الأربعاء, 18 يونيو 2014 - 11:46 am
عدد الزيارات: 9654 | طباعة
إسلام مهدي
لم
يفاجئني خبرُ تصريحات قيادات الدعوة السلفية عن طلبهم تسليح شبابهم
لمواجهة الإخوان! ولم أشك لحظة في الخبر! فرغم أنه قد يكون خبرا مصنوعا على
يد محرر الجريدة التي نشرته؛ فقد تم نشره على لسان مجهولين دون التصريح
بأسماء أصحاب التصريحات على غير عادة قيادات الدعوة السلفية في التفاخر بكل
خزاياهم وخياناتهم! إلا أن الخبر ليس لمجرد الإثارة بالتأكيد! فلربما رأى
الطاغوتُ أنه آن أوان دفع عباده منسوبي الدعوة السلفية إلى أتون المعركة
فورطهم بنشر هذا الخبر إعلاميا ليكون أمامهم أحد خيارين لا ثالث لهما: إما
أن ينفوا الخبر تماما معلنين تمسكهم بسلمية الانقلاب –و هو ما لم يحدث!
وسيكون أشبه بمزحة بالتأكيد!-! أو أن يقرُّوا الخبر بسكوتهم عنه ساعين في
تطبيقه على أرض الواقع –و هو ما يجري الاستعداد له بالفعل منذ 3 سنوات-!
«28 يناير 2011» - «جمعة الغضب»..بدأت
اللجان الشعبية بالانتشار لحماية الأرواح والممتلكات على إثر السقوط
المسرحي لجهاز الشرطة! وكانت الدعوة السلفية بين من شكلوا هذه اللجان في
المحافظات الرئيسية وبتوجيه وتنسيق مباشر مع الجيش! ولكن في إحدى مناطق
الإسكندرية كانت هناك لجنة شعبية مميزة جدا يتحاكى عنها الناس! كانت اللجنة
التي يديرها الشيخ «حمادة صقر» رحمه الله وغفر له! ولم يكن مصدر تميزها
إلا أن الشيخ «حمادة» كان يقف في لجنته بالكلاشنكوف علانية!
«منتصف 2011»كان
«حمادة صقر» قد قُتل بـ 4 رصاصات في الصدر أثناء حكمه في جلسة عرفية بين
عائلتين؛ لم يرض بحكمه شاب من العائلة التي حكم عليها «حمادة» فأخرج من
طيات ثيابه طبنجة وقتله وفرّ هاربا!
و بدأت العروض...
عروض مغرية
لشباب سلفي يشتركون في صفتين: محبون للصدام وصعب السيطرة عليهم دون تفريغ
طاقاتهم، وكذلك هم في أزمات مالية.. وكنت إضافيا عليهم لأني من أسرة
عسكرية!
و كان العرض واضحا مباشرا جدا: «سيتم تدريبك على أيدي ضباط
صاعقة ليتم استخدامك مع زملائك في لجان شعبية مسلحة تنزل مع الجيش إذا لزم
الأمر وضد أي فئة تثير القلاقل».. ورفضتُ! بينما قبل بذلك آخرون كانوا
جميعا تلامذة للأخ القتيل «حمادة صقر» ورغم أن الجيش رفض التدخل للقبض على
قاتله؛ ولم يعط أي اعتبار لأسرته التي أدامت حضور أي تظاهرة جرت في
الإسكندرية حينها لترفع صورته وتطلب القصاص من قاتله! بل كانت الدعوة
السلفية ترفض اصطحاب أخته إلى داخل المنطقة الشمالية العسكرية لتحدث أي
مسؤول يدلها على مكان قاتله الهارب؛ رغم أن قيادات الدعوة كانت خارجة داخلة
من المنطقة الشمالية كأنه نادٍ أو محل عمل! رغم ذلك فقد استغل الجيش
واستغلت الدعوة تاريخ «حمادة» واستغلوا تلامذته استغلالا تاما!
فمن
ذلك الاستغلال: اشتراك بعض تلامذته بمنطقة بحري في حملاتٍ أمنية غير رسمية
على تجار المخدرات! فكانوا يطلقون النار جنبا إلى جنب مع بعض ضباط الجيش
بثياب مدنية! ويقبضون على التجار ويسلمونهم للجيش.. أحياء بالطبع! لأن
الشرط كان التصويب على الأيدي والأذرع فقط! فتاجر المخدرات فرد صالح في
المجتمع من حقه الحياة!
و من ذلك الاستغلال: اشتراك بعض تلامذته في
حماية مديرية الأمن بالإسكندرية من المتظاهرين السلميين والتعدي عليهم
بالضرب وسحب أشرطة كاميرات الفيديو! وقد أتاني أمرٌ هاتفيٌّ مباشر من شيخي
بأن أشترك في هذه الحماية.. لكنني ذهبت إلى هناك وسحبتُ كل من أعرفهم من
السلفيين بعيدًا عن هذه المهزلة وكنت شاهد عيان عليها! وكان هذا قبل أيام
من مقتل «السنوسي» عضو حزب التيار المصري برصاصة قناصة أتت من على سطح
المديرية!
ثم تم الدفع برجال من هذه المجموعة إلى ليبيا للتدريب في
معسكرات هناك تحت ستار «الإغاثة» التي كانت هي الأخرى ستارا لدعم انفصال
شرق ليبيا! ولم يستمر التدريب والتجسس طويلا لأن الثوار طردوهم بعد
مناقشتهم في بعض المسائل العقدية! وفشلت هذه المجموعة في إيجاد طريق لهذا
الأمر في الصومال! لكنه تطور في سوريا إلى إنشاء كتيبتين تقاتلان إلى جوار
«أحرار الشام» وتبثان سموم الفتنة بين أطياف المجاهدين! ولستُ أزعم أن كل
هذه المجموعة التي خرجت من تحت يدي «حمادة صقر» هم من الفاسدين وبلطجية
النظام! ولكنني أشهد أن ممن قضى نحبه منهم من أرجو شفاعته يوم القيامة! وأن
منهم الصادقين الذين شاركوا بنوايا حسنة ولا يعلمون ماذا أريد بهم! لكن
أغلب هؤلاء الصالحين قد لقوا وجه ربهم في طريق ليبيا أو في سوريا ولم يبق
إلا من هم متعرضون للفتنة في دينهم لأن برهامي ومن معه سيشعلون بهم حربا
أهلية ويجعلونهم في فوهة المدفع وفي الصفوف الأولى يقتلون إخوانهم
الإسلاميين من إخوان وغيرهم من مناهضي الانقلاب! وذلك ليتخلص الطاغوت من
الفريقين! فيغسل يده من «الدعوة السلفية» بعد أن استخدمها في شرعنة
الانقلاب! ويضرب مناهضي الانقلاب ضربة توجع القلب قبل أن توجع البدن! فليس
يوجع القلب مثل خيانة صديق الأمس وابن جلدتنا!
لن أصرح في هذه
المقالة بأسماء من هم على قيد الحياة من هذه المجموعة ولا باسم الشيخ الذي
عرض عليّ عرض التدريب العسكري.. رجاء أن يتوبوا إلى الله من موالاة الطاغوت
ويضعوا قوتهم في خدمة الله وعباد الله! وإني لأعرفهم واحدا واحدا
ويعرفونني! فأكثرهم كان يعمل معي يوم مليونية 29/7/2011 بميدان التحرير
التي أطلق عليها إعلام الفلول «مليونية قندهار»! كانوا يعملون تحت يدي
حينها في تأمين المتظاهرين الإسلاميين بشتى أصنافهم: السلفي والجهادي
والإخواني! فلست أريد لهم أن يقتلوا غدا من قاموا بتأمينهم بالأمس!
ربما
خرجت في مقالتي هذه عن أسلوب المقالة والتقرير إلى أسلوب النصيحة
والمناشدة! لكنني أرى الأمر هكذا يجب أن يكون! فالقادم خطيرٌ إذا استمرت
الأوضاع على ما هي عليه وتُركت الدعوة السلفية تنحط إلى دركة قتل المسلمين
باليد بعد أن قتلونا باللسان متآمرين مع السيسي وتواضروس والبرادعي والطيب
يوم 3/7/2013 يوم بيان الانقلاب!
لكنني وبكل تأكيد لن أتورع عن
التصريح بل والمجاهدة! إذا ما حملوا السلاح فصاروا من جند الطاغوت في
خندقهم وفي حكمهم. والله المستعان.