أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن حالة الانسداد السياسي التي تعانيها مصر نتيجة القمع الذي يمارسه عبد الفتاح السيسي، والذي طال حتى أركان نظامه ستؤدي إلى انهيار النظام من الداخل.
وذكرت الصحيفة، في تقرير اليوم الأربعاء، أن الوضع في مصر الآن أشبه بحلة ضغط ضخمة ليس لها صمام أمان. وعندما يحين موعد انفجارها في النهاية سيطول الأذى الجميع، مؤكدة أن “موت السياسة يُزعزع استقرار النظام”.
وقال الناشط السياسي محمد سلطان والناشطة آية حجازي إن مصر منذ منتصف عام 2013 أصبحت تحت حكم السيسي أصبحت ثقبًا أسود لحقوق الإنسان، والحكم الديمقراطي، وسيادة القانون. لكنَّ حملة القمع التي يُشنها الآن ستصل إلى حكومته نفسها.
واستطرد “باعتقال عنان، أطاح السيسي بمنافسه الأخير في الانتخابات الرئاسية المصرية، والمُقرر انعقادها في 26 مارس 2018. ففي وقتٍ سابقٍ من العام الجاري (2018)، تراجع رئيس الوزراء المصري الأسبق، أحمد شفيق، بعد أسابيعَ قليلةٍ من إعلانه الترشح، وعلى ما يبدو فإنَّ الأمر جرى تحت ضغوطٍ شديدة من النظام.
وانسحب كذلك محمد أنور السادات، ابن شقيق الرئيس الأسبق أنور السادات، وخالد على وهو محامٍ مناصر لقضايا حقوق الإنسان. فضلاً عن اعتقال عبد المنعم أبو الفتوح، الذي يرأس الآن حزب مصر القوية، في وقتٍ سابقٍ من الشهر الجاري بعد عودته من رحلةٍ إلى لندن.
وحسب التقرير أن القضاء على منافسي السيسي الأكثر خطرًا في الحملة الانتخابية، جعل العديد من المصريين يتساءلون عن جدوى التصويت في الانتخابات القادمة.
وتابع الناشطان: “بإغلاق كل طريقٍ للتغيير السلمي، أرسل السيسي رسالةً حادة إلى مصر وبقية العالم تُفيد بأنَّ الديمقراطية لم يعد لها مكانٌ في بلاده، وأنَّ القوة الغاشمة هي الرد الوحيد والممكن على أي صورة من صور المعارضة والانتقاد. وحتى مهزلة الانتخابات تنحت جانبا”.
وأضاف التقرير: “هناك قولٌ قديم يفيد بأنَّ “فاقد الشيء لا يُعطيه”، فلا يمكن للسيسي المساعدة في إرساء السلام والاستقرار بمنطقةٍ مضطربة في حين فشل في منحهما لبلاده. وقد أدَّت حالة شعوره بعدم الأمان والذعر إلى تحويل مصر لطنجرة ضغط ضخمة ليس لها صمام أمان. وعندما يحين موعد انفجارها في النهاية، سيطول الأذى الجميع. موت السياسة يُزعزع استقرار النظام”.