تمت مشاركة صورة الصفحة الرسمية للجبهة السلفية بمصر من قبل Gomaa Elshoal.
محمد إلهامي ||
ملاحظات عن استقالة #البرادعي ولهجة #أوباما الأقل رقة..
الوضع ببساطة:
1. ثبت أن #مرسي كان خطرا على المشروع الأمريكي، وأن التفاهم معه لم يفلح ولم يجدوا بدا من إزاحته.
2. #العسكر هم الحليف الأقوى والأهم، وهو النواة الصلبة للنظام، وهم قوم -كما قال الإسرائيليون والأمريكان أنفسهم- يعتبرون ثمرة 30 سنة من العمل، ويستحقون الاستثمار فيهم ولا يمكن أن يفكروا في تهديد المصالح الأمريكية.
3. لكن أمريكا تحب "الوجه المدني"، وذلك ليكون لها خطوط مفتوحة مع أكثر من طرف في البلد، فتضغط بكل منهما على الآخر، وتلاعب الآخر بكل منهما.. فتضغط بالمدني على العسكري كما ويكون العسكري هو خط حماية النظام الذي يتحرك حين يشاءون التخلص من المدني كما حدث مع مبارك ثم مع مرسي.
والوجه المدني الأمريكي الذي يجري إعداده منذ سنوات هو البرادعي
(لاحظ أن البرادعي برغم انهيار كل مواهب الزعامة والرئاسة جرت له حملات تلميع رهيبة منذ ما قبل الثورة، وكل الإعلاميين -حتى اليساريين- كانوا يلمعون البرادعي ويعظمونه).
4. ولهذا كان البرادعي غير مرحب به لا من مبارك ولا من طنطاوي وعنان، ولا حتى الآن من السيسي.. لأنه بديل مدعوم أمريكيا.
5. البرادعي من جانبه وفي زلة لسان خطيرة في مارس 2011 صرح بما مفاده أن يهتم الجيش بالأخطار المستقبلية مثل مكافحة الإرهاب.
وفي حين ارتاع المخلصون جميعا من هذه الدعوة لتغيير العقيدة القتالية للجيش المصري كان ارتياع العسكر لأمر آخر (لأن العقيدة القتالية متغيرة بالفعل منذ ما بعد كامب ديفيد، والولاء لإسرائيل يزداد رسوخا والعداء للإسلاميين والمقاومة يزداد توحشا)
ما ارتاع له العسكر أن دعوة البرادعي هذه مآلها تفتيت الجيش وتغيير هيكله من جيش نظامي مقاتل إلى وحدات مكافحة إرهاب متخصصة، وهذا يعني "تفتيت مملكة العسكر"، وهو ما لا يمكن أن يقبله طنطاوي أو عنان أو السيسي أو أي قيادة عسكرية ذاقت طعم المال الكثير والنفوذ الكبير.
6. السيسي لم يكن ليقدم على انقلاب عسكري إلا بإرضاء كل الأطراف إلى أقصى حد، فكان من ضمن الإرضاء للأمريكان أن يأتي بالبرادعي (بالطبع: مهندس الانقلاب الأول هم الأمريكان)
7. لكن السيسي الذي عاش وهم الزعامة الناصرية لم يكن ليستقر له الحال مع رجل يعيش أحلام الزعامة هو الآخر منذ سنوات، وبذل مجهودا مضنيا -كما قال هو بنفسه- مع الغربيين لإقناعهم بإزاحة مرسي.. السيسي يريد نفسه فرعونا كما كان عبد الناصر والبرادعي يريد صلاحيات كاملة.. وهذا هو سر الهجوم على البرادعي في وسائل الإعلام المصرية.
8. لا البرادعي ولا السيسي توقعا أن يصمد الإخوان إلى هذا الحد ولا أن يتسع الرفض الجماهيري إلى هذه الدرجة.. والسيسي هو الذي في وجه المدفع، وهو الرجل الأقوى بعسكره، بينما البرادعي "الدبلوماسي" لا يملك شيئا إلا العلاقات.. وفي ظل هذا الوضع المعقد دخل البرادعي على خط حل الأزمة سلميا و دبلوماسيا.. لكن أي حل سلمي للأزمة سيعني انتهاء السيسي.. لهذا أقدم السيسي على الحل العسكري الدموي لقطع الطريق على أي حل يمكن أن يودي به.
9. في هذه اللحظة أيقن البرادعي أنه قد انتهى، وأن السيسي إن نجح فلا مكان للبرادعي كما أنه إذا فشل فالبرادعي سيكون شريكا في الفشل.. فكانت الاستقالة حركة ذكية، وهي ككل حركات البرادعي الذي لم يخض أي معركة لم يضمن نجاحها (مثل كل انتخابات قاطعها وانسحب منها قبل بدايتها).
10. الغرب متفق على دعم الانقلاب والتخلص من الإخوان، وردود أفعالهم كلها تحاول "تحجيم العسكر" واستعادة "الوجه المدني" في أقرب وقت، بينما السيسي منطلق إلى غايته الفرعونية الناصرية الجديدة.. لهذا لم يعامله الغرب بحفاوة شديدة كما كان متوقعا، وقد بدا منه هذا الاستغراب في حواره مع الواشنطن بوست، فهو لم يخف اندهاشه من أن أمريكا التي كانت مطلعة على كل التفاصيل لا تتعامل معه كما هو لائق، وأن أوباما لم يتصل به حتى الآن!
وبعد هذه المذبحة الرهيبة التي لم تحدث في مصر منذ ألف سنة تقريبا (على قدر علمي بالتاريخ لا أجد مثيلا لهذه المذبحة إلا حين أمر شاور -الوزير الفاطمي الفاسد- بإحراق القاهرة لهدم المعبد على رأس الجميع، أو من قبله حين أطلق الحاكم بأمر الله عسكره يذبحون الناس في الشوارع لما بدا منهم من تمرد عليه، فصار عسكره يقتلون الناس في المساجد والدور والشوارع وكل مكان طالته أيديهم).. أقول: بعد هذه المذبحة الرهيبة تكلم أوباما للمرة الأولى بلهجة أقل رقة تجاه السيسي، وألغى مناورات النجم الساطع، ولا أحسب هذا إلا محاولة لتحجيم طموحه لا أكثر.. فالخطاب لم يمس الانقلاب ولا الوضع بعد 30 يونيو بسوء.
11. الخلاصة: الشعب المصري، وفي قلبه الإسلاميون، ليس لهم من نصير.. وما بين الفرقاء من خلاف إنما هو حول غنائم ما بعد المعركة، وكلهم متفقون على تثبيت وضع الانقلاب وإنهاء صفحة الديمقراطية المصرية.. وهو ما يعني أنه لا ملجأ إلا الله!
الله وحده هو من يحرك القلوب، ويصرف الأقدار، ويثبت الذين آمنوا، ويلقي الرعب في قلوب الذين كفروا..
والمعركة معركة حياة أو موت.. السيسي بعد كل ما فعل لن يقبل إلا أن يكون الحاكم بأمره في مصر، ومن تجرأ على قتل الآلاف لن يتردد في اعتقال وقتل عشرات الآلاف إن مرت هذه المذبحة بلا مقاومة.
اللهم ثبتنا.. وانصرنا.. وأنزل علينا السكينة.. وألهمنا رشدنا.
AM
ملاحظات عن استقالة #البرادعي ولهجة #أوباما الأقل رقة..
الوضع ببساطة:
1. ثبت أن #مرسي كان خطرا على المشروع الأمريكي، وأن التفاهم معه لم يفلح ولم يجدوا بدا من إزاحته.
2. #العسكر هم الحليف الأقوى والأهم، وهو النواة الصلبة للنظام، وهم قوم -كما قال الإسرائيليون والأمريكان أنفسهم- يعتبرون ثمرة 30 سنة من العمل، ويستحقون الاستثمار فيهم ولا يمكن أن يفكروا في تهديد المصالح الأمريكية.
3. لكن أمريكا تحب "الوجه المدني"، وذلك ليكون لها خطوط مفتوحة مع أكثر من طرف في البلد، فتضغط بكل منهما على الآخر، وتلاعب الآخر بكل منهما.. فتضغط بالمدني على العسكري كما ويكون العسكري هو خط حماية النظام الذي يتحرك حين يشاءون التخلص من المدني كما حدث مع مبارك ثم مع مرسي.
والوجه المدني الأمريكي الذي يجري إعداده منذ سنوات هو البرادعي
(لاحظ أن البرادعي برغم انهيار كل مواهب الزعامة والرئاسة جرت له حملات تلميع رهيبة منذ ما قبل الثورة، وكل الإعلاميين -حتى اليساريين- كانوا يلمعون البرادعي ويعظمونه).
4. ولهذا كان البرادعي غير مرحب به لا من مبارك ولا من طنطاوي وعنان، ولا حتى الآن من السيسي.. لأنه بديل مدعوم أمريكيا.
5. البرادعي من جانبه وفي زلة لسان خطيرة في مارس 2011 صرح بما مفاده أن يهتم الجيش بالأخطار المستقبلية مثل مكافحة الإرهاب.
وفي حين ارتاع المخلصون جميعا من هذه الدعوة لتغيير العقيدة القتالية للجيش المصري كان ارتياع العسكر لأمر آخر (لأن العقيدة القتالية متغيرة بالفعل منذ ما بعد كامب ديفيد، والولاء لإسرائيل يزداد رسوخا والعداء للإسلاميين والمقاومة يزداد توحشا)
ما ارتاع له العسكر أن دعوة البرادعي هذه مآلها تفتيت الجيش وتغيير هيكله من جيش نظامي مقاتل إلى وحدات مكافحة إرهاب متخصصة، وهذا يعني "تفتيت مملكة العسكر"، وهو ما لا يمكن أن يقبله طنطاوي أو عنان أو السيسي أو أي قيادة عسكرية ذاقت طعم المال الكثير والنفوذ الكبير.
6. السيسي لم يكن ليقدم على انقلاب عسكري إلا بإرضاء كل الأطراف إلى أقصى حد، فكان من ضمن الإرضاء للأمريكان أن يأتي بالبرادعي (بالطبع: مهندس الانقلاب الأول هم الأمريكان)
7. لكن السيسي الذي عاش وهم الزعامة الناصرية لم يكن ليستقر له الحال مع رجل يعيش أحلام الزعامة هو الآخر منذ سنوات، وبذل مجهودا مضنيا -كما قال هو بنفسه- مع الغربيين لإقناعهم بإزاحة مرسي.. السيسي يريد نفسه فرعونا كما كان عبد الناصر والبرادعي يريد صلاحيات كاملة.. وهذا هو سر الهجوم على البرادعي في وسائل الإعلام المصرية.
8. لا البرادعي ولا السيسي توقعا أن يصمد الإخوان إلى هذا الحد ولا أن يتسع الرفض الجماهيري إلى هذه الدرجة.. والسيسي هو الذي في وجه المدفع، وهو الرجل الأقوى بعسكره، بينما البرادعي "الدبلوماسي" لا يملك شيئا إلا العلاقات.. وفي ظل هذا الوضع المعقد دخل البرادعي على خط حل الأزمة سلميا و دبلوماسيا.. لكن أي حل سلمي للأزمة سيعني انتهاء السيسي.. لهذا أقدم السيسي على الحل العسكري الدموي لقطع الطريق على أي حل يمكن أن يودي به.
9. في هذه اللحظة أيقن البرادعي أنه قد انتهى، وأن السيسي إن نجح فلا مكان للبرادعي كما أنه إذا فشل فالبرادعي سيكون شريكا في الفشل.. فكانت الاستقالة حركة ذكية، وهي ككل حركات البرادعي الذي لم يخض أي معركة لم يضمن نجاحها (مثل كل انتخابات قاطعها وانسحب منها قبل بدايتها).
10. الغرب متفق على دعم الانقلاب والتخلص من الإخوان، وردود أفعالهم كلها تحاول "تحجيم العسكر" واستعادة "الوجه المدني" في أقرب وقت، بينما السيسي منطلق إلى غايته الفرعونية الناصرية الجديدة.. لهذا لم يعامله الغرب بحفاوة شديدة كما كان متوقعا، وقد بدا منه هذا الاستغراب في حواره مع الواشنطن بوست، فهو لم يخف اندهاشه من أن أمريكا التي كانت مطلعة على كل التفاصيل لا تتعامل معه كما هو لائق، وأن أوباما لم يتصل به حتى الآن!
وبعد هذه المذبحة الرهيبة التي لم تحدث في مصر منذ ألف سنة تقريبا (على قدر علمي بالتاريخ لا أجد مثيلا لهذه المذبحة إلا حين أمر شاور -الوزير الفاطمي الفاسد- بإحراق القاهرة لهدم المعبد على رأس الجميع، أو من قبله حين أطلق الحاكم بأمر الله عسكره يذبحون الناس في الشوارع لما بدا منهم من تمرد عليه، فصار عسكره يقتلون الناس في المساجد والدور والشوارع وكل مكان طالته أيديهم).. أقول: بعد هذه المذبحة الرهيبة تكلم أوباما للمرة الأولى بلهجة أقل رقة تجاه السيسي، وألغى مناورات النجم الساطع، ولا أحسب هذا إلا محاولة لتحجيم طموحه لا أكثر.. فالخطاب لم يمس الانقلاب ولا الوضع بعد 30 يونيو بسوء.
11. الخلاصة: الشعب المصري، وفي قلبه الإسلاميون، ليس لهم من نصير.. وما بين الفرقاء من خلاف إنما هو حول غنائم ما بعد المعركة، وكلهم متفقون على تثبيت وضع الانقلاب وإنهاء صفحة الديمقراطية المصرية.. وهو ما يعني أنه لا ملجأ إلا الله!
الله وحده هو من يحرك القلوب، ويصرف الأقدار، ويثبت الذين آمنوا، ويلقي الرعب في قلوب الذين كفروا..
والمعركة معركة حياة أو موت.. السيسي بعد كل ما فعل لن يقبل إلا أن يكون الحاكم بأمره في مصر، ومن تجرأ على قتل الآلاف لن يتردد في اعتقال وقتل عشرات الآلاف إن مرت هذه المذبحة بلا مقاومة.
اللهم ثبتنا.. وانصرنا.. وأنزل علينا السكينة.. وألهمنا رشدنا.
AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق