في
مقاله النظري "المثقف والثورة"، في ملاحظة هامش رقم 10، وليس في متن
النص، كتب عزم بشارة ما يلي: وأنا هنا أحذر طبعًا من احتساب جمهورٍ غفيرٍ
من الكتّاب غير المثقّفين، المدافعين عن الأنظمة والأجهزة الأمنية ومثيري
الشائعات للنيل من خصومها، على أنواعهم، وكأنهم مثقفون. فهم على كثرتهم
المدهشة ظاهرة انثروبولوجية تستحق المناقشة والبحث، ولكنهم لا يدخلون في أي
تعريفٍ للمثقّف عندي، بل هم أشبه ب"الإعلامي البلطجي" أو الأزعر أو
"الشبيح"، أو غيرها من إبداعات الأنظمة في مواجهتها لخصومها مؤخ
رًا.
إنّهم "الشبيحة الإعلاميون" بلغة الثورة والسياسة السورية القاسية التي لا
ترحم. وحبّذا لو بقي لفظ الشبيح على أصله اللبناني في وصف الشخص
الاستعراضي المتباهي برجولته الشرق-متوسطيّة، الفهلوي الذي لا يجد حرجًا في
إبراز مفاتنه الجسديّة والشطارة الفهلويّة، فقد وُجِد دائما مثل هؤلاء
الإعلاميين، والإعلاميّات أيضًا. ولكن ما أقصده هو تحوّل المصطلح إلى وصف
الأوباش من أعضاء الميليشيات شبه المنظّمة الذين يمارسون أعمال القتل
والاغتصاب والتعذيب، إما لغرض الردع والإرهاب غالبًا، وللساديّة بالتمتع
بالعنف أحيانًا. وقد نشأت فئاتٌ واسعةٌ نسبيًّا من الناطقين في الإعلام
المكتوب والمرئي والمسموع يتحلّون بهذه الصفات في مجالهم، وذلك بقتل
الشخصيّة بدلًا عن قتل الشخص الذي يقوم به حلفاؤهم\اسيادهم في الواقع،
وإثارة الشائعات والافتراءات التي تمس بالسمعة بدلًا عن التعذيب والاغتصاب
الذي يقوم الجلادون الذين يدافعون عنهم. هؤلاء ليسوا مثقّفين، لا ثوريين،
ولا محافظين، بل مجرّد أوباش". نحن نعتذر للدكتور عزمي بشارة أننا حولنا
الهامش إلى متن نصي حين نشرناه وحده، ولكنه يستحق ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق