه حجر صحي
اما تكلفة المريض الواحد الذي يتم حجزه في العناية المركزة ووضعه على أجهزة التنفس الصناعي فتصل تقريبا إلى 2500 جنيه مصري في اليوم الواحد
وتتراوح فترات بقائه من أسبوع إلى أسبوعين وربما أكثر
لتصل إلى ما يقارب 35 ألف جنيه
أضف إلى ذلك تكلفة اختبار الفيروس بما يقارب ١٠٠٠ جنيه زي ما اعلنت وزارة الصحة
فاذا ما اجريت عملية حسابية بسيطة وجمعت بين الأرقام في عدد أيام الرعاية والحجر فستكون تكلفة المريض الواحد على الدولة ما يقارب 43 ألف جنيه مصري
فلو كان السيسي سينفق 100 مليار جنيه مصري على رعاية المرضى فقط بمستوى الخدمة الحالي
فنحن امام نظام يتوقع إصابة ما يقارب 2 مليون وربع المليون مواطن مصري
وربما تقل هذه النسبة إذا ما أنفق على تطوير وبناء مستشفيات جديدة فربما يتوقع نسبة مصابين أقل وهو ما نتمناه
ده تعليقا على تقرير الجارديان وخبراء كنديين عن اصابة ١٩ الف حالة في مصر بفيروس كورونا

الحكومة تترك الزرايب وحدها أمام “التنين”.. وعود كاذبة بالتطوير وزيارات وقت الكوارث

الحكومة تترك الزرايب وحدها أمام “التنين”.. وعود كاذبة بالتطوير وزيارات وقت الكوارث
كشفت كارثة منطقة الزرايب في حلوان بالقاهرة عن عزوف الحكومة عن حماية سكان المناطق العشوائية من خطر الأمطار والتغيرات المناخية التي باتت مصر من أكثر الدول المتضررة منها، إذ وصل عدد ضحايا هذه المنطقة إلى 10 أشخاص، بعد أن جرفتهم الأمطار وسط المنازل وماتوا نتيجة “إسفكسيا الغرق”.
وصلت الكارثة، التي تسبَّبت فيها عاصفة “التنين” التي ضربت مصر الخميس والجمعة الماضيين، حد مناشدة القس نادر نبيل، راعي الكنيسة الإنجيلية بكفر العلو، رئاسة الجمهورية ورئيس الوزراء بسرعة التدخُّل لحلِّ أزمة المتضررين في منطقة الزرايب من موجة الطقس السيئ التي ضربت البلاد نهاية الأسبوع الماضي، تلك الكارثة التي وصفها، في تصريحات صحفية، بقوله: “يوجد حالات وفيات والأحياء محاصرون بالمياه منذ الصباح، والمياه تجاوزت 4 أمتار، ولا يستطيع أحد الخروج من المنطقة، والمنطقة معظمها تهدَّمَت”.
وقد تبيَّن من التحقيقات التي أجرتها النيابة أن من بين الضحايا 3 أطفال وسيدتين، إضافةً إلى وجود كدمات وسحجات بسيطة نتيجة الارتطام بالأحجار، عقب وفاتهم في المياه.
وكشفت التحقيقات أيضًا أن المنازل المنهارة عبارة عن عشش ومساكن عشوائية متهالكة أسفل المنطقة الجبلية، وأن شدة المياه أسفرت عن انهيارها لوجودها بالمكان المخصص كمخرَّات للسيول، وتبيَّن أن المنطقة غير مؤهلة للإقامة فيها وانعدام الخدمات بها، وهو ما كان يفرض على الدولة القيام بإجراءات وتدابير تحمي سكان هذه المنطقة.
اكتفت الدولة بزيارات مسئوليها وتقديم خدمات وقتيه لأهالي المنطقة، الذين يبلغون 700 أسرة، يعملون في جمع القمامة. زارت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، المنطقة المنكوبة، حيث أعلنت أن مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أمر بالتوجه مباشرةً للمنطقة لتقديم الدعم للمتضررين مثل البطاطين والإغاثات والأغذية والمساعدة في نقل الأهالي، وشاركت الوزيرة كذلك في قداس جنازة ضحايا منطقة عزبة الزرايب، الذي أقيم في كنيسة مارمرقس بمدينة ١٥ مايو.
وقدمت الكنائيس خدمات لأهالي المنطقة المنكوبة، حيث شكلت الطائفة الإنجيلية فريقا من الكنائس المعمدانية لدعم وإغاثة المتضررين من الطقس السييء، وفتحت إيبرشية حلوان و15 مايو أبواب الكنيسة بمنطقة الزرايب لاستقبال الضحايا وقدمت لهم الطعام والدواء.
منذ ثلاثة أعوام، وضعت الدولة منطقة الزرايب، التي تمتد على مساحة 6 فدادين تقريبًا، على قوائم المناطق التي تحتاج إلى التطوير باعتبارها واحدةً من المناطق العشوائية، وفي 30 مارس من العام الماضي، زارها قيادات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والتقوا بأهلها وبالكاهن المسؤول عن الأسر المسيحية، التي تشكل نسبةً كبرى من قاطني المنطقة. لكن رغم ذلك لم تتخذ الدولة أيَّ إجراءٍ عملي لتطويرها، في الوقت الذي تُنفَق فيها المليارات على القصور الرئاسية والفنادق والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها.
استمرت الوعود لأهالي المنطقة، وكان آخرها ما وعدت به وزيرة التضامن بتطوير المنطقة لتصبح للسكن فقط، مع تخصيص منطقة أخرى صناعية قائمة على نشاط المخلفات وعمليات الفرز. هذا إلى جانب وعدٍ آخر بقيام وزارة الموارد المائية والري بالدراسة اللازمة لحماية المنطقة من مخاطر السيول.

#عبدالرحمن_يوسف يكتب (سجون مصر في زمن الكورونا)

#عبدالرحمن_يوسف يكتب (سجون مصر في زمن الكورونا)
على موقع عربي 21
يتعالى الفزع العالمي من فيروس كورونا، ذلك الشبح الذي حل على كوكب الأرض دون سابق إنذار، استهترت به دول كثيرة، وتطور الأمر حتى أصبح كارثة عالمية، وباء كوكبيا كما صنفته منظمة الصحة العالمية، وما زال القادم غامضا، فلا أحد على وجه الدقة يعلم كيف يمكن التعامل مع المرض، ولم تنجح أي جهة في التوصل إلى علاج أو تطعيم ضد هذا الفيروس.
ما زالت مصر تصدر المرضى بأعداد كبيرة إلى الآخرين، ولكن – في الوقت نفسه – لا تعترف بوجود حالات مصابة إلا بشق الأنفس.
بدون استعراض الأرقام (لأن الأرقام تتغير كل لحظة بشكل غير منطقي)، وبدون أن نوظف الأمر سياسيا، لا بد من شخص عاقل ينصح أهل الحكم في مصر بضرورة التعامل مع الأمر بحكمة أكبر، لأن مشاكل تفشي هذا الفيروس في مصر ستكون وخيمة، وقد تؤدي إذا زادت عن حد معين إلى حالة من الهلع والفوضى لا تحمد عواقبها.
نحن نتحدث عن دولة لا تملك مستشفيات تتسع إلا لعدد محدود جدا من البشر (حتى إذا تحدثنا عن مشافي الأغنياء)، ونتحدث كذلك عن منظومة إدارية فاشلة، وعن أجهزة أمنية لا تملك أي حس أمني حقيقي (بالمعنى الواسع للحس الأمني).
* * *
يقترح البعض أن تعلن الدولة حالة الطوارئ، والحقيقة أن مصر في حالة طوارئ منذ سنوات طوال، ولكنها طوارئ نعلمها جميعا، إنها طوارئ يقصد بها تأمين الحاكم من المحكوم.
يقترح البعض إغلاق المدارس والجامعات، والحقيقة أن هذا الإجراء ربما يساعد في تقليل الإصابات، وربما يزيد من تفاقم الأزمة.
أقول (ربما) لأن الوضع ما زال غامضا، فالإحصاءات تقول إن الفائدة من تعطيل المدارس ليست كبيرة، لأن إصابات الأطفال بالفيروس هي الأقل، لم ينجح أحد في تفسير هذه الظاهرة حتى الآن، ولكن الأرقام تقول أن الأطفال إما تفادوا الإصابة تماما، أو أن إصاباتهم ليست حادة.
فهم على ما يبدو يصابون بنموذج أخف من المرض، فلا تظهر عليهم الأعراض، وبالتالي يتجنب آباؤهم التوجه بهم إلى المستشفيات، وبالتالي لا يتم تسجيل حالاتهم أصلا.
ولكن تعطيل المدارس سيؤدي إلى زيادة أعباء جميع الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات، غالبية أطقم التمريض سيصبح عليها واجبات منزلية عائلية بالإضافة لواجباتهم في مستشفياتهم (وهي واجبات تضاعفت، وما زالت تتضاعف).
لذلك لا بد أن يحسب بدقة هل من صالح الدولة تعطيل المدارس أم لا !
* * *
إن المشكلة الحقيقية في مصر هي السجون !
هذه الأماكن التي تعيش خارج أي منظومة رعاية صحية، كما أن المحبوسين فيها لا تسمح ظروف غالبيتهم العظمى بأي شكل من أشكال العادات الصحية التي تقي الإنسان من المرض (أي مرض).
نحن جميعا نعلم أن حالة السجون المصرية على مدار سنوات طوال أقل ما يقال عنها أنها متدهورة، وهذا ينطبق على جميع الأنظمة التي حكمت مصر، وعلى السجون بمنتهى أشكالها، السجون السياسية، والجنائية، سجون النساء، وسجون الأحداث والقصّر، وأماكن الاحتجاز في الأقسام، والسجون العسكرية.. الخ
جميع أنواع وأشكال السجون في مصر – بلا استثناء يكاد يذكر – عبارة عن أماكن سيئة التهوية والإضاءة، التغذية النموذجية فيها غير موجودة، والرعاية الصحية فيها متعذرة، والعلاج فيها من أصعب ما يمكن.
لذلك.. لا بد أن يكون هناك حل لتقليل التكدس في السجون، ولمنح المساجين فرصة حماية أنفسهم (وبالتالي حماية المجتمع) من المرض.
لا بد من الإفراج عن آلاف المسجونين بلا داع !
هذا ما فعلته إيران، ولكن كان ذلك بعد فوات الأوان (أو قبله).. فلا أحد يعلم لو لم تفرج السلطات الإيرانية عن عشرات الآلاف من المساجين ماذا كان يمكن أن يحدث أسوأ مما حدث.
لا بد أن يفهم المصريون – وأهل الحكم وصنّاع القرار – أننا حين نقول ذلك فنحن لا نقوله خوفا على المساجين (فقط)، بل نقول ذلك خوفا على المجتمع كله.. بلا أي استثناء، وبلا أي تفرقة بين غني وفقير، أو بين مسلم ومسيحي، أو بين رجل وامرأة، أو حتى بين حاكم ومحكوم.
وجود بؤرة للمرض داخل أي مدينة معناه أن ينتشر المرض في هذه المدينة، وانتشار هذا المرض سريع، سريع جدا.
وانتشار المرض في أي مدينة معناه أن ينتقل إلى المدن الأخرى، فنحن في عصر يتنقل الناس فيه بين المدن والدول بمنتهى اليسر والسهولة.
* * *
لقد تم بناء العديد من السجون الضخمة في مصر خلال السنوات الماضية، وهذه السجون تمتد جغرافيا على رقعة الوطن كله، فلا تكاد توجد محافظة مصرية بلا سجن مركزي ضخم، وجميع هذه السجون مكدسة بآلاف المساجين، وجميع هذه السجون كما قلنا تفتقر للحد الأدنى من الأوضاع الصحية المطلوبة في وقت مثل الذي يمر به العالم الآن.
ماذا يضير الدولة المصرية لو خففت من التكدس داخل هذه السجون؟
ماذا سيحدث لو أفرج عن آلاف المساجين الذي يقضون فترات سجن احتياطي؟
ماذا سيحدث لو أفرج عن آلاف المساجين الذين أوشكت محكومياتهم على الانتهاء؟
نحن نتحدث عن مصلحة الشعب كله.. لا نتحدث عن أي شيء آخر.
هل يمكن أن يرتقي صانع القرار وأن يتخذ هذه القرارات بهدوء، ودون ضجيج، ودون أن يعترف بأي جرم أو جريمة؟
أفرجوا عن آلاف المساجين، وامنحوا من سيبقى في السجون مساحة للتنفس، وامنحوهم كذلك القدرة على حماية أنفسهم من الأمراض والعناية بصحتهم.. وإذا لم تفعلوا ذلك فأنتم تنتقمون من الناس كلهم، ومن المجتمع كله.. أنتم تنتقمون من أنفسكم.. فهذا المرض لن يفرق بين السجين والسجان !
حفظ الله مصر من كل شر..
ليق واحد

"سماء طهران تمطر باذنجانا" فيديو لا يمكن تصديقه!

"سماء طهران تمطر باذنجانا" فيديو لا يمكن تصديقه!

فيديوهات
نشر نشطاء من مدينة طهران مقاطع فيديو مختلفة، تظهر انهمار حبات من الباذنجان على رؤوس المارة في الشارع.
وبالرغم من مخملية الحكاية التي لم يتسن لـRT التأكد من صحتها، إلا أنها تبدو مضحكة بعض الشيء، في زمن تواجه فيه إيران أزمة قاتلة بفيروس كورونا.
تابعوا RT علىRT

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...