شيخ الأزهر والمبادرة والكماشة والحدوة
وائل قنديل
12/08/2013 - 3:53pm
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
يطرح شيخ الأزهر العائد من محاولة اعتكاف- يطرح مبادرة لكنها ليست مبادرة، وطريقا لحل المأزق لكن ما هو بطريق.
والمفهوم حتى الآن في دخول شيخ الأزهر من جديد على خط التفاعلات السياسية أن الأزهر لا يمتلك مبادرة واضحة ومحددة لكنه يريد أن يقوم بدور "مكتب تنسيق المبادرات" وحسب الدكتور محمد مهنا مستشار الشيخ فإن الأخير يدعو كل أصحاب مبادرات حل الأزمة المستحكمة إلى الاجتماع في رحاب المشيخة للدخول في حوار.
والمتاح من المعلومات يقول إنه حتى مساء أمس الأول السبت فإن أحدا ممن قدموا مبادرات للحل لم يعرف شيئا عن الطرح الجديد للدكتور أحمد الطيب، ولم يحدث تواصل أو اتصال معه، ولعل أبرز المبادرات التي طرحت مؤخرا تلك التي شارك في بلورتها مجموعة من المفكرين والسياسيين والقانونيين المحترمين وعرفت باسم مبادرة الدكتور سليم العوا، مع المستشار طارق البشرى والأستاذ فهمي هويدي والدكتور سيف الدين عبد الفتاح، والذي كشف في مداخلة على قناة الجزيرة مباشر مصر مساء أمس الأول أن الدكتور سليم العوا لا يعلم شيئا عن تحرك شيخ الأزهر الجديد، نافيا ما نشر عن اتصالات من جانب الأزهر بهذا الشأن.
إن الإعلان عن تحرك سياسي جديد لشيخ الأزهر يأتي متزامنا مع الإعلان عن الخطط والتحركات الأمنية لاقتحام اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر وفضهما بالقوة من خلال ما يسمى خطة "حدوة الحصان والكماشة" والخوف كل الخوف من أن تكون ما تسمى "مبادرة الأزهر" كماشة سياسية أخرى يراد من طرحها أن يرفضها المتمسكون بالشرعية، فيظهرون أمام الجميع كمعطلين للحلول السلمية، ومن ثم يجب ألا يعترض أحد على اللجوء للقوة في التعامل مع الاعتصامات.
ويدهشك أنه في اللحظة التي لم يكن فيها الأزهر قد بدأ اتصالاته لترويج مبادرته بعد، وقبل أن يعرف أحد لهذه المبادرة رأسا من قدم، بدأت جوقة الانقلاب تؤدي لحنا واحدا لنص واحد يقول لا توجد حجة تحول دون فض الاعتصامات بالقوة بعد رفض الإخوان لمبادرة شيخ الأزهر.. وكأن الهدف الأول والأخير للمبادرة أن يرفضها قيادات الاعتصام، كون شيخ الأزهر طرفا فيما جرى في ٣ يوليو ومن ثم لا يعتبر وسيطا محايدا، ومن ثم يتوافر غطاء شرعي لارتكاب مجازر أخرى حال البدء في شن حرب "الحدوة والكماشة" على المعتصمين.
لقد لوح شيخ الأزهر بالاعتكاف حين سقط أكثر من خمسين شهيدا في مذبحة الحرس الجمهوري، احتجاجًا على إراقة الدماء، ثم أريقت دماء أكثر من ١٢٠ شهيدا آخرين في مجزرة طريق النصر، وانتظرنا بعدها الإمام ليطلق صرخة الانسحاب التام من المشهد، غير أنه يظهر الآن مجددا بمبادرة على هامش "حرب الفض المقدسة".
لقد غضب مستشار شيخ الأزهر حين قلت له: أربأ بالأزهر الكبير أن يستخدم اسمه في تبرير مذبحة يجري الإعداد لها ضد معارضين مصريين، كما استخدم في توفير غطاء شرعي للانقلاب..
وأكرر: إذا لم يكن البند الأول في مبادرة الإمام هو صون دماء المعتصمين وحماية حقوقهم في التظاهر، فإنها ستكون كمينا وليست مبادرة.
وائل قنديل
12/08/2013 - 3:53pm
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
يطرح شيخ الأزهر العائد من محاولة اعتكاف- يطرح مبادرة لكنها ليست مبادرة، وطريقا لحل المأزق لكن ما هو بطريق.
والمفهوم حتى الآن في دخول شيخ الأزهر من جديد على خط التفاعلات السياسية أن الأزهر لا يمتلك مبادرة واضحة ومحددة لكنه يريد أن يقوم بدور "مكتب تنسيق المبادرات" وحسب الدكتور محمد مهنا مستشار الشيخ فإن الأخير يدعو كل أصحاب مبادرات حل الأزمة المستحكمة إلى الاجتماع في رحاب المشيخة للدخول في حوار.
والمتاح من المعلومات يقول إنه حتى مساء أمس الأول السبت فإن أحدا ممن قدموا مبادرات للحل لم يعرف شيئا عن الطرح الجديد للدكتور أحمد الطيب، ولم يحدث تواصل أو اتصال معه، ولعل أبرز المبادرات التي طرحت مؤخرا تلك التي شارك في بلورتها مجموعة من المفكرين والسياسيين والقانونيين المحترمين وعرفت باسم مبادرة الدكتور سليم العوا، مع المستشار طارق البشرى والأستاذ فهمي هويدي والدكتور سيف الدين عبد الفتاح، والذي كشف في مداخلة على قناة الجزيرة مباشر مصر مساء أمس الأول أن الدكتور سليم العوا لا يعلم شيئا عن تحرك شيخ الأزهر الجديد، نافيا ما نشر عن اتصالات من جانب الأزهر بهذا الشأن.
إن الإعلان عن تحرك سياسي جديد لشيخ الأزهر يأتي متزامنا مع الإعلان عن الخطط والتحركات الأمنية لاقتحام اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر وفضهما بالقوة من خلال ما يسمى خطة "حدوة الحصان والكماشة" والخوف كل الخوف من أن تكون ما تسمى "مبادرة الأزهر" كماشة سياسية أخرى يراد من طرحها أن يرفضها المتمسكون بالشرعية، فيظهرون أمام الجميع كمعطلين للحلول السلمية، ومن ثم يجب ألا يعترض أحد على اللجوء للقوة في التعامل مع الاعتصامات.
ويدهشك أنه في اللحظة التي لم يكن فيها الأزهر قد بدأ اتصالاته لترويج مبادرته بعد، وقبل أن يعرف أحد لهذه المبادرة رأسا من قدم، بدأت جوقة الانقلاب تؤدي لحنا واحدا لنص واحد يقول لا توجد حجة تحول دون فض الاعتصامات بالقوة بعد رفض الإخوان لمبادرة شيخ الأزهر.. وكأن الهدف الأول والأخير للمبادرة أن يرفضها قيادات الاعتصام، كون شيخ الأزهر طرفا فيما جرى في ٣ يوليو ومن ثم لا يعتبر وسيطا محايدا، ومن ثم يتوافر غطاء شرعي لارتكاب مجازر أخرى حال البدء في شن حرب "الحدوة والكماشة" على المعتصمين.
لقد لوح شيخ الأزهر بالاعتكاف حين سقط أكثر من خمسين شهيدا في مذبحة الحرس الجمهوري، احتجاجًا على إراقة الدماء، ثم أريقت دماء أكثر من ١٢٠ شهيدا آخرين في مجزرة طريق النصر، وانتظرنا بعدها الإمام ليطلق صرخة الانسحاب التام من المشهد، غير أنه يظهر الآن مجددا بمبادرة على هامش "حرب الفض المقدسة".
لقد غضب مستشار شيخ الأزهر حين قلت له: أربأ بالأزهر الكبير أن يستخدم اسمه في تبرير مذبحة يجري الإعداد لها ضد معارضين مصريين، كما استخدم في توفير غطاء شرعي للانقلاب..
وأكرر: إذا لم يكن البند الأول في مبادرة الإمام هو صون دماء المعتصمين وحماية حقوقهم في التظاهر، فإنها ستكون كمينا وليست مبادرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق