سر إقالة مدير المخابرات وهو خارج البلاد ومغزى إحلال نائبه مكانه
منذ 3 ساعة
عدد القراءات: 3129
نصر العشماوي
كانت التسريبات الأخيرة ضربة قاصمة وحقيقية, ولكن الأمر يحتاج إلى تدقيق فى ربط التسريبات بقرار إقالة مدير المخابرات فريد التهامي، فالتسريبات المسجلة كانت من عدة مكاتب, وليست من مكتب السيسى فحسب, وإذا ربطنا بين إقالة التهامى بالتسريبات فإننا حينها نقول أنهم قد تأكدوا من أحد شيئين.. إما أن تسجيل تلك المكالمات تم بمعرفة أشخاص بالمخابرات ومن ثم تم تسريبها, أو أنهم يحملون رئيس الجهاز المسئولية فى عدم إحاطته بالتسريبات.. وفى ظنى أن كلاهما مستبعد فى أسباب إقالة التهامي، فالسبب الأول مستبعد لأن كلاهما فى ذات المركب التى يستقلها الانقلاب؛ فإذا سقطت سقطوا معه, أما السبب الثانى فهو محتمل لكنى أستبعده لأن المسئولية مشتركة بينهم؛ فلماذا يدفع مدير المخابرات الثمن وحده؟!
سر إقالة مدير المخابرات وهو فى الخارج:
إذا نظرنا إلى عملية اتخاذ قرار إقالة مدير المخابرات وهو فى الخارج بالذات فى رحلة عمل, وتأملناه قليلا؛ سندرك أن إقالته كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة له, وتمت بعملية تمويه متعمدة بإرساله إلى الخارج فى مهمة عمل ثم تنحيته!!
هذه النقطة الغاية فى الأهمية؛ والتى تعجبت من أنها لم تلفت نظر أى أحد, هى لب قضية الإقالة كلها, بل إنه منها نستطيع أن نستنتج الأسباب الحقيقية لإقالة التهامي, فهم يقيلونه كمن يختطف المنصب منه ويهجم على مكتبه على حين غرة منعا لترتيب أوراقه أو اتخاذ قرارات اللحظات الأخيرة التى يفكر فيها أى مسئول قبل أن يغادر مكتبه للأبد، فالواضح أن إقالة التهامى ليست بسبب تقصيره أو خروج التسريبات من خلال أحد مرؤوسيه, بل إنه تمت إقالته بعد أن علم كل شيء عن هذه التسريبات, وربما علم أكثر من اللازم عن الصراع المكتوم بين العسكر, وأن هذه التسريبات ليس للداخلية بكافة أجهزتها دخل بها؛ وكل المسئولية تقع على المؤسسة العسكرية والصراع بين رجالها؛ سواء من فى خارجها كسامى عنان مثلا وغيره من المغمورين, ومن فى داخلها, ولذلك تمت عملية الإقالة بالمباغتة والخطف.
مغزى إحلال نائب المدير مكانه:
وإذا ربطنا الخيوط السابقة ببعضها فإننا سنجد أن تعيين نائب مدير المخابرات مكانه فى منصبه ينم عن أن النائب لم يكن سوى رجلا من رجال العسكر, وأنه ربما أخبرهم بأشياء قرروا على إثرها ما قرروه، لأنه بالبداهة لو كان النائب تابعا لرئيسه لأقالوه أيضا؛ أو على الأقل لم يكن ليضعوه مكانه فى منصبه، أما تصعيده للمنصب فهو مكافأة له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق