ركوع حاكم عربى أمام رئيس وزراء إسرائيل
بقلم: رضا حمودة
منذ يوم
عدد القراءات: 2032
لا تسأل كثيراً عن سبب عدم تأييد الأنظمة العربية للمقاومة والجهاد المسلح ضد عدونا الصهيونى فى أرض فلسطين إزاء ما يحدث الآن فى غزة الباسلة لأن السبب واضح وهو أن هذه المقاومة تكشفهم وتعريهم تماما كما تكشفهم أى تحركات ثورية معارضة فى بلداننا العربية (فيما عرف بثورات الربيع العربى) ،وبالتالى نرى تحركاتهم الحثيثة الخبيثة لإجهاض أى صوت أو تحرك ثورى على الأرض ينادى بالحرية والاستقلال والإنعتاق من التبعية للغرب بشتى الوسائل المادية والمعنوية والإعلامية مهما كانت الكلفة ذلك أن بقاء هؤلاء الحكام على عروشهم هو الضامن الوحيد لديمومة واستمرار حصد المزيد والمزيد من أموال شعوبهم بلا حساب.
هزتنى رسالة مخزية عبر الفاكس لحاكم عربى ارتضى لنفسه ولأمته الذل والمهانة بعثها لرئيس وزراء العدو الصهيونى( إسحاق رابين ) بتاريخ الثالث من يوليو من عام 1995تعمّدت إسرائيل تسريبها وللمصادفة القدرية أن يتزامن تاريخ الرسالة الفاضحة مع انقلاب الجنرال السيسى على إرادة الشعب المصرى من عام 2013.. هذا الحاكم هو" محمد إبراهيم عقال " رئيس الصومال هذا البلد العربى الاسلامى المنكوب بحكامه دائماً، فقد كان الغرض من الرسالة هو طلب تأسيس شركة إستراتيجية مع إسرائيل قائلاً فى نهاية رسالته بحالة من الانسحاق والانبطاح المثير لكل معانى الأسف والدونية فى ذات الوقت ( ونعرب لسعادتكم عن إعجاب شعبنا الشديد بإسرائيل التى هزمت العرب فى ثلاث معارك رئيسية حتى حصلت على مبتغاها ، وعلى كل حال فنحن منكم كالقزم أمام العملاق . شالوم ولى الشرف أن أبقى خادمكم المطيع. انتهت الرسالة لكن مازال دويّها الهائل وأثرها بالغ السوء على كل ذى ضمير ونخوة إسلامية وعربية بل وإنسانية ويمتلك الحد الأدنى من الكرامة وحمرة الدم البشرى ، ورغم أن الرسالة قديمة تاريخياً لكنها حديثة فى جوهرها تعززها الشواهد على أرض الواقع كأنها كتبت للتو ، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة وربما هناك الكثير من الرسائل المماثلة لحكام آخرين لم يتم الكشف عنها بعد، تجسد مدى الحميميّة القائمة على الدونية وليست الندية بين حكامنا المستأسدون على شعوبهم فقط من جانب وبين زعماء الكيان الصهيونى من جانبٍ آخر.
ولعل أبرز ما يجسد هذه الحالة ما قاله الوزير الصهيونى المتطرف "أفيجدور ليبرمان" يونيو الماضى مكرراً مقولة رئيس جهاز الموساد الأسبق" مائير داجان" : إن الدولة الإسرائيلية مثل العشيقة فى الشرق الأوسط ، الجميع (يقصد الحكام العرب) يستمتعون بالعلاقة معها، ولكنهم لا يعترفون بذلك.. إلى أن وصل به حد الغطرسة والاستعلاء القول بأن إسرائيل بإمكانها العيش والصمود بدون (العرب) ولكن هذه الدول لا يمكنها العيش بدون إسرائيل. هكذا تحدث الصهيونى ليبرمان وغيره من مسؤولى الدولة الصهيونية من واقع معرفتهم الواقعية لطبيعة العلاقة التى تربط دولتهم بالحكام العرب ذلك أن العلاقة بين الجانبين تخطت حد العلاقات العادية إلى علاقات المودة الوطيدة فضلاً عن التبادلات التجارية فى السر والعلن وصفقات سلاح وغاز..إلخ ، فكما أن العلاقة بين الدولة المصرية وأمريكا كعلاقة الزوج وزوجته وليست علاقة عابرة كما قال وزير خارجية الانقلاب نبيل فهمى قبل عدة أشهر فإننا نستطيع الزعم بأن دولة الكيان الصهيونى على علاقة غرام وعشق لكنه العشق الحرام مع دول وأنظمة عربية(وأقصد هنا الأنظمة وليس الشعوب) أشبه بالاغتصاب ولكن بالتراضى والاستمتاع مع كامل الأسى والأسف فضلاً عن اغتصاب كامل للأرض والعرض يتحمل أسبابه بلا شك أصحاب الجلالة والفخامة والسمو من حكامنا الأجلاء مهما قالوا ونفوا ورفعوا من شعارات الممانعة والعروبة والإسلام فقد كشفتهم الثورات وقامت بتعريتهم الانقلابات التى دبروها وأداروها بأموالنا ، فكانت قمة الخذلان والتعرى لتلك الأنظمة فى الصواريخ الإبداعية للمقاومة الإسلامية حماس وغيرها من فصائل المقاومة التى وصلت تل أبيب وطائراتها بدون طيار المدهشة والمصنعة محلياً والتى حلقت فوق وزارة الدفاع الصهيونية رغم قلة الإمكانيات ، فقط الإيمان والإرادة والعزيمة والأخذ بأسباب القوة التى هزمت القوة الغاشمة بجهادها ونضالها وكفاحها دفاعاً عن الدين والتراب والشرف والأمن القومى نيابةً عن الأمة كلها وكشفت الخيانة والتواطؤ والتآمر العربى الرسمى المخزى لحكام وملوك كان لهم ظهير من العلماء والقضاة والأبواق المنافقة المأجورة صدق فيهم قول العلاّمة الراحل الشيخ محمد الغزالى "إنما فسدت الرعية بفساد الملوك ، وفساد الملوك بفساد العلماء ، فلولا القضاء السوء والعلماء السوء لقل فساد الملوك خوفاً من إنكارهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق