خبير سياسي: مع استحالة نزع سلاح المقاومة أمريكا تزيد منصات دفاع العدو
31/07/2014 10:48 م
اعتبر
مدحت ماهر -الخبير السياسي- أن مطالبة اقيقلرئيس الأمريكي "باراك أوباما" من
الكونجرس مبلغ 225 مليون دولار إضافية لتسريع بناء القبة الحديدية
الإسرائيلية وتخصيص معونة أمريكة لذلك يحمل دلالات عديدة ويدل على عدة أمور
أهمها رسوخ وأزلية التحالف الإسرائيلي –الأمريكي، وأنه أصيل وليس مؤقت،
وأن الولايات المتحدة لا تتعامل مع إسرائيل باعتبارها طرفا منفصلا عنها
ولكنها باعتبارها الولاية الأمريكية ال51 وأن المشروع الصهيوني بالأصالة
مشروع أمريكي، ومهما كان بعض التنويع في الخطاب في بعض المواقف، يظل لا
يتعدى الخلافات داخل البيت الصهيوني الأمريكي.
وأضاف
في تصريح خاص لـ"الحرية والعدالة" أيضا يكشف الموقف الأمريكي كاملا، ويعززه
ما نراه من مؤازرة أمريكية للعدوان الصهيوني على غزة وتصويره باعتباره
دفاعا عن النفس، وأنه حق صهيوني، فهذا مبدأ رئيسي ثابت للولايات المتحدة
تجاه ما يحدث في غزة. مع التهوين من حقوق فلسطين كشعب وأرض.
ويدل
أيضا زيادة دعم "أوباما" للقبة الحديدة الإسرائيلية على مزيد من الاعتراف
الأمريكي والغربي معا بما حققته المقاومة الفلسطينية بقيادة "حماس" من تقدم
على مستوى التسليح وعلى مستوى القدرات العسكرية والقدرة على تحدي القوة
العسكرية الإسرائيلية ومن وراءها القوة العسكرية الأمريكية.واعتراف بأن
المقاومة أوجعت العدو كما قال "محمد الضيف" -القائد العام لكتائب عز الدين
القسام- أنها غيرت ميزان القوى لصالح المقاومة، والتي طورت نظام القوة
والردع لصالح المقاومة.
وأكد
"ماهر" أن طلب "أوباما" يكشف قيام الولايات المتحدة بالمزيد من التحصين
بقوة دفاعية جوية وبنفس الوقت تريد نزع سلاح المقاومة، وفي ظل استحالة نزع
سلاحها ليس أمامه إلا طريق زيادة تحصينات الابن المدلل "الكيان الصهيوني"،
وزيادة القباب والجدر وأسلحته ومنصات دفاعه، فطلب أوباما يضاف إليه ما ردده
"جون كيري" وكثير من ممثلي الإدارة الأمريكية بشأن نزع سلاح المقاومة،
ونزعها طلب خيال وأمر للاستهلاك السياسي.
وأوضح
"الخبير السياسي" أن نزع سلاح المقاومة مستحيل، والإدارة الأمريكية تدرك
ذلك وأن تأثير المقاومة كبير على الحالة العسكرية والأمنية للكيان
الصهيوني، وبالتالي لم يعد وحده قادرا على مواجهة المقاومة فتدخلت أمريكا
لاستكمال قواه، بما يثبت أيضا أن البعد التسليحي هو الأول في تفكير الإدارة
الأمريكية والكيان الصهيوني في معالجة الصراع في ظل هشاشة المبادرات
والحلول، لذا نجد العسكرة ومزيد من الحل العسكري الأمر الواضح بالأداء
الأمريكي والصهيوني والحل العسكري له الأولوية، لذا وجب من الآن وفيما بعد
أن تكون المقاومة ومؤازرة المقاومة العسكرية على قمة أولويات التفكير
العربي، والتيقن أن الحل السياسي ليس بديلا وليس له أولوية إلا ويكون
مدعوما بالمقاومة العسكرية والدفاعية. ويكشف طلب نزع سلاح المقاومة قوتها
وكذب الدعاية السوداء الخسيسة التي مارسها بعض المتصهينين العرب التي تستخف
بالمقاومة وصواريخها وعملياتها النوعية وقدراتها على إيلام العدم وردعه.
ولفت
"المحلل السياسي" إلى أن أمريكا لا يجب معاملتها كوسيط أو طرف محايد أو
أمينا بعد تكشف هذا التحالف الخبيث بهذه الصورة القبيحة مع الكيان
الصهيوني.
وبشأن
الواجب فعله وما العمل على مستوى الدول العربية والإسلامية في دعمها لغزة
والمقاومة نبه "ماهر" إلى أنه له بعدان الأول أن هذا العدوان أظهر مدى
التمايز في الصفوف العربية بين قوى مقاومة وقوى مقاولة وخبيثة وممالئة،
وبين الدفاع عن الذات وخيانة الذات، وما العمل الذي تتعلق بمحاور أهمها أنه
في مواجهة العدو لا بد أن يكون الدعم للمقاومة باب مفتوح بكل الوسائل وعلى
كل المستويات اقتصادي وثقافي ودعوي وديني ومالي، ويجب على دول الأمة
العربية والإسلامية فتح خزائنها وأرصدتها ليس فقط لمؤازرة غزة بل مؤازرة
مشروع مقاومة عربي مؤسس على المقاوم الأول الشعوب ومؤسس على تجاوز النظم
التي وقفت معظمها في معسكر العدو.
واقترح
"ماهر" عمل الشعوب على جميع المسارات المتوازية والمتكاملة لدعم المقاومة
بمسارات التوعية والاحتجاج والفضح والكشف للمتصهينين العرب والمؤازرة داخل
الأوطان وعبر الأوطان، والبحث عن كل سبيل للدعم الكامل فلا يوجد طريق غير
مشروع في هذا المجال، وكل من يقطع الطريق على مؤازرة المقاومة فهو قاطع
طريق وفي صف العدو، فالأمر واضح إما مع المقاومة وإما خذلها وفي صف العدو
معادلة واضحة لا ثالث لها.
ولفت
"ماهر" إلى أن الطرق المالية لمؤازرة المقاومة مفتوحة على تنويعاتها من
تحويل أموال، مقاطعة تستمر وتتجدد كمقاطعة اقتصادية للكيان الصهيوني
وأمريكا بالذات، مطالبا بالإبداع في المقاطعة بحيث تكون مقاطعة نوعية
للسلع، وبالتركيز على عدد معين من الشركات، فقاعدة تفعيل عالم الوسائل
والاجتهاد فيها بمبدأ "لا تحقرن من المعروف شيئا"، مع ضرورة الجهد الفكري
والجماعاتي صغير ومجتمعي عبر الأوطان ووسائل التواصل الاجتماعي، وكل أنواع
الجهود والمقاطعات، والدعوات المستمرة للحركة.
مشيرا
إلى أنه لا يجب الانتظار لحين تحرك الجميع معا أو بوقت واحد، بل يتحرك من
الآن كل من يستطيع، فمصر قد تكون بظروف لا تسمح لها بالحركة أو تعطلها،
فلتتحرك باقي الدول ومنها الجزائر والسودان والأردن والكويت وغيرها، ولا بد
من التفكير في أعمال على مستوى الأمة العربية والرسمية وألا تنقطع حتى رفع
الحصار بالكامل عن غزة وحتى تصبح فلسطين آمنة كغيرها.
ودعا
"ماهر" إلى ضرورة الوصل بين مساري الثورة والمقاومة، فمقاومة المحتل
تؤازرها الثورة على المستبد، لأن الاحتلال والانقلاب كليهما حالة اغتصاب
للأرض والعرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق