البابا السيسي المخلص وأحلام الرئيس تواضروس علاقتهما بفاتيكان فرانسيس
منذ 2 ساعة
عدد القراءات: 578
كتب: نصر العشماوي
ما بين الوجه المكفهر العبوس الذي التقي به مشايخ الأزهر في خطابه بمشيخة الأزهر؛ وبين الوجه الباسم الضاحك المنفشخ حتي بدت أنيابه في لقائه بالقساوسة في الكاتدرائية تكمن دولة السيسي المنبطحة بعورة الانقلاب الذي فقد أنصاره من المخدوعين به علي قارعة طريق انتهاء الأمل الزائف والرخاء المنتظر علي جثة الإخوان المسلمين؛ فاكتشفوا أنهم أصبحوا قتلة بلا أجر، شاركوا في الإثم؛ وحصد الفاعل وحده الذي اعتمد علي تفويضهم الغنائم، ووزعها علي من يظن أنهم أعمدة خيمة سلطانه وأركان قصره المليء بالأشباح!!
لم تكن زيارة البابا السيسي الذي حينما ظهر بالكاتدرائية ظهر معه المسيح كما قال "القس إيبولا"؛ وهم يعتبرونه المخلص الذي خلصهم من أزمة حكم الإخوان المسلمين، فقد شعروا أن أياديهم باتت مغلولة، وأن دور الكنيسة السياسي قد انتهي، لم تكن الزيارة فيها أي مفاجأة لرئيس الكنيسة الأرثوذكسية وأشياء أخري "تواضرس" مطلقا، بل كان في انتظاره ويعلم بمجيئه وزيارته، ورتب لها كما رتب له تماما زيارة بابا الفاتيكان في نوفمبر من العام الماضي حينما التقي السيسي بابا الكنسية الأم في روما كبير القساوسة "البابا فرانسيس"، وكان لقاء حميميا هو الآخر؛ قال له فيه فرانسيس: إن الكنيسة تنتظر منك الكثير في خدمة البشرية!!
وما بين اللقاءين وصل نفوذ النصراني المغامر "نجيب ساويرس" إلي قمته وظهور جهازه الشرطي الموازي باسم (فالكون) وإسقاط الضرائب المستحقة التي يبني منها المستشفيات وتشتري بها الأدوية عنه، وهي ضرائب بالمليارات، وليس من حق كائن من كان أن يسقطها سوي بحكم قضائي، لكن الذي حدث أنه تم الضرب بالحكم القضائي الذي يلزم ساويرس بدفع الضرائب عرض الحائط لتظل إمبراطورية ساويرس دولة اقتصادية مصغرة فاحشة الثراء بداخل الدولة الكبري المنهارة اقتصاديا، وتلك معادلة لا تتحقق إلا في دولة لصوص وفساد مستطير.. والدولة الصغري تلك في خدمة الكنيسة بالطبع، والتي قال صاحب إمبراطوريتها عن عام الانقلاب الأول أنه عام نهاية الإسلام في مصر، ولم يحاسبه أحد بالطبع لأن أمواله تسبق خطاه وتوضع حيث تكمم الأفواه!!
إن أحلام ساويرس وتواضروس وفرانسيس واحدة، لكن الأول ليس له في الدين، ولا يعرف عنه شيئا، لكن السلطان الكنسي أشد وطأة من سلطان المال، فعرف كيف ينمو ماله أضعافا مضاعفة تحت الحماية الكنسية في الخارج والداخل.
إن فاتيكان فرانسيس حينما انتظر الكثير من السيسي؛ لم يكن ينتظر أكثر مما قاله في مشيخة الأزهر ليبني عليه الكثير، ولتخرج بعده الجوقة الإعلامية لتردد سخافاتها القديمة معتمدة علي أقوال رئيسهم كما يزعمون، وسوف تسمع يوميا إهانات لا حصر لها، ولن يكون أولها ذلك المذيع النصراني الذي طالب علنا بضرورة تنقيح القرآن الكريم من الآيات التي يعتبرها ذا الأربع تحض علي القتل والكراهية، ولن يكون آخرهم تلك المذيعة المسيحية أيضا التي تجرأت لتقول: يجب أن يدوس كل مسلم علي المصحف الذي يحوي كيت وكيت، هذا فضلا عن تطاول جهلة المسلمين من العلمانيين المتطرفين!!
ذهب السيسي في رحلة الصيف إلي بابا الفاتيكان، وفي زيارة الشتاء إلي كاتدرائية تواضروس؛ منتشيا بالهجوم المسبق علي الإسلام وثوابته، ومن أجل ذلك وحده كانت الحفاوة به في الكاتدرائية فوق ما يتمني حتي أنه قال: أنا خايف البابا كده يزعل.. قاصدا أنه حل محل البابا في الاستقبال والحفاوة به.. وربما كان لسان حال البابا يقول له: لن أزعل فأنا وأنت واحد حتي لو كنت أنا الرئيس هنا!!
.. لكن بلدا يدوي فيها الأذان لله خمس مرات في اليوم والليلة تقول فيها:
الله أكبر.. الله أكبر؛ لن تكبر صغيرا؛ ولن تعلوا بحقير، وهي منتصرة ما دام الأذان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق