في أول لقاء له على قناة "الجزيرة":
"عبدالله الشامي" يروي كواليس اعتقاله
عبدالله الشامي
قال الإعلامي "عبدالله الشامي"، المفرج عنه بعد اعتقال دام أكثر من 300
يوم، إنه لم يخشى فكرة القنص أو القتل، ولكنه كان يخشى من فكرة الاعتقال
كونه أمر مفجع لا يحمل أي خير.
وأضاف، خلال أول لقاءٍ له على شاشة قناة "الجزيرة مباشر مصر"، عقب الإفراج
عنه: "استشعرت بعد تضامن الكثيرين معي، خلال اعتقالي، أنه يجب أن أساند
المعتقلين بعد خروجي، وأنه يجب علي أن أقدم رسالة ومسئولية لدعم جميع
المعتقلين خلف السجون".
وأشار إلى أنه لم يشغله أن يلقب بـ"بالبطل"، كما قيل عنه، ولكنه كان يشغله
فكرة الاعتقال في حد ذاتها، خاصةً وأنه لازال هناك صحفيون كثر لازالوا خلف
أسوار السجون.
وحول واقعة اعتقاله في يوم مجزرة "رابعة"، أوضح أنه اعتقل في حوالي الساعه
5 مساءًا أثناء عملية إخراج كافة المعتقلين، بعد تدمير المكان بأكمله،
مشيرًا إلى أن المنفذ الوحيد كان اتجاه شارع "الطيران"، المؤدي لـ"مصطفى
النحاس"، وفي ذلك المكان تواجدت مجموعة من قوات داخلية الانقلاب والجيش.
وأكمل قائلاً: "بدأوا يحققوا في هويتي عند كمين الجيش، وأنا لم يكن معي
البطاقة، بل كان جواز السفر، وبسبب رحلاتي الكثيرة المدونة في الجواز،
أثيرت شكوك الضابط، فهمس بعض الضباط لبعض وقال أحدهم إني جاسوس، وحينها
قرروا أخذي واعتقالي".
وتابع قائلاً: "تم ترحيلي لاستاد القاهرة، وكنا تقريبًا 1000 شخص، وظللنا
به حتى صلاة الفجر ثم نقلونا لقسم الشروق، وفضلنا 3 أيام حتى مجزرة أبو
زعبل، ثم وضعنا في ليمان أبو زعبل 2، ثم رحلوني على ليمان طره".
وأردف قائلاً: "تم الاعتداء علينا من قبل داخلية الانقلاب بكافة الأقسام
التي مررنا عليها، أكثر مما يقال عن حفلات الاستقبال تم معنا جميعًا".
وأشار إلى أن إدارة السجون كانت تتعمد إهانتهم وإذلالهم، وكانوا يأمرونهم
بتنظيف المكان، وهو مليء بالحشرات وسيء للغاية، لافتًا إلى أنه تعرض لحفلة
تعذيب في سجن "أبو زعبل"، حينما علموا أنه مراسل لقناة "الجزيرة".
ولفت إلى أن زياراته بدأت، بعد اعتقال دام أكثر من 25 يوم، مشيرًا إلى أن
الزيارة كانت خلف الأسلاك في البداية، ولمدة 5 دقائق فقط، ثم تم مد فترة
الزيارة لعشر دقائق داخل قاعة مفتوحة.
وأوضح أن مكان احتجازه كان عباره عن مخزن وبهه أكثر من 65 شخص وكانت المعاملة غير آدمية.
وأكمل أنهم كانوا يتعمدون التلصص عليه كونه مراسل لـ"الجزيرة"، وخلال
الزيارة كان يتم وضع مخبرين بجواره، ليتلصصوا عليه، ومنعوا دخول الجوابات
له والكتب.
وحول مسألة دخوله في إضراب عن الطعام، لفت إلى أنه لم يجد أي طريقة يخرج
بها من المعتقل في ظل اعتقاله غير القانوني، مشيرًا إلى أنه بعد فترة
اعتقال دامت 5 شهور، لجأ للامتناع عن الطعام بسبب عدم جدوى سير المحاكمة،
وكأن الاضراب عن الطعام هو الوسيلة التي يستطيع أن يوصل بها صوته للعالم،
اعتراضًا على حبسه الظالم.
ولفت إلى أن إدارة السجن هددته كثيرًا لكي ينهي إضرابه عن الطعام، مشيرًا
إلى أن السجن رفض توثيق إضرابه، فضلاً عن عدم توفير الرعاية الطبية والصحية
له.
ومع تدهور حالته الصحية قال "الشامي": "جاءني عدد من المسؤولين بالداخلية
يقنعوني بإنهاء الإضراب، بعضهم قالوا لي مصر محتاجاك، والآخرون يقولون لي
أن الإضراب حرام، وفي يوم 15 مايو قاموا بنقلي لسجن العقرب، من أجل كسر
الإضراب عن الطعام".
وتابع قائلاً إنه خلال فترة اعتقاله بسجن "العقرب"، تم منع الزيارات، كما
تم منعه من الاختلاط مع المعتقلين، وتم حبسه بزنزانة انفرادية، فلا يرى ولا
يتكلم مع أحد".
وحول تفاصيل الإضراب قال "الشامي" إنه في البداية بدأ في تجميع المعلومات
من أهله حول كيفية الإضراب، وطريقته صحيًا، وبدأ تدريجيًا في أول فترة بماء
وعصير وتمر، ثم صعد الإضراب في منتصف فبراير وكان يعتمد على شرب الماء
فحسب، فكان الأمر شاقًا وصعبًا للغاية خلال أول أسبوعين، حتى بدأ الجسم على
التعود، ولكن خلال فترة ما قبل الإفراج عنه، بدأت تحدث له إغماءات
متتالية.
وأكد أنه رغم ما حدث له إلا أنه لم يكن في نيته التراجع نهائيًا، لأنه يرى أن "الحرية تستاهل أكثر من كده بكثير".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق