الاثنين، 16 يونيو 2014

الحسابات الخاطئة لرئيس الانقلاب


الحسابات الخاطئة لرئيس الانقلاب


الأحد, 15 يونيو 2014 - 12:23 pm
عدد الزيارات: 1097 | طباعة طباعة
بقلم: ممدوح الولى
على الرصيف المجاور لأحد مبانى وزارة الزارعة ، أقام أحد المواطنين كشكا لبيع الفاكهة على نهاية الرصيف ، ليترك ممرا للمشاه بجوار سور المبنى ، وحتى يؤمن نفسه من شرطة المرافق فقد علق صورتين كبيرتين لوزير الدفاع السابق .
ونفس الأمر كررته مقاهى كثيرة تنتشر كراسيها على الأرصفة المجاورة بتعليق صوره ، وعندما ظهرت البطاقة الشخصية لوزير الدفاع السابق ، اشتراها الكثيرين حتى من الشباب الذين يشاركون فى  التظاهر ضده ، كى يستخدموها عند ضبط الشرطة لهم .
 كذلك اشترى كثير من السائقين واصحاب السيارات شريط تسلم الأيادى لفتحه عند الاقتراب من النقاط المرورية ، تفاديا لتعسف رجال المرور ، ووضع البعض صوره على هواتفهم الشخصية وأجهزة الحاسب الخاصة بهم ، لاستخدامها فى حالة تفتيشهم فى الطرقات أوالبيوت رغم رفضهم الشديد له  .
- كما قام كثير من التجار المعروف عنهم التدين فى أسواق عديده ، بتعليق صور وزير الدفاع السابق لتفويت الفرصة على خصومهم من التجار للتشويش عليهم لدى الجهات الأمنية ، حتى السيدة التى بدأت مبكرا بانتاج حلوى السيسى ، تبين أن العقار الموجود به المحل هو عقار مخالف ومطلوب تنكيسه وأرادت بما قامت به التحايل لعدم إغلاق المحل .
ونفس الأمر فعله فعله رجال الأعمال الذين علقوا لافتات التأييد خلال الانتخابات ايثارا للسلامة ، ولقد شهدنا خلال مسرحية الانتخابات  الرئاسية الكثيرين من اضطروا للذهاب لتفادى التهديد بدفع الغرامة ، يكتبون عبارات قاسية وشتائم ودعوات بالهلاك للمرشح الرئاسى المضمون فوزه .
- ومن خلال شهود عيان فإن الذين احتفلوا بفوزه بميدان التحرير كان من بينهم بلطجية تبدو علامات آثار البلطجة على وجوههم  ، إضافة الى بعض المجندين ، والشباب الذاهب للتحرش والاستمتاع بوصلات الرقص المرتقبة من الفتيات ، والهدايا التى ستلقيها الطائرات عليهم وقضاء سهرة غنائية مجانية  .
- وعندما اجتمعت عدة شرائح خلال خطاب رئيس الانقلاب فى الثالث من يوليو الماضى ، كانوا يشتركون مع رئيس الانقلاب فى الهدف العام وهو التخلص من حكم الاخوان ، إلا أنه كان لكل منهم أهدافه الخاصة التى تختلف عما قام به بعد ذلك ، من انفراده بالاستيلاء على  الحكم وتضييقه على الحريات ، مما دفع بعضهم الى  الفتور فى التأييد ، وهو ما أكدته نسب الحضور المتدنية بمسرحية الانتخابات الرئاسية .
فجبهة الانقاذ كان لها مصالحها المختلفة التى لم يحققها لها قائد الانقلاب ، والكنيسة لها أهدافها الخاصة ، ورئاسة الأزهر أصحبت سمعتها بالحضيض بعد مقتل واعتقال وفصل المئات من طلاب الأزهر  .
- وخلال الأحداث التالية للانقلاب وتغول دور الشركات التابعة للجيش فى تنفيذ مشروعات فى قطاعات اقتصادية عديدة بالأمر المباشر ، انتشر الخوف بين رجال الأعمال على مصالحهم خاصة بعد توليه السلطة وتعاظم نفوذ شركات الجيش ، الى جانب استمرار نفس المشاكل التى يعانون منها خلال فترة هيمنته على السلطة منذ الثالث من يوليو ، من صعوبات التمويل المصرفى وصعوبة الحصول على العملة  والركود .
- وينسى رئيس الانقلاب أن قطاعات شعبية عديدة كانت شاهدة على مسرحية الانتخابات الرئاسية ، حيث شاهدت على الطبيعة خلو اللجان ، ولم تصدق الأرقام التى تم اعلانها عن حضور الانتخابات ، والذين تتنوع فئاتهم ما بين قضاة وافراد قوات مسلحة شاركت بالتأمين ، وقوات شرطة تواجدت باللجان ، ومندوبى المرشحين ، وعمال مدارس الانتخابات ، والاعلاميين الذين قاموا بتغطية الحدث محليين وأجانب ، ومندوبى الجمعيات التى راقبت الانتخابات محلية وأجنبية ، وسكان المنازل والمحلات المجاورة للجان .
- ويعتمد رئيس الانقلاب على الصحافة الحكومية الخاصة والحكومية ، والفضائيات التى تروج له بصورة فجة ، والتى أصبحت مفضوحة مع تكرار نغمة إلصاق التهمة بالاخوان مع كل حدث حتى ولو كان التحرش الذى حدث بميدان التحرير .
بديل هجرة كثير من المشاهدين لكثير من برامج التوك شو ، وتراجع توزيع الصحف على اختلاف أنواعها ، ولعله يطلب توزيع تلك الصحف الشهيرة ليجد أن كثير منها يترواح توزيعه ما بين العشرة آلاف والعشرين ألف نسخه بالكاد .
- ولا يظن رئيس الانقلاب أن قيادات الدول التى حضرت حفل تنصيبه قد جاءت له ، ولكنها جاءت لتأكيد مصالحها ، فدول الخليج أهدافها واضحة فى اخماد جذوة الربيع العربى وثورة الشباب كى تنعم بالأمن داخل بلادها ، ودول الغرب والشرق لها مصالح اقتصادية وسياسية ، كما يجمع الاستبداد ما بين الأنظمة الأفريقية التى شاركت والنظام المصرى .
= وهكذا يتضح أن رئيس الانقلاب يعتمد فى استمراره ، على بطش الشرطة والجيش المتكرر تجاه المتظاهرين الرافضين له ، وما تقوم به كثير من النيابات والمحاكم فى نفس المسار ، ويبرره الاعلام مهما كان شاذا وغريبا بل ومجنونا .
الى جانب كثيرين ممن انغمسوا فى  الفساد السياسى  والاقتصادى ، سواء من الكبار أو الصغار ممن يريدون أن يظلوا بعيدا عن المحاسبة ، وحتى تظل ثرواتهم الملوثة آمنة ، وكثيرات ممن انجذبن لوسامة المتحدث العسكرى ولأسلوب رئيس الانقلاب العاطفى .
= وينسى قائد الانقلاب أن شرائح كثيره لا تقبل بوجوده منها الشباب ، وتلك هى الشريحة الأكبر عددا وتأثيرا بالمجتمع ، ومنها أرباب اللأسر الذين لم يلحظوا تحسنا فى مستواهم المعيشى منذ هيمنته على السلطة قبل عام ، ومنها أصحاب العقول من المصريين والمصريات  الذين لم ينخدعوا بمعسول الكلام ، ولم يبتلعوا طعم السهوكة  .
لقد تغير المصريون بعد الخامس والعشرين من يناير ، وكسروا حاجز الخوف بدليل خروجهم للتظاهر اليومى ، رغم معرفتهم بما سيواجههم من قتل واصابة واعتقال وحبس وكفالات وتدمير للبيوت ، وتعذيب وانتكاهات جسدية وجنسية داخل السجون وتشويه اعلامى .
ولم يعد الرفض لوجوده قاصرا على التيار الاسلامى ، الذى اتضح له أنه أكبر من حساباته ، فرغم قتل واصابة الآلاف منهم ، واعتقال أكثر من 40 ألف شخص ومصادرة الأموال وتدمير المنازل والمحلات لم ينكسروا ومازالوا صامدين رغم صدور أحكام قاسية فى حق كثير منهم .
بل لقد  اكتسب الاسلاميون تعاطفا شعبيا كبيرا ، بعد ان رأى الناس بأعينهم كم البطش بهم والذى وصل الى حد استخدام الطائرات واقتحام القرى فى مشهد غير مسبوق تاريخيا ، الى جانب اكتشاف آخرين أن أجهزة سيادية ، كانت وراء حملة تمرد والبلاك بلوك وتمويل كثير من الحركات الثورية ، وافتعال أزمات البنزين وغيرها .
- وساهم تردى الأحوال  المعيشية من انقطاع للكهرباء واستمرار طوابير البنزين ، ورفع أسعار الغاز المنزلى والمياه والسكة الحديد وتحديد عدد الأرغفة اليومية للمواطن ، واستمرار ارتفاع الأسعار للغذاء اليومى والخدمات الصحية وخدمات النقل والبطالة والفقر فى تراجع أعداد المؤيدين له من شرائح المجتمع المختلفة  .
ليصبح اعتماده على تأييد شعبى محدود  ، وبطش شرطى وجيشى وتضليل اعلامى ومحاكمات تفتقد العدالة ، مقابل أوضاع اقتصادية واجتماعية متدهورة ، وشباب رافض وجوده ، ودعوات أهالى المعتقلين عليه ليلا ونهارا ، ولعنات أرواح الشهداء التى تطارده فى كل مكان يذهب إليه وتصيبه بالرعب وتقلل من تحركاته ، رغم ما حوله من حراس وعتاد حربى ومخبرين  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب

عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...