|
21/07/2014 |
رسائل غزاوية حمساوية مصراوية
بقلم: محمود عبد الرحمن
أقل
ما يفعله العبد حين يرى تجليات الفتح الربانى والتثبيت الملائكى لرجال
المقاومة الفلسطينية الذين أذلوا الصلف الإسرائيلى وحققوا على الأرض ما لا
يدركه الخيال والحلم، أقل ما يفعله من سعد قلبه وعلت همته بانتصار المقاومة
فى غزة، أن يسجد لله شكرا وتواضعا وعرفانا بأن الله هو الرامى، وهو الصانع.
ولو كتبنا فى المعانى الربانية من هذا النصر، وربطناه بالشهر الكريم، وبانتصار النبي الأمين فى بدر وفتح مكة، وبانتصارات المسلمين فى رمضان ما وسعتنا الكتب. ولكنى سوف أركز مقالى فى عدة رسائل مركزة:
أولا-
ظهرت هذه الثمرات بعد أن تحمل الشعب الفلسطينى معاناة المذابح والاحتلال
نحو تسعين عاما منذ تفاحشت الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وبدأت مجازر
العصابات الصهيونية ضد الشعب الآمن المسالم.
ثانيا- عز الدين القسام استشهد عام 1935، وقد كان يعد كتائبه لحرب اليهود، فتعجل بعض أتباعه في الهجوم على دورية إنجليزية ففطنوا لموقعهم، ومشطوا القرية وقاوم القسام حتى لقي ربه شهيدا – فأرادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تربط جهادها بجهاد أسلافها فى فلسطين.
ومع
كونها تشربت فكر الإخوان المسلمين، وسارت على خطاهم فى مناهج التربية
الإسلامية، ولم تنس تاريخهم المجاهد فى فلسطين، فلقد جمعت حماس الخير من
أطرافه.
أما الجذور والأصول فهي إسلامية ربانية على منهاج الكتاب الكريم والسنة النبوية.
ثالثا-
من يقرر محاربة إسرائيل فهو يقرر محاربة أمريكا وأوروبا فى نفس الوقت، فلا
يفعل ذلك إلا من كان الإيمان هو دمه الذي يجرى فى عروقه وأنفاسه التى تمده
بالحياة، ولا يفعل ذلك حكام الرفاهية والانبطاح، ولا حكام الغطرسة على
الشعوب، والتذلل للأسياد.
رابعا-
البلاد العربية التى فرض عليها أعداؤها وحكامها التخلف العلمى، أنجبت
أخيرا رجالا يصنعون الصواريخ، ويصنعون الطائرات ويخترقون القنوات الفضائية
الصهيونية.
خامسا-
المساحة الجغرافية المحدودة لا تقف عائقا أمام المجاهدين ليعلنوا الحرب
على واحدة من أعتى القوى المدججة بأحدث الأسلحة، بل وينتصرون عليها، فلا
عجب أن ترى غزة تحقق ما عجزت عنه الدول والجيوش المدجنة التى تملك الأموال
الضخمة، والجغرافيا الواسعة.
سادسا-
ما ظهر من إنجازات فى غزة لا يجعلنا نتغافل عن حجم الجهود الجبارة،
والدراسات العلمية والحربية التى بذلها القساميون ليصلوا إلى هذه النتيجة
بفضل الله تعالى، وقد علمنا أن نصر الله لا يتنزل على الكسالى والمتواكلين
الذين غيبوا أنفسهم عن عالم الأسباب.
سابعا-
أكدت القسام نظرية أن الفرد المجاهد المدرب تدريبا عاليا مضنيا متقنا،
أصبح يتفوق بأسلحة بسيطة قليلة التكلفة على الآليات الضخمة المكلفة، فهو
يستطيع بصاروخ سعره بضعة آلاف أن يدمر دبابة أو مدرعة بالملايين، وبصاروخ
آخر - غير متاح الآن لدي القسام - أن يصطاد طائرة بمئات الملايين، لكن ذلك
يحتاج إلى مزيد تكنولوجيا، محلية وعالمية، ممكن أن تتاح للمجتهدين.
ثامنا-
أبدعت المقاومة فى الاستفادة من العوامل الطبيعية بعد دراسة جيدة لطبيعة
المعركة، فاخترعت سلاحا رهيبا هو سلاح الأنفاق التى وصفها (النتن ياهو)
بالمرعبة، حيث يخرج منها المجاهدون فينقضون كالصاعقة على رؤوس المجرمين –
كم استنفذت شبكة الأنفاق من تخطيط وجهد ووقت وربما تضحيات حتى صنعت منظومة
(غزة تحت الأرض) بالإضافة إلى ما فوق الأرض؟!
تاسعا-
أن يقدم المجاهدون فى غزة ألف شهيد، أو يقدم المجاهدون فى رابعة والنهضة
وغيرها سبعة آلاف شهيد تحزن لفراقهم القلوب المحبة لهم، لكنها تفرح وتسترخص
التضحيات فى معركة الوجود بيننا وبين اليهود وعملاء اليهود، ومعركة الدفاع
عن الإسلام والأوطان.
عاشرا-
سوف يأتى بإذن الله اليوم التى ينتصر فيه المخلصون فى مصر وسوريا والعراق،
وغيرها وتتوحد جودهم، على هدى من الكتاب والسنة، وعلى قاعدة الوحدة
الإسلامية، لمواجهة اليهود، ومواجهة الباطل أينما وجد، ومهما انتفش.
حادى عشر- يفرح المؤمنون بنصر الله لكنهم لا يتباهون ولا يتفاخرون بقوتهم، وينسبون الفضل لصاحب الفضل سبحانه.
ثم – وهذا مهم – لا يتغافلون عن عدوهم وداعميه ومكرهم وكيدهم.
وتبقى اليقظة دائمة لا لهذه المعركة وحدها – وإنما لما بقي من عمر الكون، فهو صراع الحق والباطل أبدا.
|
الأربعاء، 23 يوليو 2014
رسائل غزاوية حمساوية مصراوية بقلم: محمود عبد الرحمن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب
عاجل | إذاعة الجيش الإسرائيلي: صفارات الإنذار دوت تحذيرا من صواريخ باليستية أطلقت من لبنان على منطقة تل أبيب 14/10/2024|آخر تحديث: 14/10/20...
-
محمد العمدة يكتب: السيسي والعسكر ونهب مصر (5) تحقيق جمعة الشوال ...
-
تداول نشطاء قطريون معارضون لنظام تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى صورة لقطريين يتناولون مثلجات عليها صورة "ت...
-
00 :00 00 :30 نشرة أخبار 00 :30 01 :00 نشرة أخبار 01 :00 01 :05 نشرة أخبار 01 :05 02 :00 أفلام وثائقية 02 :00 02 :30 نشرة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق