ت
في ذكرى هلاك ناصر ..
من مذكرات زينب الغزالى فى معتقلات الطاغية جمال عبد الناصر ..
في زنزانة الماء ظللت حتى جاء اليوم السادس . . وفى ضحى اليوم أخرجوني من الماء إلى الزنزانة المجاورة ، فتوترت أعصابي انتظارا
لما سيحدث . . فقد مرت بي في هذه الزنزانة ألوان من العذاب . فوضت أمري إلى الله ، وجلست مستندة إلى حائط الزنزانة . .
أحسست بأشياء تتحرك ،فرفعت رأسي إليها، فإذا بخيوط متصلة من الفئران تترل من النافذة كان أحدا يفرغها من كيس ! !
أخذتني رعدة شديدة، وشعرت برعب مريع ! ! . . أخذت أردد اللهم اصرف عنى السوء بما شئت وكيف شئت “.. ورددت
هذا الدعاء، حتى سمعت أذان الظهر، فتيممت وصليت وجلست أختم صلاتي، وأذكر الله حتى أذان العصر فأديت صلاته . .
وهنا دخل الوحش صفوت الروبي. . كانت الفئران قد انصرفت من النافذة من حيث أفرغت ولم يتبق إلا فأر أو اثنان ! ! دارت
عيناه في أنحاء الزنزانة في نظرات دهشة، وارتسمت على وجهه ألف علامة تعجب ! !
وكأن ذلك قد عز عليه ، فانصرف يسب ويلعن تلاحقه خيبة الأمل ! ! . . وأعادني إلى زنزانة الماء ، ثم عاد ومعه الضابط رياض
.
وقف رياض خارج الزنزانة في محاولة يائسة لإقناعي لأقول بأن تنظيم الإخوان كان يهدف إلى قتل عبد الناصر والاستيلاء على
السلطة بعد قلب نظام عبد الناصر . . فقلت له : هذا كذب وافتراء. وما كنا نجتمع إلا لنتدارس كتاب الله وسنة رسوله ، وتربية
جيل مسلم يفقه الإسلام ، ويعمل لقيام دولته .
فقال : أنت مصرة على هذا؟ ستعرفين كيف يكون العذاب من الآن . . إن كل ما مر عليك يعتبر محاولات إلى جانب ما سيأتي .
وذهب وبقيت أنا في الماء ..!! ثمانية أيام وأنا على هذه الحال ، حتى بلغ بي الإرهاق والإجهاد درجة تفوق كل احتمال .
وبدا ذلك واضحا على صحتي التي وصلت إلى حال يرثى لها! !
وفى اليوم التاسع جاء رياض ومعه صفوت وضابط آخر في زيه الرسمي . وأخرجوني من الماء .
بدأ رياض يهددني بأن هذه المرة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ نفسي، فإما أن أعترف كما يريدون ، وأما الخلاص مني نهائيا .
وقال : أنت فاهمة ربكم عنده جهنم صحيح ؟ ! جهنم هنا عند عبد الناصر . . الجنة عند عبد الناصر جنة موجودة حقيقية . .
وليست جنة وهمية خيالية مثل ا لتي يعدكم ا ربكم إ ! “ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا “ الكهف .
ثم أخرجوني من الماء إلى الزنزانة المجاورة وأغلقوها ثم انصرفوا . . وفزعت إلى الله في صلاتي؟ أطلب منه أن يصرف عنى شر
هؤلاء، كنت في صلاتي عندما دخل الزنزانة عدد من الجند يزيد على ال عشرة ومعهم ضابط بزيه الرسمي . ثم انضم إليهم حمزة
البسيوني ، وصفوت الروبي .
قال صفوت لحمزة البسيوني : أوامرك يا باشا في بنت ال . . فقال حمزة البسيوني للجند: ماذا شربتم ؟!
فقالوا : شاي يا معالي الباشا . . . فقال : شاي يا أولاد الكلب . . خذهم يا صفوت اسق كل واحد منهم زجاجة خمر، وأن
يدخنوا الحشيش ، وأطعمهم كل ما يشتهون ، ثم ارم لهم بنت ال . . ولهم عندي إجازة ومكافأة !!
#الطوفان_القادم
في ذكرى هلاك ناصر ..
من مذكرات زينب الغزالى فى معتقلات الطاغية جمال عبد الناصر ..
في زنزانة الماء ظللت حتى جاء اليوم السادس . . وفى ضحى اليوم أخرجوني من الماء إلى الزنزانة المجاورة ، فتوترت أعصابي انتظارا
لما سيحدث . . فقد مرت بي في هذه الزنزانة ألوان من العذاب . فوضت أمري إلى الله ، وجلست مستندة إلى حائط الزنزانة . .
أحسست بأشياء تتحرك ،فرفعت رأسي إليها، فإذا بخيوط متصلة من الفئران تترل من النافذة كان أحدا يفرغها من كيس ! !
أخذتني رعدة شديدة، وشعرت برعب مريع ! ! . . أخذت أردد اللهم اصرف عنى السوء بما شئت وكيف شئت “.. ورددت
هذا الدعاء، حتى سمعت أذان الظهر، فتيممت وصليت وجلست أختم صلاتي، وأذكر الله حتى أذان العصر فأديت صلاته . .
وهنا دخل الوحش صفوت الروبي. . كانت الفئران قد انصرفت من النافذة من حيث أفرغت ولم يتبق إلا فأر أو اثنان ! ! دارت
عيناه في أنحاء الزنزانة في نظرات دهشة، وارتسمت على وجهه ألف علامة تعجب ! !
وكأن ذلك قد عز عليه ، فانصرف يسب ويلعن تلاحقه خيبة الأمل ! ! . . وأعادني إلى زنزانة الماء ، ثم عاد ومعه الضابط رياض
.
وقف رياض خارج الزنزانة في محاولة يائسة لإقناعي لأقول بأن تنظيم الإخوان كان يهدف إلى قتل عبد الناصر والاستيلاء على
السلطة بعد قلب نظام عبد الناصر . . فقلت له : هذا كذب وافتراء. وما كنا نجتمع إلا لنتدارس كتاب الله وسنة رسوله ، وتربية
جيل مسلم يفقه الإسلام ، ويعمل لقيام دولته .
فقال : أنت مصرة على هذا؟ ستعرفين كيف يكون العذاب من الآن . . إن كل ما مر عليك يعتبر محاولات إلى جانب ما سيأتي .
وذهب وبقيت أنا في الماء ..!! ثمانية أيام وأنا على هذه الحال ، حتى بلغ بي الإرهاق والإجهاد درجة تفوق كل احتمال .
وبدا ذلك واضحا على صحتي التي وصلت إلى حال يرثى لها! !
وفى اليوم التاسع جاء رياض ومعه صفوت وضابط آخر في زيه الرسمي . وأخرجوني من الماء .
بدأ رياض يهددني بأن هذه المرة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ نفسي، فإما أن أعترف كما يريدون ، وأما الخلاص مني نهائيا .
وقال : أنت فاهمة ربكم عنده جهنم صحيح ؟ ! جهنم هنا عند عبد الناصر . . الجنة عند عبد الناصر جنة موجودة حقيقية . .
وليست جنة وهمية خيالية مثل ا لتي يعدكم ا ربكم إ ! “ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا “ الكهف .
ثم أخرجوني من الماء إلى الزنزانة المجاورة وأغلقوها ثم انصرفوا . . وفزعت إلى الله في صلاتي؟ أطلب منه أن يصرف عنى شر
هؤلاء، كنت في صلاتي عندما دخل الزنزانة عدد من الجند يزيد على ال عشرة ومعهم ضابط بزيه الرسمي . ثم انضم إليهم حمزة
البسيوني ، وصفوت الروبي .
قال صفوت لحمزة البسيوني : أوامرك يا باشا في بنت ال . . فقال حمزة البسيوني للجند: ماذا شربتم ؟!
فقالوا : شاي يا معالي الباشا . . . فقال : شاي يا أولاد الكلب . . خذهم يا صفوت اسق كل واحد منهم زجاجة خمر، وأن
يدخنوا الحشيش ، وأطعمهم كل ما يشتهون ، ثم ارم لهم بنت ال . . ولهم عندي إجازة ومكافأة !!
#الطوفان_القادم
من مذكرات زينب الغزالى فى معتقلات الطاغية جمال عبد الناصر ..
في زنزانة الماء ظللت حتى جاء اليوم السادس . . وفى ضحى اليوم أخرجوني من الماء إلى الزنزانة المجاورة ، فتوترت أعصابي انتظارا
لما سيحدث . . فقد مرت بي في هذه الزنزانة ألوان من العذاب . فوضت أمري إلى الله ، وجلست مستندة إلى حائط الزنزانة . .
أحسست بأشياء تتحرك ،فرفعت رأسي إليها، فإذا بخيوط متصلة من الفئران تترل من النافذة كان أحدا يفرغها من كيس ! !
أخذتني رعدة شديدة، وشعرت برعب مريع ! ! . . أخذت أردد اللهم اصرف عنى السوء بما شئت وكيف شئت “.. ورددت
هذا الدعاء، حتى سمعت أذان الظهر، فتيممت وصليت وجلست أختم صلاتي، وأذكر الله حتى أذان العصر فأديت صلاته . .
وهنا دخل الوحش صفوت الروبي. . كانت الفئران قد انصرفت من النافذة من حيث أفرغت ولم يتبق إلا فأر أو اثنان ! ! دارت
عيناه في أنحاء الزنزانة في نظرات دهشة، وارتسمت على وجهه ألف علامة تعجب ! !
وكأن ذلك قد عز عليه ، فانصرف يسب ويلعن تلاحقه خيبة الأمل ! ! . . وأعادني إلى زنزانة الماء ، ثم عاد ومعه الضابط رياض
.
وقف رياض خارج الزنزانة في محاولة يائسة لإقناعي لأقول بأن تنظيم الإخوان كان يهدف إلى قتل عبد الناصر والاستيلاء على
السلطة بعد قلب نظام عبد الناصر . . فقلت له : هذا كذب وافتراء. وما كنا نجتمع إلا لنتدارس كتاب الله وسنة رسوله ، وتربية
جيل مسلم يفقه الإسلام ، ويعمل لقيام دولته .
فقال : أنت مصرة على هذا؟ ستعرفين كيف يكون العذاب من الآن . . إن كل ما مر عليك يعتبر محاولات إلى جانب ما سيأتي .
وذهب وبقيت أنا في الماء ..!! ثمانية أيام وأنا على هذه الحال ، حتى بلغ بي الإرهاق والإجهاد درجة تفوق كل احتمال .
وبدا ذلك واضحا على صحتي التي وصلت إلى حال يرثى لها! !
وفى اليوم التاسع جاء رياض ومعه صفوت وضابط آخر في زيه الرسمي . وأخرجوني من الماء .
بدأ رياض يهددني بأن هذه المرة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ نفسي، فإما أن أعترف كما يريدون ، وأما الخلاص مني نهائيا .
وقال : أنت فاهمة ربكم عنده جهنم صحيح ؟ ! جهنم هنا عند عبد الناصر . . الجنة عند عبد الناصر جنة موجودة حقيقية . .
وليست جنة وهمية خيالية مثل ا لتي يعدكم ا ربكم إ ! “ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا “ الكهف .
ثم أخرجوني من الماء إلى الزنزانة المجاورة وأغلقوها ثم انصرفوا . . وفزعت إلى الله في صلاتي؟ أطلب منه أن يصرف عنى شر
هؤلاء، كنت في صلاتي عندما دخل الزنزانة عدد من الجند يزيد على ال عشرة ومعهم ضابط بزيه الرسمي . ثم انضم إليهم حمزة
البسيوني ، وصفوت الروبي .
قال صفوت لحمزة البسيوني : أوامرك يا باشا في بنت ال . . فقال حمزة البسيوني للجند: ماذا شربتم ؟!
فقالوا : شاي يا معالي الباشا . . . فقال : شاي يا أولاد الكلب . . خذهم يا صفوت اسق كل واحد منهم زجاجة خمر، وأن
يدخنوا الحشيش ، وأطعمهم كل ما يشتهون ، ثم ارم لهم بنت ال . . ولهم عندي إجازة ومكافأة !!
#الطوفان_القادم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق