تحقيق جمعة الشوال.
محمد بديع النسخة المصرية من عمر المختار
أكدت مصادر مُطّلعة على تطورات تحقيقات النيابة العامة أن الدكتور محمد بديع المرشد العام للاخوان رفض كل الاتهامات المُلفّقة
الموجهة اليه .. و أعطى الأستاذ الجامعى درساً للمُحقّقين فى الصمود ضد
الباطل ، و مقاومة الطغيان مهما كانت التضحيات .. و يشرفنى أننى كتبت
مقالاً عن هذا الرجل العظيم يوم القبض عليه ،بذات العنوان : ( النُسخة
المصرية من عُمر المُختار ).. و تقديراً لبسالته و بطولته أُعيد نشر المقال
:
(( كاتب هذه السطور لم و لن يكون عضواً بجماعة الاخوان المسلمين و لا غيرها
من الجماعات أو الأحزاب السياسية..لكن هذا لن يمنعنى من قول و كتابة ما
أعتقده حقّاً، مهما كانت التضحيات أو التهديدات..و أظن أن من شاهد اللقطات
التى بثتها سلطات الانقلاب للقبض على المرشد العام لجماعة الاخوان ، يمكنه
-لو اراد الحقيقة- استخلاص عدة ملاحظات لا يمكن المكابرة و لا الجدال
بشأنها:
*لو كانت الجماعة تمارس العنف ما استطاعت القوات القبض عليه بدون اطلاق
رصاصة واحدة..و معروف أن أية جماعة مسلّحة لا تترك زعيمها هكذا بدون حراسة
مشدّدة ..و هذا يثبت كذب اعلام الانقلاب فى كل كلمة و كل حرف عن ارهاب
مزعوم.
*اعترف الضباط الذين ألقوا القبض على المرشد بعدم وجود أية أسلحة بحوزة
الرجل أو مرافقيه ..فهل هؤلاء ارهابيون؟!!
*تتعرض الجماعة و أنصارها حالياً الى واحدة من أبشع المجازر و المحارق فى
التاريخ ،فهى ابادة جماعية لفصيل سياسى وقطاع هائل من المصريين يبلغ تعداده
الملايين بلا جدال.
*كان المرشد العام الدكتور محمد بديع هادئاً ثابتاً صامداً لحظة القبض
عليه..ظل مرفوع الرأس عالى الهامة .. نظرات عينيه صلبة واثقة مليئة بيقين
أصحاب القضايا العادلة و المبادىء الراسخة كالجبال. و لم يطلب شيئاً من
السجّان و لا حتى متعلقاته الشخصية ..انه الاباء و الشمم و عزّة النفس عند
هذا الرجل العظيم.
*لاحظوا أن هذا الأسد العجوز-70 سنة- قد فقد ولده و فلذة كبده منذ أيام .و
من الطبيعى أن ينهار كثير من الآباء فى مثل هذا الموقف العصيب ،لكن هذا
البطل ليس من النوع الهش..هذه و الله هى البسالة و الشجاعة و العزّة و
الصمود و شرف الدهر.
* الدكتور محمد بديع هو النسخة المصرية من المجاهد الاسلامى و العربى
العظيم عمر المختار ..و ستظل كلماته الخالدة الرائعة تدوّى فى سمع الزمان
:(( سلميتنا أقوى من الرصاص))
*استطاعت جماعة الاخوان امتصاص كل الضربات الأمنية الساحقة التى وجهها
اليها الطغاة على مدار ثمانين عاماً..و قد تمت التصفية الجسدية لمؤسسها
الشيخ حسن البنا نفسه ،فما زادها هذا الا قوة و انتشاراً فى مصر و الخارج .
*قتل أو اعتقال المرشد و كل قيادات الصف الأول و الثانى و حتى الثالث لن
يزيد الأمور الا تعقيداً ،ولن يوقف المظاهرات المليونية فى كل المحافظات،بل
سيزيد الثورة اشتعالاً كما ذكرت عدة مرات فى مقالات سابقة.
*قامت الجماعة فوراً باختيار مرشد عام جديد هو الدكتور محمود عزت ..و هذا
دليل قاطع على صلابتها ،و أنها لن تضعف و لن تنهار بقتل أو اعتقال أى شخص و
لو كان مرشدها العام، كما لن تتأثر مسيرتها مهما مُورس ضدها من بطش عسكرى
أو قمع أمنى.
*متى تفهم سلطات الانقلاب أن الثورة الحالية تضم معظم شرفاء ثورة يناير و
ليس الاخوان وحدهم ؟!! الاخوان لا يمثّلون أكثر من عشرة بالمائة من الثوار
،و بالتالى فان قمعهم لن يحل أية مشكلة ،بل سيعجّل بنهاية الانقلاب الدموى
الغاشم.
*الحل الوحيد للمحنة المصرية لن يكون عسكرياً و لا أمنياً..ولن يكون فى
مُلك الله الا ما يريد: (( و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا
يعلمون))
* شجرة الحرية تُروى دائماً بالدماء..و ستفنى الأجساد لكن المبادىء أبداً
لن تموت.
حمدى شفيق
صحفى ضد الانقلاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق