الأربعاء، 24 يوليو 2013

حمد فهمى" يكتب : تحليل خطاب السيسى



حمد فهمى" يكتب : تحليل خطاب السيسى

الخطاب في مجمله ومختصره، يدل على أن:
الرفض الشعبي للانقلاب يتنامي بصورة ربما نحن أنفسنا لم نرصدها جيدا..
وأن الاحتجاج أوشك بالفعل أن يدخل في مرحلة الحسم السلمي واقترب من تحقيق أهدافه، وإجبارهم على الاستجابة للمطالب أو لأهمها على الأقل، لذلك يفكرون حاليا في "الخيار شمشون"..

المشكلة هنا أن المشهد يوم الجمعة سيمثل طرفين/
الأول: مدعوم بكافة وسائل الإعلام، وحرية الحركة والحشد على الأرض..
الثاني: مكبل مقيد، مهاجم من كافة وسائل الإعلام، بينما وسائل الإعلام المؤيدة له مغلقة، وحشوده يتم حصارها وتقييد حركتها والاعتداء عليها..
هل هذه هي العدالة الانتقالية التي يتحدث عنها البرادعي؟..
هذه مباراة بين مصارعين، أحدهما مكبل بالحديد، والآخر مطلق السراح يحمل بيديه مطرقة، ويصيح في خصمه: سأهزمك..
حتى مع ذلك فإن صورة المشهد ستعكس حالة انقسام واضحة لا يمكن معها بحال أن يُقال أن احتشاد البعض، يعني تفويضا بقمع البعض الآخر..

نقطة أخرى مهمة، هي أن الدعوة للحشد تنطوي دائما على "رهان"، فقد يستجيب الناس وقد لا يستجيبون بالدرجة الكافية، فماذا يعني ذلك؟..
يعني أحد أمرين، إما الثقة المطلقة في نزول الحشود المدعومة بإخراج هوليودي كما حدث في 30 يونيو، وهنا تكون الدعوة للحشد مجرد إجراء تكتيكي غير مقصود لذاته، وإنما هدفه تغطية قرار تم اتخاذه بقمع القوى الإسلامية وتصفية الاعتصامات..
وإما: المغامرة، وهنا نتساءل، ماذا سيحدث لو ظهر للكافة أن الحشد ضعيف أو دون المتوقع؟.. سؤال مهم..

لا أتصور أبدا كيف يتحدث السيسي عن طرف ناسبا إليه مواقف وأقوال، بينما هذا الطرف ممنوع من الكلام والتواصل المباشر مع الناس وعرض وجهة نظره..
مبارك نفسه لم يتعرض لذلك، بل تُرِك في قصره يقابل ويلتقي بمن يريد، وحتى مع بدء توجيه الاتهامات إليه، ظل فترة في قصره، وبعث بتصريحات إلى قناة العربية يهدد فيه من يتهمه بالفساد..

أعتقد أن خطوة "التفويض عن طريق الحشد" هذه، كان يراد التمهيد لها بصورة أكثر عمقا، ليبدو الدافع لها قويا، لكن ذلك لم يحدث، بالتالي هي خطوة مقطوعة في الهواء، ولا يمكن بحال أن ينبني عليها قدرة حقيقية على إنهاء الحالة الثورية الرافضة للانقلاب في الشارع- إن شاء الله..
وأخيرا..
هل من شك الآن بأن ما حدث كان انقلابا عسكريا؟.
عشرين يوما تفصل ما بين احتياج السيسي لرفقة متنوعة يتشاور معها ويظهر بجوارها وهو يصدر البيان الأول، وبين خروجه منفردا لمطالبة الشعب بتفويضه، ثم تصدر "الرفقة" بيانات التأييد لاحقا..
فماذا بعد شهر أو شهرين أو عام؟..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...