عامٌ على الاجتياح الصهيوني لقطاع " رابعة العدوية"!
بقلم: علي حسن فراج
منذ 10 ساعة
عدد القراءات: 102
تقوم النظرية الصهيونية في ذلك على الوحشية والرعب والإرهاب؛ اقتل بطريقة بشعة، واقتل مَن لا ذنب لهم وتمادّ وأفرط في القتل والدموية لينكسر الخصم، ولا يفكر في الصمود أو العودة إلى المواجهة مجدداً.
نفس هذه النظرية الصهيونية كانت حاضرة في اجتياح ميدان رابعة، والذي كان أشد دموية وإرهاباً من الاجتياح الصهيوني لغزة في كل مراته المتعاقبة، يكفي – مثلاً- أنْ تعلم أن ّعدد ضحايا تلك النظرية الصهيونية في غزة كان يصل إلى الرقم الذي يصل إليه، بعد نحو شهرٍ من القصف العشوائي جواً وبحراً وبراً ، بينما في احتياج رابعة وصل العدد – الذي فاق ضحايا اجتياح غزة- إلى ما وصل إليه في يوم واحد!
وإذا كان العقل يقف حائراً ومتسائلا عن طبيعة الإنسانية التي يملكها الجنرالات الصهاينة الذين كانوا يُقدمون على إعطاء الأمور بدكّ المستشفيات التي تعالج المصابين، أو بقصف سيارات الإسعاف التي تنقلهم، أو قصف "مدارس الأونروا" التي يختبئ فيها الضعفاء من الشيوخ والنساء والأطفال = فهو كذلك يقف بحيرةٍ أشدّ أمام اجتياح رابعة، عندما يطالع مشاهد الجرافات وهي تكسح جثث المواطنين أمامها كأنها أكوامٌ من القمامة!
أو عندما يرى مشهد القناصة يعتلون البنايات حول ميدان الاعتصام ، يقنصون شاباً أو فتاة في ريعان الشباب أو طفلاً أو شيخاً أو عجوزاً، بكل برود وهدوء أعصاب وراحة ضمير، بينما يقوم أحدهما بمضغ "العلك" أو احتساء كوب شايٍ وضعه على حافة الحائط أمامه. أو عندما ترى شخصاً يحمل مصاباً لإسعافه، فتأتيه طلقة القناص ليسقط الحامل والمحمول معاً!
أو عندما طائرة تحوم في الجو لتطلق رصاصة تفجّر رأس إنسانٍ أعزل لا يحمل في يده ولو حجراً، وكل جريمته أنه كان موجوداً في هذا المكان. أو عندما ترى بعض المعتصمين وهو يغادرون الميدان وهو اصطفوا ورفعوا أيديهم كأنهم أسرى حرب، ومع ذلك تأتي الرصاصة الغادرة لأحدهم فتطرحه أرضاً ، فلا يملك هؤلاء الأسرى الالتفات إليه ، بل يأخذون في مواصلة السير في طريقٍ، مَن نجا فيه من زخات الرصاص = انتظره شبح الاعتقال، تلك الطرق التي زعمت السلطة بعد ذلك في وسائل إعلامها أنها ممرات آمنة لخروج المعتصمين!
وتتملكك الحيرة والدهشة أيضاً عندما تُصغي إلى روايات شهود العيان من الأطباء الذين كانوا في المستشفى الميداني عندما اقتحمتها عليهم القوات وأمرهم الضباط بأن يخرجوا منها حالا ويتركوا المستشفى بما فيها من مصابين وجثامين، ويخرج الأطباء مرغمين يتركون وراءهم من بطنه مفتوحة، ومن علقوا له المحاليل؛ لتقوم القوات بعد ذلك بإشعال النار فيها بمصابيها وجثثها، قبل أن يكون مصير مسجد رابعة هو نفس مصير المستشفى الميداني.
وإذا كان صراع الصهاينة مع المسلمين والعرب وكونهم لهم أعداء ألداء= قد يُقلل من حيرتك واستغرابك من بشاعة الفتك والإجرام الصهيوني بضحاياه في غزة وغيرها= فبمَ نقلل حيرتنا واستغرابنا من إقدام قوات الشرطة والجيش على هذه المذبحة الكبرى ضد إخوانهم من أبناء الوطن، بما لا يضاهيه شيءٌ من المذابح الصهيونية التي حلفت كل هؤلاء الضحايا في يومٍ واحدٍ؟!
بل إن التاريخ لم يسجل مطلقاً أن القوات الصهيونية المشهورة بالبطش والفتك والإرهاب والدموية = قد مارست ولو شيئاً قليلاً من ذلك ضد أحدٍ من معارضي أي حكومة من حكوماتها المتعاقبة مع احتدام الخلافات والشقاقات المستمرة بين الحكومات ومعارضيها.
وإذا ما كانت النظرية الصهيونية الإرهابية الوحشية= قد فشلت، رغم دمويتها الكبيرة وتكررها بين الحين والآخر، في بلوغ الغاية من ورائها وهي قتل روح الصمود عند الخصم، وإجباره على الاستسلام والتراجع، ورأينا ذلك ماثلاً في غزة وصمودها بعد حرقها وحصارها فكذلك فشلت هذه النظرية الصهيونية التي اسُتعملت في اجتياح رابعة في تحقيق هدفها، وكسر صمود معارضي الانقلاب ووأد إرادتهم؛ فميدانياً صمد العزل أمام الرصاص الحيّ، ووقف المحتمون بالطوب والأحجار أمام الجرينوف والجرافات لمدة 12 ساعة، عجزت المجنزرات والآليات فيها عن فض الميدان، رغم رصاص القناصة؛ بل قد رأينا بعضاً من النساء والرجال يرفضون مغادرة الميدان، ويكتبون أسماءهم على ملابسهم؛ ليتعرف أهلهم على جثثهم في ثباتٍ ورباطة جأشٍ منقطعة النظير.
وأما خارج الميدان فقد بقي الأحرار لعام ٍكاملٍ في الشوارع يخرجون منددين بالنظام الانقلابي، مع إمعانه في القتل والاعتقال، ولم تفتر لهم همة، ولم تَخُر لهم عزيمة ، ولم يفت في عضدهم الأحكام القضائية المتعجرفة ضد إخوانهم بالإعدام والمؤبد مع تلفيق القضايا والاتهامات.
ستفشل وستهزم النظرية الصهيونية في مصر كما هُزمت في غزة ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق