نرصد.. حصاد عام من تحالف الانقلاب والصهاينة ضد مصر وغزة
29/07/2014 03:02 م
شيطنة المقاومة وحصار غزة والتضحية بأمن سيناء أهم قرابين الانقلاب للصهاينة
لم يكن
الموقف المصري الداعم للكيان الصهيوني في حربه الآن على غزة بمستغرب على
سلطة الانقلاب التي سعت منذ اليوم الأول لاستعادة العلاقات الحميمية
بإسرائيل والتي توترت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولا سيما بعد
تولي الدكتور مرسي الحكم كأول رئيس مدني منتخب ذي خلفية إسلامية، فقد تعددت
وتنوعت على مدار عام وسائل وأدوات الانقلابيين في مغازلة واسترضاء إسرائيل
ما بين عقد اللقاءات السرية والمعلنة مع قادة إسرائيليين لا تزال أيديهم
ملطخة بدماء المصريين والفلسطينيين على حد سواء، كما شارك الانقلابيون في
احتفالات ومراسم إسرائيلية رسمية وعقد صفقات مشبوهة مع رجال أعمال صهاينة
وغير ذلك من المساعي التي هرول إليها الانقلابيون منذ اليوم الأول لاسترضاء
الصهاينة، حاولنا الكشف عنها في إطار التحقيق التالي.
حيث شهد
العام المنصرم من عمر الانقلاب العسكري في مصر انتعاشا غير مسبوق في
العلاقات بين مصر وإسرائيل حيث تعددت على مدار هذا العام اللقاءات
والاتصالات بين القاهرة وتل أبيب وهو ما أكدته وكشفته وسائل الإعلام
الإسرائيلية حيث نشر مؤخرًا موقع "والا" الاستخباراتي الإسرائيلي الشهير أن
السيسي يحافظ شخصيًّا على إجراء اتصالات مع كبار قادة الأجهزة الأمنية
الإسرائيلية، وأنه أمر كبار القادة الأمنيين في مصر بتعزيز التعاون مع
إسرائيل.
وأشاد
الموقع في مارس الماضي بنجاح السيسي في تدمير 95% من الأنفاق التي تربط
قطاع غزة بمصر، مؤكدًا أن الحرب التي يشنها الجيش المصري ضد الجهاديين
وحماس تتم وسط تعاون وتنسيق قوي مع إسرائيل، ورجح الموقع أن هذا التعاون
سيستمر تولي السيسي منصب رئيس الجمهورية ، مؤكدًا أن السيسي يسير على خطى
مبارك،حيث كان مبارك يرفض زيارة "إسرائيل" لكنه في المقابل كان يحافظ على
علاقات وثيقة وقوية معها في الخفاء، خصوصًا على مستوى التعاون والتنسيق
الأمني.
وهو ما
أكدته أيضًا صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”: حيث قالت إن القيادات الأمنية
الخاضعة للسيسي في مصر عملت طوال الفترة الماضية على تعزيز العلاقات مع
نظرائهم الإسرائيليين، وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي تحدث أكثر من مرة مع
مسئولين إسرائيليين بارزين، بمن فيهم وزير الدفاع الإسرائيلي.
ولم يكن
ما كشفته الصحف الإسرائيلية من لقاءات سرية بين سلطة الانقلاب وقادة
الصهاينة فقط ما تم من لقاءات واتصالات حرص الانقلابيون على التعتيم عليها،
حيث تعددت العلاقات الرسمية على مدار العام كان أبرزها المشاركة في تأبين
السفاح شارون حيث شارك في يناير الماضي دبلوماسي مصري وصفته وسائل الإعلام
الإسرائيلية بأنه رفيع المستوى في مراسم تأبين السفاح شارون، والذي لم يجد
غضاضة في الاستماع إلى خطبة تأبين السفاح والتي أشارت إلى نجاحاته -من وجهة
نظر الصهاينة- والتي كان أبرزها نجاحاته العسكرية ضد القوات المصرية في
حرب 1973، بجانب مشاركته في معظم حروب ومجازر إسرائيل التي خاضتها مع دول
عربية عدة من بينها مجزرة بحر البقر ضد الأطفال المصريين! كما أبرزوا دوره
في مجزرة صبرا وشاتيلا وزيارته للمسجد الأقصى المبارك سنة 2000، ومذبحة
جنين 2002، وعملية السور الواقي، وقيامه بالكثير من عمليات الاغتيال ضد
أفراد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
وبجانب
زيارة الدبلوماسي رفيع المستوى قام وزير خارجية الانقلاب في حكومة الببلاوي
نبيل فهمي في 30 إبريل الماضي بزيارة إلى إسرائيل والتي التقى فيها قيادات
المنظمات الصهيونية العالمية، وهو اللقاء الذي بررته وزارة الخارجية
المصرية أنه لمناقشة قضايا “التحول الديمقراطي” في مصر والأوضاع في القارة
الإفريقية وسبل التصدي لظاهرة الإرهاب، أن اللقاء رغبة من الطرفين في المضي
قدمًا نحو تنسيق أكثر عمقًا في الملفات المشتركة كالقضية الفلسطينية
وسيناء.
كما حضر
في مارس الماضي سفير الانقلاب في القدس مؤتمرًا لنتنياهو رئيس وزراء
الكيان الصهيوني الذي رحب بالسفير واصفًا إياه بالصديق. حيث قال الصهيوني
نتنياهو خلال المؤتمر: "أرحب بكم في القدس العاصمة الأبدية غير المقسمة
للشعب اليهودي والدولة اليهودية"!
ثفاقات مشبوهة
لم
تكتفِ سلط الانقلاب في استرضاءها ومغازلة الصهاينة على اللقاءات والزيارات
فحسب؛ بل تجاوزت إلى ما هو أبعد من ذلك حيث عقدت ثقافات مشبوهة مكنت فيها
بعض رجال الأعمال الصهاينة من إقامة مشروعات في مصر بتسهيلات غير مسبوقة
وكان أبرزهم "إليعازر ماروم" وهو قائد الحرب الصهيوني المتطرف وصاحب الهجوم
الأشهر على أسطول الحرية لفك حصار غزة "مرمرة" في نهاية مايو عام 2010،
كما شارك في عملية الرصاص المصبوب على قطاع غزة نهاية ديسمبر 2008؛ حيث
سمحت سلطات الانقلاب مؤخرًا للشركة التي يمتلكها وهي شركة "النورس للأمن
الملاحي" بالعمل في قناة السويس التي تعتبر الممر الملاحي الأهم في العالم
وأحد رموز السيادة الوطنية، وكذلك العمل في عدة مناطق أخرى حساسة مثل البحر
الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.
دعم إسرائيل
أثمرت
جهود الانقلابيين على مدار الانقلاب في التقرب من الصهاينة عن مكاسب
للانقلابيين، كان أبرزها دعم إسرائيل للانقلاب ومطالبتها للمجتمع المدني
بمساندة السيسي، حيث طالب العديد من قادة الصهاينة كان أبرزهم إيهود بارك
رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي طالب الولايات المتحدة بتوجيه الدعم للمشير
عبد الفتاح السيسي وعدم الاصطدام به وتوجيه انتقاداتها إليه خلف الأبواب
المغلقة.
وفي
السياق نفسه قدم مركز أبحاث الأمن القومي بإسرائيل عدة توصيات لدعم
الانقلاب العسكري كان من أبرزها تعزيز التعاون مع الجيش المصري ومواصلة
السماح لهذا الجيش بدفع المزيد من القوات في سيناء، وذلك لكي يتمكن الجيش
المصري من العمل ضد البؤر الجهادية ولكي يتصدى لعمليات تهريب السلاح عبر
سيناء إلى قطاع غزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق