فضيحة إماراتية في سماء الإعلام!!
2014-07-23 08:07:30
ترددت
كثيرا في كتابة هذا المقال .. لكن ما يجري في غزة من مجازر وما تبثه وسائل
الإعلام فجر عندي جينات الصمت ولم أعد أتحمل عبء انتظار من ينوب من
الزملاء الثقات للكتابة في هذا الموضوع الشائك مع المزيد الدماء التي تراق
على تراب غزة الأبية..
بقلم / د.أحمــد جعفــر
لم يكن
مستغربا لي ما رددته وسائل الإعلام عن اشتباه في قيام وفد الهلال الأحمر
الإمارتي الذي سمحت له الدولة المصرية دخول غزة لتقديم العون للأشقاء في
غزة جراء العدوان الاسرائيلي الغاشم على العزل من النساء والشيوخ والأطفال
وإحداث المجازر على مسمع وبصر العالم الذي يدعي الإنسانية وحق الشعوب في
الدفاع عن أراضيها وحماية أرواح الأبرياء ..
لم يكن كذلك
مستغربا أن يهرول الوفد الإماراتي متراجعا إلى مسقط رأسه بمجرد ما صدرت
تعليمات له من أبوظبي بإنهاء الدور الذي ذهبوا إليه بطريقة مفاجئة ومثيرة
عمقت صحة الشبهات التي صاحبت زيارة الوفد ، وربما تكشف حماس في المستقبل
جانبا من أسرار هذا الوفد المشبوه في الوقت الذي تراه مناسبا ..
السؤال :
لماذا لم يكن مستغربا بالنسبة لي ؟ الإجابة باختصار أن الدور الإماراتي
المغلف بأدوار الإنسانية أحيانا وبالإعلامية أحيانا أخرى عادة ما يكون غطاء
لأهداف استخباراتية لصالح النظام السياسي أو النظام العالمي بقيادة
الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الكيان الصهيوني ..
حدث عام
2003 عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية فيما يعرف بحرب الخليج الثالثة
أو الحرب على العراق أو ما يسمى حينها بعملية تحرير العراق أو ما روجت له
إجهزة الإعلام الموالية لدول التحالف بعملية حرية العراق .. أن قامت قناة
ابوظبي الفضائية وتعبيرا عن مشاركة دولة الإمارات في التحالف الدولي بضرب
العراق الدخول في سباق مع قناة الجزيرة الفضائية على تغطية أحداث هذه الحرب
القذرة بحشد وفد إعلامي قوامه نحو سبعون فردا من مختلف التخصصات
التلفزيونية ..
يومها كنت
أعمل في صحيفة الاتحاد الظبيانية وجدت تزاحما شديدا عند مدخل الصحيفة جراء
قيام الوفد باعتماد وتوقيع الأوراق والمستندات لدى الشؤون الإدارية
والمالية المتخذة من الطابق الأرضي مقرا لجميع العاملين في مؤسسة الإمارات
للإعلام والتي كانت تضم صحيفة الاتحاد وإذاعة وتلفزيون أبوظبي وغيرها من
المطبوعات والتي تغير إسمها اليوم لتصبح شركة أبوظبي للإعلام بعد تراجع
الدور الاتحادي في مجال الإعلام والنزوع نحو الدور المحلي لكل إمارة على
حدة بعد وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الله يرحمه ..
يوم راينا
هذا العدد الضخم من الإعلاميين في بهو مقر المؤسسة وبعد يومين من اندلاع
الحرب على العراق أثار حفيظتنا كإعلاميين وصحفيين غيورين على أمتنا ولدينا
في الوقت ذاته تحفظا على الدور الإماراتي والعربي في هذه الحرب التي نكتوي
بتداعياتها حتى يومنا هذا ، لدرجة أننا يومها أطلقنا على الوفد مسمى "
التحالف العربي لتغطية الحرب الأمريكية على العراق " نسبة لأن معظم كوادر
الوفد كانت من جنسيات عربية مختلفة واتساقا مع المانشيت الرئيسي الذي خرجت
به صحيفة الاتحاد بعنوان " صدام يشعل الحرب في العراق " منقلبا على كل
معايير الموضوعية المهنية في اختيار العناوين السياسية المعبرة عن حقيقة
المشهد في الساحة العراقية ، ولذلك كان من الطبيعي أن يكون هناك وفد
إعلاميا يليق بهذا العمل الخسيس لتحالف ضرب العراق .
غادر الوفد
الإعلامي متجها للعراق وجميعهم يحمل هواتف متحركة من نوع " الثريا "
النقالة والتي ترتبط بالساتلايت الفضائي بدلا من محطات الشبكات الأرضية
والتي يمكنها كذلك تغطية شبكة الهاتف الفضائي للكرة الارضية بأكملها أو
أجزاء منها حسب نوع الخدمة أدمجت فيه تقنيتي نظام جي.إس.إم والنظام العالمي
لتحديد الموقع ، كما يتيح الهاتف مستخدميه للاتصال أو استقبال أي اتصال من
أي مكان في العالم كما أن بالإمكان استخدام الهاتف بوضعية جي.إس.إم في
المناطق المخدومة من قبل الشبكات المتوافقة مع نظام جي.إس.إم والتي وقعت
معها الشركة المالكة للجوال اتفاقيات تجوال وذلك بغض النظر عن موقع حامل
هاتف الثريا الذي كانت توفره حينئذ شركة الثريا للاتصالات الفضائية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق