جمعة الشوال
من خلال هذه الحقيقة التاريخية، إفهم مؤيد (السيسي) قبل أن تظلمه
هذه صورة أرشيفية لأكثر من 33 مليون ألماني نزلوا لتأييد "أدولف هتلر" والنازية.
ورغم أن هذه الحشود كانت على علم بما ارتكبه هتلر من سفكٍ لدماء وقتلٍ
لأبرياء، وعلى علم بأنه بنى رؤيته للغير على أنَّ: "احنا شعب وانتوا شعب،
لينا رب وليكوا رب"، وعلى علم بأنه استباح في مقابل ذلك أرواح كل مَن عاداه
؛
لكن هذه الجموع وقفت تصفق له وهو يلقى خطاباً محتواه الرئيسي:
"ألمانيا هتبقى قد الدنيا"، وصدقوه عندما وعد قائلاً: "بكرة تشوفوا
ألمانيا"، برغم أن لحظة واحدة من التعقل كانت ستكشف لهم أن أصول هتلر
بالأساس نمساوية وليست ألمانية!
لحظة من التفكير كانت ستجعلهم
يتساءلون كيف لقائدنا الوطني أن يأمر -في يوليو 1944- بمذبحة يقوم فيها
بإعدام قرابة الخمسة آلاف داخل الجيش الألماني -معظمهم بالتجويع داخل الحبس
الإنفرادي- كانتقام وحشي ممن وصفهم التاريخ بعد ذلك بـ"أصحاب الرؤية
الواقعية من قادة الجيش" والذين حاولوا إبعاده عن قيادة القوات المسلحة
ورأوا في دموية منهجه النازي الوبال على ألمانيا، فكان لهم هذا المصير
البشع.
السبب الرئيسي لوقوف هذه الملايين المؤيدة لهتلر مفتونةً
بقوة جيشه المزعومة ومصدقةً أن مجازره تمت من أجل الوطن العظيم، السبب
تعرفه عندما تتعرف على وزير إعلام هتلر –أو ما أطلق عليه: وزير الدعاية
السياسية-: جوزيف جوبلز صاحب الشعار الأشهر "إكذب حتى يصدقك الناس"ـ
جوبلز كان يُسخِّر وسائل الإعلام في الترويج للمنهج النازي من خلال ما
عُرف بـ(الكذب الممنهج) الذي لم يستهدف وقتها تحطيم الخصوم بقدر ما استهدف
برمجة عقول الناس، فكان له القول الفصل في السيطرة على العقلية الألمانية
التي أصبحت تحت مخدر كلاً من السلاح والإعلام.
عندما فاق الألمان
بعد انتحار هتلر وانتحار جوبلز اكتشفوا حقيقة الانهيار الكامل للوضع
العسكري والاقتصادي لألمانيا ثم انقسام بلدهم لشرقية وغربية، فاقوا على
الصدمة والنكسة والوكسة ؛ وكان طبيعياً بعدما دار التاريخ دورته لألمانيا
الحديثة أن يكون مجرد مدح النازية مجرم في القانون.
أقول: قبل أن
تعادي بنت خالتك، وابن عمك، والواد الاهبل ابن الجيران، وبواب العمارة اللي
عالناصية، تأكد أنهم تحت تأثير منى الشاذلي، وإبراهيم عيسى، ويوسف
الحسيني، وتوفيق عكاشة (على الترتيب)، وهؤلاء يلعبون مع المجتمع نفس دور
سحرة فرعون، وأبواق الحجاج، وإعلام جوبلز، وإن افتقدوا لذكائهم.
تريث وقل للناس مقولة فيصل القاسم :
"من لا يقرأ التاريخ لا يفهم الحاضر ولا يستشرف المستقبل"
مع تحيات جمعة الشوال
جمعة الشوال
من خلال هذه الحقيقة التاريخية، إفهم مؤيد (السيسي) قبل أن تظلمه
هذه صورة أرشيفية لأكثر من 33 مليون ألماني نزلوا لتأييد "أدولف هتلر" والنازية.
ورغم أن هذه الحشود كانت على علم بما ارتكبه هتلر من سفكٍ لدماء وقتلٍ لأبرياء، وعلى علم بأنه بنى رؤيته للغير على أنَّ: "احنا شعب وانتوا شعب، لينا رب وليكوا رب"، وعلى علم بأنه استباح في مقابل ذلك أرواح كل مَن عاداه ؛
لكن هذه الجموع وقفت تصفق له وهو يلقى خطاباً محتواه الرئيسي: "ألمانيا هتبقى قد الدنيا"، وصدقوه عندما وعد قائلاً: "بكرة تشوفوا ألمانيا"، برغم أن لحظة واحدة من التعقل كانت ستكشف لهم أن أصول هتلر بالأساس نمساوية وليست ألمانية!
لحظة من التفكير كانت ستجعلهم يتساءلون كيف لقائدنا الوطني أن يأمر -في يوليو 1944- بمذبحة يقوم فيها بإعدام قرابة الخمسة آلاف داخل الجيش الألماني -معظمهم بالتجويع داخل الحبس الإنفرادي- كانتقام وحشي ممن وصفهم التاريخ بعد ذلك بـ"أصحاب الرؤية الواقعية من قادة الجيش" والذين حاولوا إبعاده عن قيادة القوات المسلحة ورأوا في دموية منهجه النازي الوبال على ألمانيا، فكان لهم هذا المصير البشع.
السبب الرئيسي لوقوف هذه الملايين المؤيدة لهتلر مفتونةً بقوة جيشه المزعومة ومصدقةً أن مجازره تمت من أجل الوطن العظيم، السبب تعرفه عندما تتعرف على وزير إعلام هتلر –أو ما أطلق عليه: وزير الدعاية السياسية-: جوزيف جوبلز صاحب الشعار الأشهر "إكذب حتى يصدقك الناس"ـ
جوبلز كان يُسخِّر وسائل الإعلام في الترويج للمنهج النازي من خلال ما عُرف بـ(الكذب الممنهج) الذي لم يستهدف وقتها تحطيم الخصوم بقدر ما استهدف برمجة عقول الناس، فكان له القول الفصل في السيطرة على العقلية الألمانية التي أصبحت تحت مخدر كلاً من السلاح والإعلام.
عندما فاق الألمان بعد انتحار هتلر وانتحار جوبلز اكتشفوا حقيقة الانهيار الكامل للوضع العسكري والاقتصادي لألمانيا ثم انقسام بلدهم لشرقية وغربية، فاقوا على الصدمة والنكسة والوكسة ؛ وكان طبيعياً بعدما دار التاريخ دورته لألمانيا الحديثة أن يكون مجرد مدح النازية مجرم في القانون.
أقول: قبل أن تعادي بنت خالتك، وابن عمك، والواد الاهبل ابن الجيران، وبواب العمارة اللي عالناصية، تأكد أنهم تحت تأثير منى الشاذلي، وإبراهيم عيسى، ويوسف الحسيني، وتوفيق عكاشة (على الترتيب)، وهؤلاء يلعبون مع المجتمع نفس دور سحرة فرعون، وأبواق الحجاج، وإعلام جوبلز، وإن افتقدوا لذكائهم.
تريث وقل للناس مقولة فيصل القاسم :
"من لا يقرأ التاريخ لا يفهم الحاضر ولا يستشرف المستقبل"
مع تحيات جمعة الشوال
من خلال هذه الحقيقة التاريخية، إفهم مؤيد (السيسي) قبل أن تظلمه
هذه صورة أرشيفية لأكثر من 33 مليون ألماني نزلوا لتأييد "أدولف هتلر" والنازية.
ورغم أن هذه الحشود كانت على علم بما ارتكبه هتلر من سفكٍ لدماء وقتلٍ لأبرياء، وعلى علم بأنه بنى رؤيته للغير على أنَّ: "احنا شعب وانتوا شعب، لينا رب وليكوا رب"، وعلى علم بأنه استباح في مقابل ذلك أرواح كل مَن عاداه ؛
لكن هذه الجموع وقفت تصفق له وهو يلقى خطاباً محتواه الرئيسي: "ألمانيا هتبقى قد الدنيا"، وصدقوه عندما وعد قائلاً: "بكرة تشوفوا ألمانيا"، برغم أن لحظة واحدة من التعقل كانت ستكشف لهم أن أصول هتلر بالأساس نمساوية وليست ألمانية!
لحظة من التفكير كانت ستجعلهم يتساءلون كيف لقائدنا الوطني أن يأمر -في يوليو 1944- بمذبحة يقوم فيها بإعدام قرابة الخمسة آلاف داخل الجيش الألماني -معظمهم بالتجويع داخل الحبس الإنفرادي- كانتقام وحشي ممن وصفهم التاريخ بعد ذلك بـ"أصحاب الرؤية الواقعية من قادة الجيش" والذين حاولوا إبعاده عن قيادة القوات المسلحة ورأوا في دموية منهجه النازي الوبال على ألمانيا، فكان لهم هذا المصير البشع.
السبب الرئيسي لوقوف هذه الملايين المؤيدة لهتلر مفتونةً بقوة جيشه المزعومة ومصدقةً أن مجازره تمت من أجل الوطن العظيم، السبب تعرفه عندما تتعرف على وزير إعلام هتلر –أو ما أطلق عليه: وزير الدعاية السياسية-: جوزيف جوبلز صاحب الشعار الأشهر "إكذب حتى يصدقك الناس"ـ
جوبلز كان يُسخِّر وسائل الإعلام في الترويج للمنهج النازي من خلال ما عُرف بـ(الكذب الممنهج) الذي لم يستهدف وقتها تحطيم الخصوم بقدر ما استهدف برمجة عقول الناس، فكان له القول الفصل في السيطرة على العقلية الألمانية التي أصبحت تحت مخدر كلاً من السلاح والإعلام.
عندما فاق الألمان بعد انتحار هتلر وانتحار جوبلز اكتشفوا حقيقة الانهيار الكامل للوضع العسكري والاقتصادي لألمانيا ثم انقسام بلدهم لشرقية وغربية، فاقوا على الصدمة والنكسة والوكسة ؛ وكان طبيعياً بعدما دار التاريخ دورته لألمانيا الحديثة أن يكون مجرد مدح النازية مجرم في القانون.
أقول: قبل أن تعادي بنت خالتك، وابن عمك، والواد الاهبل ابن الجيران، وبواب العمارة اللي عالناصية، تأكد أنهم تحت تأثير منى الشاذلي، وإبراهيم عيسى، ويوسف الحسيني، وتوفيق عكاشة (على الترتيب)، وهؤلاء يلعبون مع المجتمع نفس دور سحرة فرعون، وأبواق الحجاج، وإعلام جوبلز، وإن افتقدوا لذكائهم.
تريث وقل للناس مقولة فيصل القاسم :
"من لا يقرأ التاريخ لا يفهم الحاضر ولا يستشرف المستقبل"
مع تحيات جمعة الشوال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق