خطة تيئيس الثوار بتحالف الخليج وحديث المصالحة مع الرئيس مرسى

 منذ 13 ساعة

 عدد القراءات: 1346

كتب: نصر العشماوي
لا شك أن تضخيم التغيير الذي يبدو طفيفا حتي الآن بين قطر وقادة الانقلاب هو عمل مقصود تماما خرجت علي إثره جوقة الإعلام التي تتحرك بريموت السلطة لتقول أن قطر قد ركعت وسوف تحذو حذوها تركيا وكل من يقف أمام ما يسمونه الإرادة المصرية، ولا أدري ما علاقة السياسات بين الدول بالإرادة المصرية، وما هو الذي تملكه مصر لتركيع قطر أو غيرها، فضلا عن أن تكون العلاقات بين الدول العربية قائمة علي هذا النهج الرخيص والمبتذل؛ في مقابل تركيع أمريكا الحقيقي لجميع البلاد العربية بلا استثناء واحد!!

وفي كل فترة وأخري تخرج شائعات مقصودة وموجهة علي الوصول إلي صلح بين الانقلاب وبين جماعة الإخوان، ثم يتطور الحديث للكلام عن مصالحة مع الرئيس محمد مرسي نفسه، وكلها أشياء لا علاقة بينها وبين الواقع، وقد سبق أن نشرنا حوارا مع من يعتبر آخر قيادات الإخوان المسلمين خارج السجون الذين احتووا ملف المبادرات وليس المصالحات وشتان بينهما  "د. محمد علي بشر" قبل القبض عليه بأيام، وقد قامت السلطة باعتقاله بعد أن وجدت أن الطريق قد أصبح مسدودا تماما لتحقيق مآربهم، وأن التمسك بالشرعية هو تمسك بالأمانة التي حملها الرئيس مرسي، وأن التخلي عنها هو خيانة لله ولرسوله ثم الأمة، ولذلك تم إلقاء القبض عليه بعد إعلانه عدم التفاوض أبدا علي دماء الشهداء، وأنه لا تنازل عن شرعية الرئيس تحت أي ظرف، وقال لهم "بشر" إننا لم نأخذ منصبا واحدا سوي بانتخاب الناس سواء قبل الثورة أو بعدها، فمن منا الديمقراطي ومن منا الديكتاتور الذي يريد أن يحكم البلاد بالديكتاتورية لتظل هكذا علي الدوام.

ولا شك أن خطة تيئيس الثوار مستمرة، وكلما تعاظمت الدعوات للخروج في مظاهرات يناير كلما كثر الكلام بتحالف خليجي عن حدوث مصالحات عربية وتمويل أسطوري لمصر لتنهض من كبوتها الإقتصادية التي لا يفيقون أو يعترفون بها إلا كلما حل يناير؛ ليقولوا أن دول الخليج وقد انضمت لهم قطر سيحيلون مصر إلي دولة رخاء عظمي بعطاءاتهم، وكأن هؤلاء لا شعوب لهم وقد تبنوا الشعب المصرى!!

وفي نفس الوقت تتواصل خطة تيئيس الثوار بشائعات المصالحة مع الإخوان واستضافة بعض المنشقيين عن الجماعة للحديث باسمها وإطلاق بنود للمصالحات ليس لها محل من الواقع سوي في عقول المؤلفين من المنشقين، وتعتمد خطة تيئيس الثوار علي التضليل الإعلامي بتضخيم أحداث أو مجرد كلمات من أي مواطن من قطر أو تركيا لإظهار أن تركيا بالذات قد انصرفت عن الوقوف بجانب الحق كما يقول رئيسها أردوغان دائما، وكأنهم  يعرفون تركيا أكثر مما يعرفها رئيسها!

إنها خطة واضحة لإشاعة اليأس في التغيير فلا تنخدعوا بها، ولا تصدقوا أن هناك مصالحة مع الإخوان إلا إذا سمعتوها من الرئيس مرسي شخصيا وغير ذلك فلا تصدقوا أي هراء مهما كان قائله، وأظن أن موقف الرئيس مرسي تختصره كلمته الشارحة الجامعة لما نحن فيه (أوعوا الثورة تتسرق منكم).