الصين بين الإسلام والنصرانية
بقناعة
تامة نستطيع القول :"إنه ما من صراع ديني يشكل حالة أو ظاهرة، إلا الصراع
الدائر بين الإسلام وخصومه من أصحاب الملل والديانات والمذاهب الأخرى، ولا
سيما النصرانية، فهي والإسلام كفرسي رهان، فما من مكان يتواجد فيه الإسلام
إلا وللنصرانية فيه قدم ورسوخ، وما من مكان تهيمن عليه النصرانية إلا
وللإسلام فيه مظاهره التي لا تخفى على أحد".
لكن
الفارق الحقيقي والجوهري بين الإسلام والنصرانية، يتمثل في الدعم الهائل
المقدم للمنصرين والداخلين في النصرانية، والحماية التي توفرها الدول لهم
ولمعتقداتهم، بخلاف الإسلام، الذي تقوم الدعوة فيه على الجهود الذاتية،
والتي لا وجه للمقارنة بينها وبين ما يتدفق على دعاة النصرانية.
فضلاً
عن هذا وذاك ، فالمتحول إلى الإسلام منبوذ من قبل الدولة أو المجتمع الذي
يعيش فيه، وتلك ظاهرة عامة، نهج الإعلام الغربي الموجه- لخدمة النصرانية-
في إقرارها، وجعلها كالحقيقة في أذهان المتلقين للمادة الإعلامية المبثوثة
من قبل هذا الإعلام
-فعلى
سبيل المثال- يتعرض الإسلام- رغم انتشاره الواضح- في الصين لحملة عدائية
شديدة، تختلف عما تتعرض له النصرانية، ولهذا قفز معدل النصارى في الصين
بنسبة كبيرة تفوق أعداد المسلمين، على الرغم من كون الصين دولة شيوعية في
الأساس.
فقد
زاد عدد المسلمين الصينيين عن 23 مليون نسمة، وبلغت مساجد الصين أكثر من
34 ألف مسجد في المناطق، بمعدل مسجد لكل 500 مسلم تقريباً، كما بلغ عدد
الأئمة أكثر من 45 ألف إمام، وبحسب السفارة الصينية في السعودية، بلغ عدد
الحجاج في الصين أكثر من 70 ألفاً.
وفي
المقابل- بحسب ما جاء في الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"- فإن تعداد المسيحيين
يتراوح اليوم تقريباً بين 40 مليون، و54 مليون، وفقاً لاستطلاعات مستقلة،
وتشير أغلب التقديرات إلى كون عدد المسيحيين في الصين حوالي 70 مليون، في
حين تشير التقديرات الرسمية بوجود 16 مليون مسيحي فقط، بينما تشير بعض
المصادر بوجود ما يصل إلى 130 مليون مسيحي في الصين، من تعداد الصينيين
البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة
وبحسب
تقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، فإن عدد المسيحيين في الصين
الشيوعية ينمو باطراد، حتى إنه يمكن بحلول عام 2030م أن يكون لدى كنائسها
من الرواد أكثر مما لدى أمريكا. وأفاد التقرير أيضا: أن التجمعات والمحافل
المسيحية، على وجه الخصوص، ارتفعت بسرعة منذ أن أعيد فتح الكنائس بعد وفاة
الرئيس ماو في عام 1976م
ويقول
التقرير:" إن الطائفة البروتستانتية في الصين، والتي بلغ عدد أعضائها واحد
مليون فقط في عام 1949م، قد تجاوز أعداد معتنقيها بالفعل تلك الدول
المرتبطة عادة بالطفرة الإنجيلية.
وتوقع
البروفيسور يانغ- وهو خبير بارز في شؤون الدين في الصين- أنه بحلول عام
2030م، فإن مجموع عدد السكان المسيحيين في الصين، بما في ذلك الكاثوليك،
سيتجاوز 247 مليون، وتكون بهذا قد تقدمت على المكسيك والبرازيل والولايات
المتحدة، باعتبارها أكبر تجمعا مسيحيا في العالم.
وهي
أحلام وتوقعات ليس إلا، أما الواقع يشهد بأن التعداد السكاني للنصارى في
الصين يبلغ ضعف تعداد المسلمين تقريباً، وهي نسبة لا بأس بها بالنسبة
للمسلمين، ولما يتعرضون له من تضييقات، مقابل المميزات التي يتمتع بها
المسيحيون، والدعم الذي يتحصلون عليه من الخارج والداخل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق