" الهجرة والتجنس" أخطر خسائر الكيان .. بعد العدوان على غزة
منذ 3 ساعة
عدد القراءات: 400
"توصلت إلى استنتاج مفاده أنني إذا لم أفعل ذلك الآن، فلن أفعله مطلقًا، لا أرى أملاً لهذه الدولة، لم أشعر أبدًا بالانتماء لها، والآن تفاقم الوضع. هذا المكان لن يجدي نفعًا لأي أحد كان".
بهذه الكلمات كشف "شارون 40 عامًا أحد سكان وسط إسرائيل عن سعيه لمغادرة إسرائيل بلا عودة، بحثًا عن "وطن" جديد يمكن من خلاله تحقيق أحلامه، حيث يعمل جاهدًا على النزوح إلى أوروبا وتحديدا أسبانيا، وينوي فتح مشروع صغير في دولة هادئة بلا حروب بدلا من" التضحية بحياته من أجل السياسيين" على حد قوله.
وبحسب موقع "المونيتور" الأمريكي فإن الكثير من الإسرائيليين ينظرون إلى أوروبا كطوق نجاة لاسيما في أوقات الحروب، لافتًا إلى أن الكثير من اليهود الأشكناز (الذين ترجع أصولهم إلى أوروبا الشرقية) يبحثون عن طريقة للحصول على الجنسية البولينية، والمجرية والألمانية، فيما يبحث اليهود الشرقيون عن الجنسية الإسبانية أو الفرنسية.
الموقع نقل عن المحامي "دان أسان" المتخصص في استخراج الجنسية الألمانية والنمساوية للإسرائيليين قوله: "بالتأكيد هناك ارتفاع في عدد من توجهوا إلينا خلال الشهر الأخير. هناك دائمًا ارتفاع في عدد الطلبات في أوقات الأزمة".
وأكد "أسان" أن معدلات طالبي الهجرة ارتفعت بشكل لافت، مشيرًا إلى أنَّ ذلك فقط هو التأثير الفوري للحرب، متوقعا أن يتزايد التأثير الحقيقي لحرب غزة على الهجرة الإسرائيلية لأوروبا بشكل كبير خلال الفترة القادمة.
كذلك أكدت المحامية "جولي دانيال" التي تعمل في مجال إصدار الجنسية الفرنسية أن أعداد الإسرائيليين الذين يسعون للحصول على تلك الجنسية تتزايد بشكل مستمر طوال الوقت وليس فقط في فترات الحرب.
لكن من ناحية أخرى اعترفت "دانيال" بأن 46 عائلة إسرائيلية من أصول تونسية وجزائرية توجهت بطلبات للهجرة إلى فرنسا خلال الشهر الأخير معظمها من سكان جنوب إسرائيل حيث البلدات في المرمى الأول لصواريخ المقاومة الفلسطينية، لافتة إلى أنَّ كل عائلة تضم ما لا يقل عن 20 فردًا.
واستشهد "المونيتور" بمقال الدكتور "يوسي نحوشتان" المحاضر في القانون بجامعة "كيل" البريطانية والذي نشرته صحيفة" هآرتس" في أغسطس الجاري حيث قال: " يجب أن يبحث الليبراليون الإنسانيون عن واقع طبيعي في دولة طبيعية، ويهاجروا من إسرائيل، ويصنعوا لأولادهم مستقبلا أكثر أمانا وأقل إسرائيلية. أحيانا يكون الحل الشجاع هو عدم خوض حربا خاسرة، بل الهروب ببساطة".
كذلك شهدت الأسابيع الأخيرة خلال الحرب على غزة والإنجازات التي حققتها المقاومة الفلسطينية إقبالاً كبيرًا من قبل الإسرائيليين من أصول فرنسية على القنصلية الفرنسية بإسرائيل لاستخراج جوازات سفر، في ظاهرة اعتبرها مراقبون دليلا على الميل لضمان خيار العودة لأوروبا.
يشار إلى أنَّ صحيفة "هآرتس" كانت قد كشفت في ديسمبر 2012 أن 37% من الإسرائيليين يفكرون في الهجرة، وكشف بحث أجرته جامعة تل أبيب عام 2007 أن أكثر من 100 ألف إسرائيلي يحملون جوازات سفر أوربية وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 100% مقارنة بعام 2000. لكن تقرير آخر لصحيفة "زي ماركير" في 2013 كشف أنَّ عدد حاملي الهويات الأوربية في إسرائيل تجاوز الـ 150 ألف فرد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق