مفكر قبطي يكشف علاقة «السيسي» بالكنيسة منذ 3 يوليو
رغم
قناعتى الكاملة بأن نجاح الرئيس السيسي متوقعا باعتباره رجل المرحلة
والضرورة، إلا أننى غير مستريح لعلاقته بالكنيسة وعلاقة الكنيسة به منذ 3
يوليو.
هكذا يؤكد المفكر القبطى جمال أسعد عبد الملاك لأنه – كما
يقول - منذ عقود ضد تدخل الكنيسة في السياسة رغم أننى مع دورها الوطنى
الذي لا يزايد عليه أحد، فلا يجب أن تتخلى عن دورها الدينى، لأنه لا يليق
بموسسة دينية أن تتدخل في السياسة خاصة أن البابا تواضروس له تصريحات تأييد
للسيسي قبل أن يصبح رئيسا ويتحدث كسياسي مما يؤكد انزلاق الكنيسة في العمل
السياسي وهذا يضر الأقباط والرئيس السيسي معا.
التاريخ –
والكلام للمفكر القبطى - أثبت أن اختصار الأقباط في الكنيسة وكأنها الممثل
للأقباط يهدد حق المواطنة في الدولة، وهنا تناقض خطير في دولة المواطنة
والمساواة ومنع خلط الدين بالسياسة، فإذا كنا نحرم ذلك على الإخوان
والسلفيين فيجب تطبيقه على الكنيسة أيضا
.
انقسام الوطن
الحديث،
بعد أن أصبح السيسي رئيسا حسب المؤشرات الأولية لفرز أصوات الانتخابات، عن
مصير الأقباط في دولة المشير، كما يقول عبد الملاك - يعنى تأصيلا للطائفية
التي عانينا منها كثيرا وتكريسا لانقسام الوطن لأن هذا يعنى أن مصير
الأقباط غير مصير إخوانهم من المسلمين في ظل الرئيس السيسي رغم أننا جميعا
مصريون وأبناء وطن واحد خاصة ونحن كمصريين قمنا بثورتين وأسقطنا نظامين
ونأمل أن تحقق الثورة تغييرا للواقع بشكل جذرى، ونحن أجزنا دستور 2014 من
أجل عدم التفرقة بين المصريين وعندما يطبق هذا الدستور في إطار تشريعات
قانونية يجعل المواطنة قابلة بل واجبة التنفيذ.
من الخطأ أن يتصور أحد أن حقوق الأقباط تتلخص في الحصول على ترضية في عهد الرئيس السيسي سواء كانت مقاعد وزارية أو مقاعد بالبرلمان.
وأضاف
المفكر القبطى أن هذه هي الطائفية بذاتها، ونحن كمصريين مشاكلنا هي نفس
مشاكل إخواننا من المسلمين والتي تتمثل في تطبيق المساواة الحقيقية ووضع
الرجل المناسب في المكان المناسب دون النظر لديانته أو انتمائه، لأن النائب
المسيحى لا يمثل المسيحيين فقط وكذلك النائب أو الوزير المسلم لا يمثل
المسلمين فقط وإنما يمثل الشعب المصرى ككل وبالتالى محاولات تقسيم المجتمع
هي ترسيخ للطائفية وتزيد الأمور تعقيدا لأن الغنى المسلم والغنى المسيحى
يحصلان على حقوقهما، أما الفقراء من الجانبين حقوقهم ضائعة وبالتالى
المشكلة هي فساد المجتمع وكيفية التصدى له.
وقال أسعد إن «موقف
المصريين المسيحيين في إطار المعطيات السياسية الحالية المتأثرة بظروف
متراكمة تاريخيا في التصويت للمرشح الرئاسى والتراكمات السياسية التي ما
زالت قابعة في الأقباط جعلتهم ينحازون للرئيس السيسي باعتباره أسقط نظام
الإخوان، ذلك النظام الذي كان متناقضا مع الأقباط من حيث حقوقهم وحقهم في
المواطنة، والتي جعلتهم يختارون الفريق شفيق في مواجهة مرسي وهو ما جعلهم
يدفعون الثمن من خلال الحشد الطائفى من الإخوان وأتباعهم فحدث ما حدث من
حرق للكنائس في أحداث ما بعد فض رابعة».
السيسي هو الحل
وأكد
أسعد أن الأقباط والمصريين جميعا يشعرون أن الرئيس السيسي قادر على حل
التراكمات الطائفية بعد فوزه بالرئاسة خلال الفترة القادمة خاصة أن مساندة
الأقباط للسيسي مستمرة ما بعد فوزه وليس لها حدود وأن يعلم الجميع أن
المواطنة والدولة المدنية وتطبيق القانون بالمساواة بين الجميع الحل الأمثل
للمصريين، ومنهم المواطن المسيحى وغير المسيحى وما يعطينا الأمل كلام
الرئيس السيسي عندما أكد أنه لا وجود للدولة الدينية، ولا وجود لشيء اسمه
مواطن مسلم ومواطن مسيحى، إنما مواطن مصرى، وأن مصر دولة مدنية وأن العلاقة
بين المصريين هي علاقة مصرية توافقية قائمة على حق المواطنة وإذا نفذ
الرئيس ذلك نكون وصلنا لحل حقيقى لكل مشاكل المصريين ومنهم الأقباط.
أقباط المهجر
وتطرق
أسعد إلى أقباط المهجر ومحاولة استغلال حالة التوتر بين السيسي والولايات
المتحدة، فقال أنا أول من كشف قضية أقباط المهجر ودورهم في تأجيج الفتنة في
مصر ومساعدة أمريكا للتدخل في الشأن المصرى الداخلى بحجة حماية الأقباط
وعلى مدى 30 عاما أقول إن ورقة الأقباط هي سلاح قوى الاستعمار للتدخل في
الشأن المصرى دون أن يعنيهم الأقباط أو أحوالهم، وإنما هدفهم تحقيق مصالحهم
وبالتالى أقباط المهجر يتاجرون بقضايا الأقباط، وبعد أن أظهرت أمريكا
وجهها السافر ومساندتها للإخوان وتغاضيها عما حدث للأقباط في 14 و16 أغسطس
من حرق الكنائس والاعتداء على ممتلكات الأقباط، اختفت هذه النماذج التي
كانت تهاجم مصر بل إنها حاولت اللعب على وتر مطالبة أمريكا بعدم التدخل في
الشأن المصرى وعلينا مراجعة تصريحاتهم قبل 25 يناير.
السلفيون في دولة المشير
وتطرق
المفكر القبطى إلى القوى الإسلامية وتحديدا السلفيين في دولة السيسي، فقال
علينا أن نفرق بين قوى تزعم تمثيلها للإسلام في إطار سياسي وأخرى في إطار
دعوى ودينى، والواقع والأحداث أثبتا أن الطرق الصوفية تتعامل مع الإسلام في
إطار دينى وسلوكى وأخلاقى وقيمى بعيدا عن السياسة.. على الجانب الآخر، نجد
كل المسميات التي تحمل أسماء متعددة ومنها حزب النور استغلت الخلط بين
الدين والسياسة وحب المصريين للتدين مثل الإخوان وادعت أنها تمثل الإسلام
وتريد تطبيق الشريعة، لكن انكشف المستور، لأن من يخلط بين السياسة والدين
ليس لديه دراية أو رؤية لمواجهة مشاكل الواقع، وعلى السلفيين ألا يمارسوا
نفس الخلط في المرحلة القادمة لأننا لن نساند كمصريين إلا نظاما مدنيا
ديمقراطيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق