تقارير إسرائيلية.. اليأس في غزة يُمكن أن يؤدي إلى حرب أخرى
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 92
منذ انتهاء الحرب، التي تضرر فيها العتاد الحربي والصواريخ التي بحوزة حماس بشدة، تعمل حماس على تحسين قدرتها على إطلاق الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية. بحسب التقديرات في إسرائيل، تستثمر حماس موارد كثيرة لإعادة إنتاج الصواريخ، وقامت حتى الآن بإطلاق الصواريخ 20 مرة تقريبا باتجاه البحر. وقبل شهرين سقط صاروخ في إسرائيل، وأنكرت حماس أن يكون لها يد في ذلك.
يزيد إطلاق الصواريخ من التخوفات في إسرائيل من أن قطاع غزة على وشك الانفجار، ومن المحتمل أن تكون هناك حرب إضافية أقرب مما نتصور. لا ريب أن الأوضاع في قطاع غزة سيئة للغاية، وفي أعقاب عدم ترميمها يبدو أن الكثير من الفلسطينيين سيواجهون شتاءً صعبًا. كان أحد التفسيرات أن حماس دخلت في الحرب ضد إسرائيل رغبة في تحسين الأوضاع المعيشية لسكان غزة، وكانت تعلم جيدا أن القطاع سيتضرر كثيرا خلال الحرب.
وهذا ما حصل، فقد لحق بالقطاع ضرر جسيم، ولكن قبل انتهاء الحرب علموا في حماس أن ما ينتظرهم في المستقبل لا يسرّ بتاتا. كنا خلال الحرب نستمع لأحلام وخيالات قيادات حماس ببناء ميناء بحري ومطار، إلى جانب ترميم القطاع بمساعدة الأموال الدولية، ولا يزال الميناء والمطار في إطار الأحلام، ولا يبدو الترميم أمرا قريبا.
في الواقع، بقيت حماس بلا شيء. تنتظر بفارغ الصبر بدء الترميمات في القطاع، وللأجور والمرتبات التي ستبعث في الناس بعض الأمل والتفاؤل. في هذه الفترة دخلت القطاع بعض مواد الإسمنت والمواد البنائية، ولكنهم قالوا في اللجنة الشعبية لترميم غزة إنه في هذه الوتيرة، أي وتيرة إدخال المواد والترميم، فإن ترميم القطاع كليا سيمتد على فترة تقارب عشرين سنة في أقل تقدير.
ومع أن دول العالم التزمت بتقديم ما يزيد عن 4 مليار دولار للسلطة الفلسطينية من أجل ترميم القطاع، ولكن النقاش حول نقل المواد والمراقبة عليها تأجل إلى أجل غير مسمى في أعقاب الهجوم الهمجي على الجنود المصريين في سيناء. أدى هذا الهجوم إلى تأجيل النقاش، وليس فقط، بل أدى إلى عمل خطة مصرية للتفريق كليا بين قطاع غزة وسيناء.
إن عواقب العزلة وانعدام الترميم صعبة للغاية بالنسبة للكثير من مواطني قطاع غزة. حصل القليل من أعضاء حركة حماس على أجورهم، وأغلبهم لم يتسلموها كاملة. كذلك تزويد الكهرباء في حالة سيئة حيث يتوفر الكهرباء في ساعات قليلة فقط من اليوم، وبحسب التقديرات، هناك 17.000 بيت قد تضرر في الحرب وينتظر الترميم، وعشرات آلاف الفلسطينيين لا يزالون يسكنون في مدارس الأونروا.
جهود الأمم المتحدة لمد يد العون بالكاد تفيد، وذلك بسبب الصعوبة البيروقراطية لنقل مواد إلى داخل القطاع، وبسبب رفض حماس القيام بترتيبات تعتقد أن لها علاقة بإسرائيل بصورة أو بأخرى. لقد تأخر نقل المواد إلى قطاع غزة، والذي يدير أموره “الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية” (التي تملكها مؤسسة الاستثمارات التابعة للسلطة الفلسطينية) لأن فتح اتهمت حماس قبل أسبوعين أنها تريد استخدام مواد البناء لبناء “مدينة تحت الأرض” (والقصد ترميم الأنفاق المتجهة إلى داخل أراضي إسرائيل).
أصبح الخلاف بين فتح وحماس جليا للجميع، فقد تمت مهاجمة منازل قيادات حركة فتح في غزة قبل أسبوعين، وكذلك إلغاء مهرجان إحياء ذكرى مرور عشر سنوات على وفاة ياسر عرفات، وهناك رفض مستمر لمنع قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية أن تعمل في قطاع غزة، وذلك بخلاف ما اتفقت حماس وفتح عليه. وهذا يذكّرنا بالنداء الأخير لإسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس، عندما ادعى وجوب تفكيك حكومة الائتلاف الفلسطينية، وأبدى استياءه لعدم وجود جولة انتخابية قريبة، مع أنه بحسب اتفاق الائتلاف يجب عمل جولة انتخابات في هذا الوقت.
إذا، ترى حركة حماس يوما تلو الأخر كيف تزداد الأوضاع سوءا في قطاع غزة الذي يقع تحت سيطرتها، وليست هناك إشارات لوجود مساعدات دولية. من المحتمل أن حركة حماس تريد إيصال رسالة واضحة، وهي أنها لن تقبل بمماطلة دولية، وهي توحي حتى بأنها قادرة على خوض حرب أخرى ضد إسرائيل. ليس هناك شك من أن مثل هذه الحرب ستضر القطاع أكثر مما هو متضرر الآن، ولكن هذا الأمر كانت حماس تعلمه جيدا قبل الحرب الأخيرة، ولم يمنعها ذلك من خوض الحرب لمدة 50 يوما.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أنظار حماس تتوجه أيضا إلى الضفة الغربية والأوضاع المشتعلة في القدس، ولها وظيفة مهمة جدا في المحافظة على استمرار هذا الوضع السيء. يبارك المتحدثون باسم حماس ليلا نهارًا الأعمال الدموية ضد المواطنين الإسرائيليين، وكذلك تنشر شبكات التواصل الاجتماعي رسائل دموية بإشراف حركة حماس. وقدّر مسؤول في جهاز الأمن الإسرائيلي أنه من المحتمل أن تقوم حماس بإطلاق نار “رمزيًّا” باتجاه إسرائيل في الأيام القريبة كخطوة للتعاطف مع الأوضاع الأليمة التي تحدث في الضفة الغربية. هذا الأمر لم يحدث بعد، وإذا حصل لا أحد يعرف إلى ماذا سيؤدي، فمن الممكن أن يكون الرد الإسرائيلي على ذلك ردا قاسيا ويؤدي إلى تفاقم الوضع والانجرار نحو حرب جديدة مع قطاع غزة. على كل حال، على الرغم من أنه لا أحد يرغب بحرب أخرى مع غزة، يجب ألا نغفل عن إمكانية حدوث ذلك.
الجورنال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق